وضع داكن
26-04-2024
Logo
حياة المسلم 1- إذاعة حياة إف إم- الحلقة : 105 - التجارة مع الله .
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

مقدمة :

المذيع:
 بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، وعلى آله صحبه الطيبين الطاهرين، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم مستمعينا الكرام، على الهواء مباشرة في حلقة جديدة من برنامجكم مع الدكتور محمد راتب النابلسي، وباسمكم نرحب بفضيلة العلّامة الداعية محمد راتب النابلسي، مرحباً بكم شيخنا.
الدكتور راتب :
 بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم.
المذيع:
 اللهم آمين نحن وإياكم شيخنا الفاضل.
 دكتورنا الكريم، في هذه الحلقة نتحدث تحت عنوان: التجارة مع الله سبحانه وتعالى، وفيه يقول الله في كتابه الحكيم:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ﴾

[سورة الصف: 10-11]

 شيخنا الفاضل نبدأ مع فضيلتكم بتعريف المصطلح والمفهوم ماذا تعني كلمة التجارة مع الله سبحانه وتعالى؟

 

شرح لمفهوم التجارة مع الله :

الدكتور راتب :
 ينبغي إن شئت أن نعرف التجارة قبل أن نقول مع الله، التجارة فيها عناصر ثلاثة، بائع و مشتر و بضاعة، من فروعها يوجد ثمن الشراء وثمن المبيع، بينهما الفرق هو الربح، لذلك الله عز وجل لأنه قرب مفهوم العبادة له بمفهوم التجارة لأنه مفهوم منتشر بين الناس جميعاً قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

[سورة الصف: 10]

 يبدو هنا التجارة مع الله لها خاصة تنفرد بها، أنها تنجي الإنسان من عذاب أبدي، أحياناً الإنسان لا يربح و لكنه لا يموت، أما هنا فيوجد نجاة من عذاب أبدي إلى ما شاء الله، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾

[سورة الصف: 10]

 أي التجارة فيها بائع ومشتر وثمن، وتفاضل بين ثمن الشراء وثمن المبيع، قال تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ*تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾

[سورة الصف: 10-11]

 معنى هذا أن هناك إيماناً بالله ورسوله، المفهوم الساذج الإيمان بالله، الناس كلهم مؤمنون بالله، ينبغي أن تؤمن بالله إيماناً يحملك على طاعته، أما إيمان من دون طاعة، فإبليس مؤمن حينما قال :

﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾

[سورة ص: 82]

 العبرة بالإيمان الذي يحمل على الطاعة، هذا الإيمان المجدي، هذا الإيمان المنجي، هذا الإيمان الذي يسمو بك، هذا الإيمان الذي يسعدك، أما إذا ألغينا الطاعة كمعلومات، ممكن إنسان أن يعطي أوامر لا تنفذ، هذا الذي مع الآمر لا ينتفع من الآمر بشيء، نحن أمام تجارة مع الله، الله عز وجل عليم، حكيم، غني، كبير، لا نهائي، فإذا تاجرت مع الخالق، مع رب السموات والأرض، مع المسير، مع الغني، مع القوي، مع الكريم، مع العليم، مع الرحيم، تجارة رابحة جداً، أنا لا أتصور أن هناك تجارة في العالم تفوق في خصائصها ونتائجها وأسبابها المتواضعة التجارة مع الله عز وجل.
المذيع:
 دكتور ما بدأت به بشرح مصطلح التجارة مع الله عز وجل أن هناك بائعاً وهناك مشترياً وهناك بضاعة، هل يجوز أن نسقط هذا المفهوم الدنيوي على تجارتنا الدنيوية في العلاقة مع الله عز وجل؟

 

إسقاط المفهوم الدنيوي على تجارتنا الدنيوية في العلاقة مع الله :

الدكتور راتب :
 ممكن، لأن الله عز وجل تقرب إلينا بهذه الطريقة، الله عز وجل في آيات كثيرة وأحاديث كثيرة بيّن أن علاقته معنا علاقة رب عمل، مثلاً للتقريب.
المذيع:
 حتى مصطلح البيع والشراء في الآية الكريمة:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾

[سورة التوبة: 111]

