وضع داكن
30-04-2024
Logo
الفتوى : 06 - الرزق هل فيه تخيير أم تسيير ؟ .
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرزق هل فيه تخيير أم تسيير.
وهل رزق الإنسان المادي وزوجته وأولاده مما هو مكتوب عليه بالضرورة أم هي نتيجة أخذه بالأسباب ؟
وجزاكم الله عنا كل خير

الجواب :

 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وبعد.
الأخ الكريم / الأخت الكريمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إجابة على سؤالكم، نفيدكم بما يلي:
قد يحرم المرء بعض الرزق بالمعصية، الرزق متبدل لكن له بعض العلاقة بالطاعة والمعصية والدليل قال تعالى:

﴿وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ﴾

﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾

ويقاس عليها القرآن:

﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾

﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً﴾

الاستغفار يزيدك رزقاً، صلة الرحم تزيدك رزقاً، قال تعالى:

﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾

الصدقة، واتقان العمل، والأمانة، والاستغفار، والتقوى، وإقامة القرآن الكريم، هذه عوامل زيادة الرزق.
إذا كان أحدهم كافر ورزقه واسع هذا موضوع آخر، قال تعالى:

﴿فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ﴾

يقسم قسم.

أما الشطر الثاني من السؤال:

الأسباب وحدها لا تكفي لخلق النتائج، الأسباب أمرنا أن نأخذ بها والأسباب ترافق النتائج، أما أن تتوهم أنها تخلق النتائج فهذا شرك، قلت البارحة أن الإنسان يأخذ بالأسباب ويعتمد على الله، إن اعتمد عليها فقد أشرك وإن لم يأخذ بها فقد عصى، أنت بين المعصية والشرك يجب أن تأخذ بها وأن تعتمد على الله وحده.
الدكتور محمد راتب النابلسي

إخفاء الصور