 هل الفكرة من هذا هي تبسيط الفكرة لنا كبشر؟

 

التجارة هي المفهوم الواسع في حياة الناس جميعاً :

الدكتور راتب :
 يتضح أن التجارة هي المفهوم الواسع في حياة الناس جميعاً، لا يوجد إنسان إلا وهو تاجر، حتى لو كان مستهلكاً، الموظف يشتري بضاعة من البقال، يشتري لحمة من اللحام، ما دام اشترى بضاعة، لها ثمن، هذه البضاعة لها مالك، أنت اشتريتها، دفعت ثمنها، مفهوم التجارة أقرب مفهوم لنا، الله عز وجل قرب لنا العلاقة معه بمفهوم الناس للتجارة، أنت ماذا بعت؟ أنت عندك شهوات، هذه الشهوة ممكن أن تستخدمها مئة وثمانين درجة، الله سمح لك بمئة وعشر درجات، المرأة يوجد زواج، زوجة أولى، وثانية، وثالثة، ورابعة، المال يوجد كسب مشروع، يوجد تجارة، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، أنا دائماً وأبداً أشتري، افرض إنساناً، أفقر إنسان بالأرض يريد أن يشتري خبزاً، صار هناك مشتر وبائع وثمن، مفهوم التجارة مفهوم لا يغيب عن أي إنسان في الأرض، مهما كان فقيراً، مهما كان يعاني ما يعاني، هو مفهوم شائع، الله عز وجل هو المشتري، وأنت ماذا بعت؟ بعته نفسك التي بين جنبيك، هذه النفس أثمن شيء تملكه، والجود بالنفس أقصى غاية الجود، أنت بعته نفسك لا على ألا تنتفع بها، تأكل أطيب الطعام، وتشرب، وتتزوج، وتسكن في بيت، وتركب مركبة، هذا كله مباح، لكن الله أعطاك تحريم المعاصي، عفواً نسبة المعاصي إلى الطاعات والله واحد لمليون، كم نوع من الطعام مسموح أن تأكل؟ كم نوع من الشراب مسموح أن تشرب؟ المحرم الخنزير والخمر، نسب المحرمات إلى المباحات لا تذكر إطلاقاً، لكن المحرمات هي امتحان لنا، هذه محرمة، يوجد إنسان يترفع عن المعصية فيرتقي عند الله، الله عز وجل جعل لك طرائق للوصول إليه، لو لم يكن هناك شيء محرم، لو أن الله عز وجل ما خلق الخمر، ولا الخنزير، لا يوجد شيء نصل إليه، عمل لك أشياء محرمة كي تصل إليه، لها أهداف عميقة جداً، أب مثلاً يعطي ابنه دراجة درجة أولى، ثياباً فخمة، غرفة خاصة، مكتبة، كومبيوتراً، وقال له: هذه لا تفعلها، أعطاك مئة قضية أساسية في حياتك أحبّ أن يمتحن محبتك له، ولاءك له.
 مثل آخر؛ لو فرضنا أباً بمستوى راق جداً، بيته منتظم، والطعام درجة أولى، وغرفة خاصة لكل ابن، مرة من المرات قال الأب للابن: لا تأكل معنا يا بني، ألا يحق للأب بعد هذا الإكرام البالغ، والخدمات الكبيرة، والمصروف الكبير، وحاجاته الخاصة مؤمنة، أن يقول لابنه: لا تأكل، يقول له: حاضر، لماذا لا آكلها؟ هو في امتحان للطاعة، امتحان للعبودية، لو لم يكن هناك شيء محرم لا يوجد عبودية لله عز وجل، سمح لك بكل شيء وكلامي دقيق، ما من شهوة أودعها الله في الإنسان إلا جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها، إذاً لا يوجد حرمان عندنا أبداً.
المذيع:
 دكتورنا مصطلح التجارة مع الله ماذا يعني؟

التجارة مع الله هي ضبط النفس بشرع الله :

الدكتور راتب :
 أنت أودع فيك الشهوات، أية شهوة أودعت فيك بإمكانك أن تتحرك فيها مئة وثمانين درجة، المال ممكن أن تأخذه اغتصاباً لا سمح الله، أو سرقة، أو استغلالاً، أو احتكاراً، أكثر من مئة بند لكسب المال الحرام، أنت تركت كل هذه البنود وكسبته حلالاً، بعت بضاعة جيدة بمواصفات معلن عنها ما خبأت عيوبها، بسعر معتدل، والإنسان اشتراها منك ودعا لك، وأنت تاجر، هذه التجارة مع الله واضحة جداً هو اشترى منا انضباط أنفسنا فقط انضباطاً ولم يشتر أنفسنا، انضباط أنفسنا، وباعنا الجنة إلى أبد الآبدين.
المذيع:
 هذا معنى دكتور التجارة مع الله أن تضبط نفسك بشرع الله؟
الدكتور راتب :
 هو العطاء الجنة، قال تعالى:

﴿ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ﴾

[سورة التوبة: 111]

 الثمن الباهظ الجنة، أنت اشتريت منه الجنة وقدمت شيئاً من فروع الشهوات المحرمة.
المذيع:
 دكتور سنطرح على فضيلتكم سؤالاً ونستمع للإجابة بعد الفاصل، الآية الأولى:

﴿ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

[سورة الصف: 10-11]

 ربطت في الجهاد، الآية الثانية:

﴿ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾

[سورة التوبة: 111]

 ما الرابط بين التجارة مع الله وبين الجهاد والقتال، بعد فاصل قصير..
 حياكم الله، مع فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي، عنوان حلقتنا: التجارة مع الله، ربط الآيات بالجهاد في سبيل الله...

 

الرابط بين التجارة مع الله وبين الجهاد والقتال :

الدكتور راتب :
 الحقيقة مفهوم الجهاد مفهوم دقيق جداً، نحن مشكلتنا إذا ذكرنا كلمة جهاد تقفز أفكارنا إلى القتال، الجهاد تقريباً أربعة أنواع، الجهاد الأول الأصل جهاد النفس والهوى، النص؛ الصحابة الكرام عادوا من غزوة، قال الرسول الكريم: " رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر؛ جهاد النفس والهوى" فكل إنسان يضبط نفسه عن معصية يحمل نفسه على طاعة هذا مجاهد، هذا أعلى أنواع الجهاد جهاد النفس والهوى، رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، والإنسان ما لم يجاهد نفسه وهواه لن يقطف من ثمار الدين شيئاً، الله أعطانا الشهوات، أي شهوة ممكن أن تتحرك فيها مئة وثمانين درجة سمح لك بمئة درجة، ما الجهاد؟ أن تضبط حركتك بدافع الشهوات وفق منهج الله، هذا جهاد النفس والهوى، هذا الجهاد الأكبر، الجهاد الذي هو أصل هذا الدين، الذي ما عنده إمكان أن يغض بصره، يضبط لسانه، يحرر دخله، يضبط أولاده، هذا ليس مؤمناً، هذا المفهوم الواسع، جهاد النفس والهوى، أن تحمل الأولاد على طاعة الله، الزوجة أن تكون صالحة، بيتك إسلامي، عملك إسلامي، الإسلام أقمته في نفسك أولاً، وفي بيتك ثانياً، وفي عملك ثالثاً، هذا الجهاد جهاد النفس والهوى، الجهاد الأول الذي أراده الله منا، عندنا جهاد ثان اسمه الجهاد الدعوي، كيف؟ قال تعالى:

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾

[ سورة الفرقان:52 ]

 وهناك جهاد ثالث جهاد بنائي، أنت عندما تبني الوطن، تؤمن صناعات أساسية، تعطي كل ذي حق حقه، هذا جهاد الأوطان، عندنا جهاد النفس والهوى، الجهاد البنائي، والجهاد الدعوي، يأتي آخر شيء الجهاد القتالي، نحن كلما قلنا جهاداً لا ينطلق الذهن إلا للجهاد القتالي، قال تعالى:

﴿ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَاداً كَبِيراً ﴾

[ سورة الفرقان:52 ]

 هذا قرآن، رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر.
المذيع:
 شيخنا الآية تقول:

﴿ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ﴾

[سورة المائدة: 111]

 هذه ألا تتحدث عن الجهاد القتالي دكتور؟

 

الحرية المطلقة جعلت الشيء المحرم بين أيدي الناس جميعاً :

الدكتور راتب :
 طبعاً، نحن ما مشكلتنا؟ لما أعطينا حرية مطلقة من دون ضوابط نشأ الإلحاد، نشأت مثلاً المواقع الإباحية، الإذاعات المتفلتة، الفضائيات المتفلتة، فالناس أخذوا إلى الشهوات، لو كان هناك جهاد بنائي أي هذا المجتمع مسلم، لا يوجد محطات إباحية إطلاقاً، لا يوجد دور دعارة إطلاقاً، لا يوجد تفلت، أنا بتصوري الدقيق المعاصي واحد بالمئة، أما كل شيء مباح، فالأجهزة المحمولة كبسة زر يشاهد الشاب شيئاً لا يتاح له إلا بعد عشرين سنة، يوجد مشكلة كبيرة نعاني منها، الوسائل الحديثة قربت الشيء المحرم بين أيدي الناس جميعاً.
المذيع:
 والحل إذاً كما تفضلت دكتور هو التجارة مع الله، أن تجعل نفسك وفق شرع الله.
الدكتور راتب :
 هذه التجارة مع الله، فأنت اشترى منك الجانب الزائد عن الطاعة في أي موضوع، أنت معك زوجتك ومحارمك أكثر لا، معك مال حلال، كسبه حلال.
المذيع:
 دكتور أنا لست مسؤولاً عن أكثر من ذلك.

 

مسؤولية كل إنسان عن نفسه و بيته و عمله :

الدكتور راتب :
 عفواً شيء مهم جداً أنت لن تسأل إلا عن أشياء ثلاثة، عن أن تقيم الإسلام في بيتك أولاً، عقيدة صحيحة، أداء الفرائض، الصلوات، الصيام، والحج، والزكاة، ضبط النفس، غض البصر، الصدق، الأمانة، الاستقامة، إلى آخره منهج طويل، هذا الجهاد البنائي.
المذيع:
 أن أقيم الإسلام في نفسي أولاً.
الدكتور راتب :
 وأن أقيمه في بيتي، هذه زوجتي أنا ليس لي علاقة، كيف ليس لك علاقة؟ كل مفاتنها ظاهرة بالطريق، أنا لا أحب أن أدقق عليها، هذا الكلام فيه ضعف كبير، أنت رب هذا البيت، أنت الآمر الناهي في هذا البيت، الله أعطاك عليها القوامة، قال تعالى:

﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ ﴾

[ سورة النساء: 34]

 تلبس ثياباً فاضحة تفتن الشباب في الطريق، وأنت ليس لك علاقة!! لا، لك علاقة كثيراً، أول شيء أن تقيمه في نفسك أولاً، ثم في بيتك ثانياً، ثم في عملك، تبيع بضاعة مشبوهة، بضاعة فيها مادة محرمة، لا يهمك إلا الربح، تعمل طريقة في البيع والشراء لا ترضي الله، يوجد أحياناً تقسيط ربوي، أحياناً تقسيط يرفع السعر، بالتجارة يوجد كثير حواجز وعقبات، فإذا أقمت الإسلام في نفسك أولاً، وفي بيتك ثانياً، وفي عملك ثالثاً، أخي الكريم انتهت مسؤوليتك نهائياً، ليست محاسباً إلا عن ثلاث دوائر.
المذيع:
 وعن الأمة؟
الدكتور راتب :
 دائرة نفسك و بيتك وعملك، هذا سيدي يسمونه فرضاً عائماً، إذا قام به البعض سقط عن الكل، أما الفرض الأحادي وهو فرض العين، عن نفسك أولاً، وعن بيتك ثانياً، وعن عملك ثالثاً، أما يوجد فساد، وأنت تعمل خطيب مسجد يجب أن تكافح الفساد، هذا فرض عائم إذا قام به البعض سقط عن الكل.
المذيع:
 دكتور ذكرت أن هناك بائعاً ومشترياً وسلعة وثمناً، والإنسان يبيع نفسه أي يستقيم على شرع الله، والله يشتريها.
الدكتور راتب :
 الذي باع باع حريته في ممارسة الشهوة بخلاف منهج الله، هذا الذي باع.
المذيع:
 الله عز وجل أعطى الإنسان الحرية في أن يفعل ما يشاء، قال تعالى:

﴿ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾

[ سورة الكهف : 29 ]

 فإن أنت بعت هذه الحرية من خلال التزامك بشرع الله هذا هو المقصود بالتجارة مع الله، جميل، الإنسان يبيعها والله يشتريها، هذا هو ما يباع والثمن الجنة، دكتور في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: " لن يدخل أحد منكم عمله الجنة، قالوا: ولا أنت؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته" كيف نشتري الجنة وهي برحمة الله؟

 

العمل الصالح مفتاح الجنة :

الدكتور راتب :
 لو فرضنا أباً غنياً كبيراً، وعنده ابن وحيد، أحب أن يكون معه دكتوراه، وهو معه شهادة عليا، قال له: إذا نلت علامات عالية في الامتحان أعطيك هذه الدراجة، الابن أخذ الجلاء ومعه علامات عالية جداً، وذهب على بائع الدراجات، وقال له: هذا الجلاء أعطني الدراجة، الدراجة تحتاج إلى ثمن، هذا فيه فهم خاطئ، الله عز وجل أنت عندما تمشي بشكل صحيح هو يؤمن لك الحاجات التي تريدها، هي ليست متاحة، هي لها ثمن، أنت ما دفعت ثمن الجنة، دفعت ثمن مفتاحها، والكلام دقيق جداً، مفتاحها العمل الصالح، الجنة ليس لها ثمن، حياة أبدية إلى أبد الآبدين، لكن لها ثمن مفتاح، أنت دفعت ثمن مفتاح الجنة، مفتاح الجنة العمل الصالح، أنا مرة ثانية أحاول أن أتوسع؛ سيارة مرسيدس أب ملياردير سوف يعطي ابنه مرسيدس 600 إذا نال علامات تامة، يا ترى العلامات التامة أخذ فيهم وثيقة رسمية هل يستطيع أن يذهب بهم إلى الشركة ويأخذ سيارة؟ مستحيل، تحتاج إلى ثمن، من يدفع ثمنها؟ الأب.
المذيع:
 العمل الصالح يؤهل الإنسان ليدخل الجنة، لكن ليس هو سبب.
الدكتور راتب :
 قال تعالى:

﴿ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾

[ سورة النحل: 32]

 أي ثمن مفتاحها بالضبط، كلامي دقيق ثمن مفتاحها العمل الصالح، وليس ثمن الجنة.

 

أسئلة و أجوبة :

المذيع:
 أم مراد مرحباً باتصالك معنا، السلام عليكم، دكتور أريد أن أسأل نحن الآن في زمن التشكيك، أي واحد ملتزم نشكك بتصرفاته، نحن نتابع المستقيم ونشكك في تصرفاته، بينما الإنسان الفاسق الفاسد نتركه على راحته، كيف نتعامل مع هذه الفئة؟

 

التعامل مع الناس في زمن التشكيك :

الدكتور راتب :
 الحق مرفوض عند عوام الناس لأن الحق يقيد شهواته، الإنسان عندما يجد نفسه أمام شخص متدين، وضابط نفسه، وبيته، وعمله، ولا يوجد عنده معاص، يصبح عنده اختلال توازن، يحاول أن ينتقص من هذا الإنسان ، تراه ترك كل الفئات المنحرفة الضالة المضلة وركز على صاحب الدين، لأن صاحب الدين أحرجه، كشف له عورته، كشف تقصيره، أبداً عملية توازن، عندما شاهد إنساناً صادقاً يستطيع أن يحصل على مبلغ فلكي و لكنه لم يأخذه وخاف من الله كشفه، فلما انكشف حاول أن يستعيد توازنه عن طريق الطعن بالصالحين، حتى ولو كان نبياً، الأنبياء، شاعر كذاب مجنون، لماذا؟ ما فعل شيئاً فقط أعطاهم منهج إله، هم يعيشون بتفلت من دون منهج، فلما جاء المنهج قيد حريتهم التي لا ترضي الله فطعنوا بالنبي.
المذيع:
 الفكرة موجودة عند بعض الناس بكثرة التشكيك، مثلاً إذا إنسان قام بعمل صالح، فرضاً وزع صدقات، أو مسابقة في حفظ القرآن يشككون به، وأكيد مصدره ممول.

 

معركة الحق و الباطل معركة أزلية أبدية :

الدكتور راتب :
 الجواب، سيدي من عرف نفسه ما ضرته مقالة الناس به، اعمل لوجه واحد يكفك الوجوه كلها، أرض الله عز وجل، هذه مشكلة أزلية أبدية، دائماً المستقيم والطائع والمتفوق محسود من المقصرين، أنا أرى أن هذا وسام شرف للإنسان، عفواً ما حكمة النبي الذي هو سيد الخلق وحبيب الحق؟ لماذا ذكر في القرآن ما قاله الناس عنه؟ مجنون وساحر وكذاب، هذه كلها في القرآن كيف سمح الله أن تأتي آيات من كلامه تصف وصف الكفار للنبي الكريم؟ هذا الكلام فيه حكمة بالغة إذا كان سيد الخلق المعصوم اتهم هذه الاتهامات، أنت من أمامه؟ هذه معركة الحق والباطل، وهي معركة أزلية أبدية.
المذيع:
 تفضل أبو عمر، السلام عليكم، تحياتي للشيخ، سيدي نحن نقرأ القرآن ونصلي ونقول: قال الله، وقال الرسول داخل الجامع، وأقرب الناس من بطن واحد متشاحنون ومتحاربون، القرآن لا يؤثر بيننا، والأخ الثالث لا يصلح بين الأخوة، أو بين الأخ والأولاد المتخاصمين، ما قصتنا؟
محمد معنا، الأخ محمد، بارك الله بكم وبالدكتور لو سمح لي سؤال أنا إذا استخدمت الشدة مع أولادي لأنهم مقصرين بالعبادات هل أعتبر من غريب القلب، السؤال الثاني: النبي صلى الله عليه وسلم في دعاء له:

(( يا رب إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين إلى من تكلني؟ إلى عدوٍ ملكته أمرني...))

[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر]

 لو سمحت دكتور توضح لنا هذا العدو الذي قصده النبي صلى الله عليه وسلم؟
شكراً أخ محمد.
 دكتور نعود إلى أبي عمر أن كثيراً من الناس يصلي ويصوم ويذهب إلى المسجد ولكن قضية الخلافات الأسرية.

الإسلام منهج واحد ومن لم يطبق العبادة التعاملية فالعبادة الشعائرية لا قيمة لها :

الدكتور راتب :
 منهج الله عز وجل، الإسلام مؤلف من خمسمئة بند مثلاً، من خمسين ألفاً، من خمسة آلاف بند، الصلاة والصوم والحج والزكاة أربعة بنود لو طبقت هذه ولم تطبق العبادة التعاملية العبادة الشعائرية ليس لها قيمة، والدليل:

(( يؤتى برجال يوم القيامة لهم أعمال كجبال تهامة، يجعلها الله هباء منثوراً، قيل: يا رسول الله جلهم لنا؟ قال: إنهم يصلون كما تصلون، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها))

[ ابن ماجه عن ثوبان]

 الإسلام يا أخي بند، أعط رقماً؟ خمسة آلاف نقطة، كسب مالك، إنفاق مالك، معاملة زوجتك، معاملة والديك، قضاء وقت فراغك يا ترى بمعصية؟ بلعب طاولة؟ بجلسة مع نساء كاسيات عاريات؟ بتجارتك يوجد غش؟ يوجد كذب؟ هناك مليون معصية، أنت عندما تصلي وتصوم، ماذا هل عملت نفسك مسلماً؟ الصلاة والصوم والحج والزكاة عبادة شعائرية لا تقطف ثمارها أصلاً إلا إذا صحت العبادة التعاملية، سيدنا جعفر رضي الله عنه حينما سأله النجاشي عن الإسلام، فقال:

(( أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، فدعانا إلى الله لتوحيده، ولنعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا...))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 الآن العبادة التعاملية:

((...بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء ))

[ ابن خزيمة عن جعفر بن أبي طالب ]

 هذه بنود أساسية في العبادة التعاملية، المسلم عندما يقصر في التعاملية الشعائرية ليس لها قيمة إطلاقاً، وهناك أدلة كثيرة عليها:

(( رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش ))

[الحاكم عن أبي هريرة ]

المذيع:
 إذاً يفترض أن هذه العبادة الشعائرية كالصلاة والصيام تقود الإنسان إلى أن ينضبط أيضاً في العبادة التعاملية مع خلق الله.
الدكتور راتب :
 التعاملية هي الأصل:

((ركعتان من ورع خير من ألف ركعة من مخلط))

[الجامع الصغير عن أنس]

المذيع:
 دكتور هل العبادة التعاملية تغني عن العبادة الشعائرية؟
الدكتور راتب :
 أعوذ بالله.
المذيع:
 أنا إذا كانت أخلاقي جيدة لا صلاة ولا صيام؟!
الدكتور راتب :
 لا يمكن، مستحيل هذا الكلام، العبادة الشعائرية فرض، أي على الإنسان أن يأكل وإذا لم يأكل يموت، فرض على الإنسان أن يتنفس وإذا لم يتنفس يموت، فرض على الإنسان أن يشرب، هذه فرائض، إذا ما فعلتها خسرت حياتك كلها.
المذيع:
 دكتور نعود بعد فاصل قصير، هل يحق للأب والأم الشدة على الأولاد ويغلظ عليهم حتى يطبقوا الشرع؟

 

استخدام الإقناع مع الأولاد لا الضرب و القمع :

الدكتور راتب :
 في ذلك الوقت يأتي الضرب حلاً أخيراً، ولكن يجب أن يكون الضرب رمزياً، غير موجع، يوجد ضرب رمزي مهين إهانة فقط، عمل لها هكذا على طرف ظهرها، هذا ضرب فقط إشعار بالألم، الأصل الإقناع، تقنع ولا تقمع، البيت هذه البنت نشأت به، يوجد صلوات خمس، يصلي أبوها وأمها أنا يغلب على ظني شبه مستحيل بيت تؤدى فيه الصلوات الخمس الابن لا يصلي، والبنت لا تصلي.
المذيع:
 نفرض أن الأهل قاموا بجهدهم، تقام فيه الصلوات الخمس والإقناع والحكمة هي سيدة التعامل مع الأولاد لكن واحد منهم شقّ هذا الصف ولا يلتزم بهذه الصلوات.
الدكتور راتب :
 والله أن أفضل أن يكون هناك ضرب، لكن الضرب له شروط صعبة، ألا يكون مهيناً، ليس أمام أخواته البنات، أو أمام أخوته بشكل عام، أو أمام الناس، هذا شيء يحطم الطفل تحطيماً.
المذيع:
 دكتور هذا الضرب التأديبي لأي عمر؟
الدكتور راتب :
 والله بعد المراهقة لا يوجد ضرب، لاعب ولدك سبعاً، وأدبه سبعاً، وراقبه سبعاً، ثم اترك حبله على غاربه.
المذيع:
 دكتور هذه قاعدة أم حديث؟
الدكتور راتب :
 أثر، ولكن العلم يؤيده لأنه منطقي، في مرحلة الملاعبة لا يعرف شيئاً، الابن يحبك، تقبله، تأخذ له دراجة، لاعب ولدك سبعاً، الآن كذب أدبه سبعاً، ما كتب وظيفته، تطاول على أخيه الصغير، الأكبر، نؤدبه.
المذيع:
 دكتور أنت تقول آخر مرحلة الضرب التأديبي ولا يكون مهيناً.
الدكتور راتب :
 غير مهين.
المذيع:
 الضرب الرمزي وليس الضرب الجارح حتى توضح عند المستمعين، ولا أحد يقول الدكتور النابلسي يدعو إلى ضرب الأولاد، وتحطيم عظامهم.
الدكتور راتب :
 كذب نصحه الأب، أعاد الكذب، أيضاً نصحه، أعاد الكذب توعده، ثم لا سأل لا على أول مرحلة ولا على الثانية ساعتها يريد عقاباً.
المذيع:
 قد لا يكون الضرب العقاب بل الحرمان.
الدكتور راتب :
 أنا أخاف من الأشياء التي هو يحبها يصير عنده نهم، وسمنة زائدة، إن عاقبته بعدم إطعام الطعام يجد أن الطعام مغنماً كبيراً، لو تربى على الأكل المعتدل لا يدخل بالسمنة المفرطة.
المذيع:
 ممكن أن يحرم من لعبة يحبها، حتى يشعر بخطئه لمدة ساعة.
الدكتور راتب :
 مرة أب أحببت منه كلمة قال: أنا أؤدب أولادي كثيراً لكن إذا خرجت من البيت أرجع و كأن شيئاً لم يحصل، إذا ناموا استيقظنا لا يوجد شيء، لا يستمر العقاب أياماً، هذه مشكلة كبيرة، هذا ابنك، أنا عندي هذه القاعدة تبنيتها إذا الأب خرج من البيت يرجع باشاً، مبتسماً، لا يوجد شيء إطلاقاً، أو إذا ناموا على مشكلة نستيقظ صباحاً لا يوجد مشكلة، صباح الخير، صباح الخيرات.
المذيع:
 ننوه أن الضرب الجارح والمؤذي والمهين هذا مرفوض رفضاً كلياً.
الدكتور راتب :
 سيدي البطولة أن هذا الابن يطيعك بغيابك، إذا كان هناك ضرب عندما تغيب يفعل كل المنكرات، لذلك قالوا: أقنع ولا تقمع.
المذيع:
 أعود إلى دعاء:

(( يا رب إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا رب المستضعفين إلى من تكلني؟ إلى عدوٍ ملكته أمرني...))

[ الطبراني عن عبد الله بن جعفر]

 من هو العدو المقصود بهذا الحديث؟

 

العدو في الحديث السابق هو كل إنسان قوي له عليك سلطة ولا يرحم :

الدكتور راتب :
 أي إنسان قوي وله عليك سلطة ولا يرحم، شيء صعب جداً، شخص أمرك بيده، دوامك بيده، المكافآت بيده، الترقية بيده، ولا يسترضى، هذه حالة صعبة.
المذيع:
 دكتور في ختام حلقتنا عن التجارة مع الله، إضافة لنقطة مهمة في انضباط الإنسان بمنهج الله، بعض الأشخاص يتاجرون مع الله عز وجل مثلاً من يشتري بئراً من الماء كما كان بعض الصحابة، ويوقفه لله، لا يقبل بيعه للتجار، من في هذا الزمان يشتري بناء ويجعله وقفاً لله وللعائلات المهجرة أو للعائلات الأيتام؟

 

الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق :

الدكتور راتب :
 والله أعرف رجلاً غنياً كبيراً هو يعمل في العمار، عمل بنائين، وكل بناء عشرة طوابق، وكل طابق أربع شقق، كانت أجرة البيت عشرين ألفاً فعمل أجرته ألفي ليرة فقط، ولكن بتزكية أحد العلماء لطلاب العلم الشرعي.
المذيع:
 هذه تعد تجارة مع الله؟
الدكتور راتب :
 أي تجارة هذه؟ الآن مشكلة الزواج مشكلة، أنا أقول: أي إنسان يساهم بتزويج الشباب هذا عمل عظيم عظيم، أو يقابلها الانحراف.
المذيع:
 إذاً التجارة مع الله أبوابها واسعة كل شيء تبتغي به وجه الله ويفيد الناس.
الدكتور راتب :
 ملخص الكلام الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق.
المذيع:
 الله يفتح عليك دكتور نختم حلقتنا بالدعاء.

 

الدعاء :

الدكتور راتب :
 اللهم أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، أعطنا سؤلنا، يا أكرم الأكرمين، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك يا رب العالمين، اجعل اجتماعنا هذا اجتماعاً مرحوماً، واجعل تفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، احقن دماء المسلمين في كل مكان، واحقن دماءهم في الشام، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، والحمد له رب العالمين، الفاتحة.

خاتمة و توديع :

المذيع:
 بارك الله بكم فضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي، ونصل إلى نهاية حلقتنا التجارة مع الله، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك، والسلام عليكم.

 

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور