وضع داكن
09-10-2024
Logo
الصلاة - الدرس : 33 - ظاهرتي الكسوف والخسوف : ظاهرة علمية - أحكام صلاة الكسوف
  • الفقه الإسلامي / ٠5العبادات الشعائرية
  • /
  • ٠3الصلاة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والتسليم على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

مشروعية صلاة الكسوف في الإسلام :


أيها الأخوة الكرام، وعدتكم في درس سابق أن يكون هذا الدرس عن الكسوف وصلاة الكسوف، لأنه بحسب الحسابات الفلكية سوف نشهد كسوفاً في هذا البلد يوم الأربعاء الحادي عشر من شهر آب، بعد الظهر بقليل، ولأن صلاة الكسوف مشروعة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة، وعند الأحناف واجبة، فلا بد من الحديث عن الكسوف أولاً، ثم عن صلاة الكسوف، وكيف تؤدى، وعن شروطها، وما إلى ذلك.

أيها الأخوة، الكون مصطلح معاصر، بينما مصطلح القرآن الكريم السموات والأرض، والسموات والأرض من خلق الله عز وجل، وتوجد إحصاءات أخيرة أن في الكون ما يقترب من مئة ألف مليون مجرة، ونحن في مجرة معتدلة، هي درب التبانة، شكلها على شكل مغزل، لو صورناها على شكل مغزل طوله أربعون سنتمتر تقريباً، وعليه نقطة لا تزيد عن ربع ميليمتر، وهذه النقطة هي المجموعة الشمسية، والمجموعة الشمسية هي الشمس تدور حولها نجوم، والأرض أحد الكواكب التي تدور حول الشمس.

 

القرآن الكريم معجزة مستمرة :

 

الشمس أيها الأخوة لو وازناها مع الأرض لزاد حجمها عن حجم الأرض بمليون وثلاثمئة مرة، أي إن جوف الشمس يتسع لمليون وثلاثمئة ألف أرض، والشمس حرارتها في جوفها عشرون مليون درجة، وعلى سطحها ستة آلاف، فلو ألقيت الأرض في الشمس لتبخرت في ثانية واحدة في جوفها الداخل، وبين الشمس والأرض مئة و ستة و خمسون مليون كيلومترًا، يقطعها الضوء في ثماني دقائق، والأرض تدور حول الشمس بسرعة ثلاثين كيلومترًا في الثانية، وقد مضى عن بدء الدرس الآن خمس دقائق، دارت الأرض خلالها ألفًا وثلاثمئة كيلو متراً، وفي خمس دقائق تقريباً عشرة آلاف كيلو مترًا، فمنذ أن قلت: بسم الله الرحمن الرحيم حتى الآن الأرض قطعت عشرة آلاف كيلو مترًا في دورتها حول الشمس، وتقطع هذه المسافة في ثلاثمئة وخمس وستين يومًا وربعًا، وهي السنة الشمسية، والقمر يدور حول الأرض دورة كل شهر، فلو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر- فالأرض يدور حولها القمر- ووصلنا بينهما بخط، وهذا الخط هو نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض، و بحساب بسيط نصف القطر ضرب اثنين ضرب بي (3.14) نحصل على محيط الدائرة، أي بالأمتار، إذا عرفنا نصف قطر دائرة مسار القمر حول الأرض عرفنا محيط هذه الدائرة، و نعرف كم كيلومترًا يقطع القمر في رحلته حول الأرض، فلو ضربناها باثني عشر لعرفنا كم كيلو يقطع في السنة، ولو ضربناه بألف لعرفنا كم كيلو يقطع في ألف عام، قال تعالى:

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾

[ سورة الحج: 47]

لو أخذنا الرقم الذي حصلنا عليه هذا الرقم الكبير لو قسمناه على ثواني اليوم، ستون ضرب ستين ضرب أربع و عشرين لكانت سرعة الضوء الدقيقة ( مئتان و تسعة و تسعون ألفاً و سبعمئة و اثنتان و خمسون) هذه الآية مضمون نظرية اينشتاين، التي تاه الغرب بها، وقال: كشفنا سرعة الضوء، وبني على هذه السرعة النظرية النسبية، وقال علماء هذه النظرية: إن الشيء إذا سار بسرعة الضوء أصبح ضوءاً، فأصبحت كتلته صفراً، وحجمه لا نهائياً، وهذا هو الضوء.
وهذه الآية:

﴿ وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ﴾

[ سورة الحج: 47]

أي ما يقطعه القمر في رحلته في ألف عام حول الأرض، يقطعه الضوء في يوم واحد، هذا معنى الآية بالضبط، ما يقطعه القمر في رحلته حول الأرض في ألف عام، يقطعه الضوء في يوم واحد، طبعاً قسمنا المسافة على الزمن فكانت السرعة، وقد لا يخطر في بال الإنسان أن هذه الآية تلخص النظرية النسبية، لأن الله عز وجل جعل هذا القرآن معجزة مستمرة.

الحكمة من إحجام النبي عن طرح الآيات الكونية :


النبي عليه الصلاة والسلام أحجم عن طرح الآيات الكونية لحكمة بالغةٍ بالغة، أو لأن الله أمره بذلك، فلو شرحها شرحاً مبسطاً يفهمه أصحابه لأنكرنا عليه، ولو شرحها شرحاً مفصلاً نفهمها نحن لأُنكِر عليه، بل تركت هذه الآيات لتكون إعجازاً مستمراً لكتاب الله على مدى الأعوام، وإلى نهاية الدوران.
فالمجموعة الشمسية، الزهرة، وعطارد، والمريخ، والأرض، والمشتري، و نبتون، وبلوتو، هذه الكواكب كلها ممثلة على مجرة درب التبانة بدقة، وقال العلماء: قطر المجموعة الشمسية ثلاث عشرة ساعة، أما طول درب التبانة فمئة و خمسون ألف سنة ضوئية، فالآن القمر يدور حول الأرض، والأرض تدور حول الشمس، وأحياناً وبحسابات فلكية دقيقة جداً، يمكن أن يأتي القمر بين الأرض والشمس، فيحجب عنا أشعة الشمس، وهذا هو الكسوف، أن يقع القمر بيننا وبين الشمس، لا على كل الأرض، بل على بقعة منها.

الكسوف التام و الكسوف الجزئي :

لذلك البعثات الآن جاءت من أمريكا، ومن أوربا، ومن فرنسا، ومن بريطانيا إلى منطقة عين ديوار في شمال شرق سوريا، والكسوف هناك سيكون تاماً، مدته دقيقتان، وخلال دقيقتين تصبح الأرض ليلاً تماماً، وعندئذٍ يرى سكان هذه المناطق النجوم ظهراً حقيقة هذه المرة، وليس أنْ يقول مزاحاً: واللِه لأرِينّك نجوم الظهر، هؤلاء سوف يرون نجوم الظهر تماماً، ويرون المشتري، والزهرة، وعطارد، ونبتون، وبلوتو، حتى العلماء ذكروا أسماء النجوم التي ترى ظهراً بعد أيام، إلا أن في منطقة عين ديوار والحسكة إلى الموصل هذه المنطقة المحدودة كسوفها تام، يمكن أن ترى ألسنة اللهب حول دائرة الشمس، وقد يزيد طول هذا اللسان عن مليون كيلومترًا، وقد يقول قائل: هل مِن المعقول أنّ القمر بحجمه الصغير يحجب عنا أشعة الشمس؟ الجواب إن قرص الشمس أكبر من قرص 

القمر بأربعمئة مرة، ولكن بُعد القمر عن الأرض إذا قسناه إلى بعد الشمس عن الأرض

فبُعد الشمس عن الأرض يزيد عن بُعد القمر عن الأرض بأربعمئة مرة، فلو جئت بليرة سورية معدنية ووضعتها أمام عينك لحجبت عنك جبل قاسيون بأكمله، لأنّ بُعدها عن عينك خمسة سنتيمتر، أما بُعد العين عن جبل قاسيون فخمسة كيلو متر، فإذا اختلفت المسافة فإنّ الشيء الصغير يحجب الكبير، فالكسوف يكون القمر بين الأرض والشمس، أما عندنا في الشام فيبدو الكسوف جزئياً كوقت المغرب، طبعاً ليس هناك شمس، وليس هناك ظلام دامس، وهذا اسمه كسوف جزئي. 

نعم الله عز وجل على الإنسان :

وذكرت هذا في درس اليوم في الطاووسية أن شبكية العين فيها مئة وثلاثون مليون مخروط وعصية، وهذه مستقبلات للضوء، وهذه الشبكية مؤلفة من عشر طبقات، و هي حساسة جداً، وأخطر ما في العين، و الذي كشف العدد نال جائزة نوبل عام ألف و تسعمئة و سبعة و ستين، مئة و ثلاثون مليون مستقبل ضوئي، من أجل أن تأتي الصورة ناعمة تماماً، والذي عاصر الصحف في البدايات، يذكر أنّ الصور كانت نقطًا خشنة، وهي مجموعة نقاط، والآن في الكمبيوتر، بالطابعة، يقول لك مثلاً تسعمئة نقطة في الميليمتر، أو ستمئة، أو ثلاثمئة، وكلما كثرت النقاط تصبح الصورة طلسًا، و جميلة جداً، فالله وضع لك في الشبكية مئة و ثلاثين مليونًا من أجل أن ترى الصور بدقة بالغة، فلو صورنا الأخوان بآلة تصوير الآن، وحمضناها نفاجأ بأن ألوان الوجوه كلها واحدة تقريباً، ما عدا واحدًا أبيض ناصعًا، وآخر أسود داكنًا، أما الأغلبية فلون واحد، فالأفلام التي يصنعها الإنسان ليس فيها قدرة على أن تظهر تفاوت الألوان، بينما العين البشرية لو درجت اللون الأخضر ثمانمئة ألف درجة، فإنّ العين البشرية تفرِّق بين درجتين، السليمة منها طبعاً، فهذه مئة و ثلاثون مليون عصية ومخروط لاستقبال الألوان الأبيض والأسود، ومن نعم الله علينا وفضله أننا نرى الصور ملونة، بينما القطط والكلاب لا يرونها ملونة، بل أبيض وأسود، أمّا نحن فنراها ملونة، وهذا من فضل الله علينا، وهذه الشبكية ليس فيها مستقبلات للألم، إذْ عندنا أعصاب حس، وأعصاب ألم، وأعصاب حركة، واللهُ عز وجل ما وضع في الشعرة أعصاب حس، وإلاّ لزِمك تخدير لقص أظافرك، ولكن لحكمة بالغةٍ بالغة ما جعل في الأظافر أعصاب إحساس، ولا في الشعر، ولحكمة بالغة أيضاً ما جعل في الجهاز الهضمي أعصاب حس، فلو فتحت حنجرة إنسان، ووضعت فيها ماءً يغلي لم يشعر بشيء أبداً، لأنّ أعصاب الحس في اللسان، ولذلك قال تعالى:

﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾

[ سورة محمد: 15]

ما قال: فأحرقهم قال:

﴿ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ ﴾

[ سورة محمد: 15]

كلام القرآن دقيق.

احتراق شبكية العين عند النظر إلى الشمس أثناء الكسوف :

والآن إذا كانت عندنا بحرة فيها صنبور، وفيها مصرف، والصنبور إنش، والمصرف إنش، وهي ممتلئة لن تفيض، فمتى تفيض؟ إذا صار الصنبور إنشين، والمصرف إنشًا، أو بالعكس، فقد ضيّقنا المصرف، وأبقينا الصنبور إنشًا، قال الله عز وجل:

﴿ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾

[ سورة المائدة: 83]

عندنا صنبور مفتوح على قرنية العين، وعندنا قناة للدمع هي المصرف، وثمّة تناسب بين صنبور الدمع والمصرف، والإنسان حينما يبكي يزيد الصنبور على المصرف، فيحدث فيضان للدمع، وكلام القرآن كلام خالق الأكوان قال:

﴿ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ ﴾

[ سورة المائدة: 83]

فالله عز وجل ما جعل في شبكية العين مستقبلة للألم، ولو أن الإنسان الآن من دون كسوف حدق في أشعة الشمس ملياً لاحترقت شبكية عينه دون أن يشعر، ولعان من ضعف في البصر، لذلك يُمنع أن تنظر إلى قرص الشمس.

الحكمة من الصلاة وقت كسوف الشمس :

ولكن كسوف الشمس مناسبة مغرية جداً، كي تحدق في قرصها، و حينما تحدق في قرص الشمس يمكن أن تصاب الشبكية بأذى خطير، والأذى الذي قاله الأطباء لا يصحح، ولا يرمم، بل تحترق طبقة من طبقات الشبكية، إذا حدقت في قرص الشمس في أثناء الكسوف تحترق الشبكية، والعلماء قالوا: إذا كان هذا الخطر قائماً على الكبار فهو على الصغار أشد ، لأن شبكية العين عند الصغار حساسة جداً، وضعيفة المقاومة، فلو سمحنا لأطفالنا أن يحدقوا في قرص الشمس في أثناء الكسوف لأصاب شبكيتهم خلل خطير قد لا يرمم، ولعل النبي عليه الصلاة والسلام لحكمة بالغةٍ بالغة أمرنا أن نصلي وقت الكسوف، وأن نطيل الركوع والعين نحو الأرض، وأن نطيل السجود والعين على سطح الأرض، وأن نطيل الركوع والسجود كي لا نرى قرص الشمس في أثناء الكسوف.
أيها الأخوة، مات ابن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهو سيدنا إبراهيم، ورافق هذا الموت كسوفٌ للشمس، فتوهم الصحابة الكرام لعظم قدر النبي عندهم أن الشمس كسفت لموت إبراهيم، فقام النبي عليه الصلاة والسلام خطيباً وقال:

(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

[البخاري عن المغيرة بن شعبة]

والنبي أمرنا أن نصلي صلاة الكسوف، فهذه مقدمة عن الكسوف، وعن أصله، أما الخسوف فتقع الأرض بين الشمس والقمر، وأما الكسوف فيقع القمر بين الشمس والأرض.

تعريف الكسوف :

تعريف الكسوف: ذهاب ضوء أحد النيرين ؛ الشمس والقمر أو بعضه، ذهابًا كليًّاً فنقول عنه: إنه كسوف كلي، أو ذهابًا جزئيًا فنقول: إنه كسوف جزئي، و تغيره إلى سواد، يقال: كسفت الشمس، وكذا خسفت، كما يقال: كسف القمر أو خسف، كلاهما جائز، كسوف أو خسوف للشمس والقمر، ولكن المصطلح أن الكسوف للشمس، والخسوف للقمر.

وقت صلاة الكسوف و شرعيتها :

صلاة الكسوف: صلاة تؤدى بكيفية مخصوصة، عند ظُلمة أحد النيرين أو بعضها، وهذا هو الحكم التكليفي، والصلاة لكسوف الشمس سنة مؤكدة عند جميع الفقهاء، و في قولٍ للحنفية إنها واجبة، أما الصلاة لخسوف القمر فهي سنة مؤكدة عند الشافعية والحنابلة، وهي حسنة عند الأحناف، ومندوبة عند المالكية، والأصل في ذلك الإخبار عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

((فعن زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

[متفق عليه عن زِيَادُ بْنُ عِلاقَةَ]

ولأنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى لكسوف الشمس كما رواه الشيخان، ولخسوف القمر كما رواه ابن حبان في كتابه الثقات.

((عن الحسن عن ابن عباس أنَّ القمر كَسَف وابنُ عباس بالبصرة فخرج ابن عباس فصلى بنا ركعتين في كل ركعة ركعتان ثم ركب فَخَطَبَنا فقال: إنما صليتُ كما رأيت رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم يصلي وقال: إنما الشمسُ والقمرُ آيتان من آيات اللَّه لا يُخْسَفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فإذا رَأيتُمْ شيئاً منها كاسفاً فليكُن فَزَعُكم إلى ذكر اللَّه عز وجل))

[مسند الإمام الشافعي وعن الحسن عن ابن عباس]

وهي صلاة ذات ركوع وسجود، لا أذان لها ولا إقامة، أما وقت هذه الصلاة فمِن ظهور الكسوف إلى حين زواله، لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

فصار وقتها من بدء الخسوف أو الكسوف إلى انجلاء الكسوف أو الخسوف، فجعل الانجلاء غاية الصلاة، ولأنها شرعت رغبة إلى الله في ردّ نعمة الضوء.

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾

[سورة القصص: 71]

الحكمة من صلاة الكسوف :

الحكمة من صلاة الكسوف، أن نعرف نعمة الضوء، وقد كان يقول عليه الصلاة والسلام:

(( يَا سُبْحَانَ اللَّهِ أَيْنَ اللَّيْلُ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ))

[أحمد عن سعيد بن أبي راشد في حديثه الطويل]

تكون مستوحشًا خائفًا من أشباح، شاعرًا بخوف، وقلق، فتشرق الشمس، ومع إشراق الشمس يمتلئ القلب شعوراً بالأمن، والطمأنينة، فنعمة الضوء نعمة كبيرة جداً، وقد أعجبني في بعض البلاد الأجنبية أنه ما من بيت إلا ويستخدم أشعة الشمس في الإضاءة، عن طريق فتحات في السقف، وهذا شيء مطبق في معظم البيوت، فتحات في السقف يستخدمون أشعة الشمس في الإضاءة، لأنها أشعة ربنا، فلا ثمن للكهرباء آخر الشهر، والآية الكريمة:

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ ﴾

[سورة القصص: 71]

في هذه الآية قال:

﴿ أَفَلَا تَسْمَعُونَ ﴾

[سورة القصص: 71]

أما الآية الثانية فقال تعالى:

﴿ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾

[سورة القصص: 72]

والعلماء قالوا: في النهار الحاسة الأولى هي البصر، أما في الليل فالسمع، سمعنا صوتًا، لكن لم نرَ شيئًا، سمعنا صوتاً فقط، يقلق في الليل الحاسة الأولى هي السمع، في النهار الحاسة الأولى هي البصر، إذاً لعلها شرعت لتقدير نعمة الضوء في حياة الإنسان، وربنا عز وجل حرك أشياء وثبت أشياء، فثبت أشعة الشمس، إنها في شروق دائم.

حكم صلاة الكسوف في الأوقات التي تكره فيها الصلاة :

صلاة الكسوف في الأوقات التي تكره فيها الصلاة: اختلف الفقهاء في ذلك، فذهب الأحناف إلى أنها لا تصلى في هذه الأوقات التي ورد فيها النهي عن الصلاة، من شروق الشمس حتى ترتفع، ومن كون الشمس في كبد السماء حتى تزول، ومن اصفرار الشمس حتى تغيب، فهذه ثلاث أوقات تكره فيها الصلاة، فلو كان الكسوف في هذه الأوقات كُرِهت عند الأحناف، لأنها أوقات مكروهات، أما عند السادة الشافعية فصلاة ذات السبب تصلى في وقت الكراهة، أما أن تصلي نفلاً مطلقاً فمكروه، فإذا وُجد سبب للصلاة صلِّيتْ في وقت الكراهة، فإذا كنت مع المذهب الحنفي، وكان الكسوف في وقت مكروه فتجعل مكانها تسبيحًا و تهليلاً و استغفارًا، و تفوت صلاة كسوف الشمس لأحد أمرين؛ الآن إذا أراد شخصٌ أن يصلي الجنازة، و قد انتهت الصلاة عليها فقد فاتته ولا يصليها، و متى تفوت صلاة الكسوف؟ تفوت لأحد أمرين؛ انجلاء جميعها، انتهى الكسوف، و انتهت معه الصلاة، فإن انجلى البعض فلك أن تصلي صلاة الكسوف، فإن انجلى البعض فله الشروع للصلاة للباقي.
والشيء الثاني أن صلاة الكسوف تنتهي بغروب الشمس، ولو كانت مكسوفةً، ولو قبل الغروب بربع ساعة، كسفت، ثم غابت، فغياب الشمس إنهاء لصلاة الكسوف، والمعنى الذي أراده النبي أن تكون في أثناء الكسوف مصلِّيًا، وتطيل الركوع والسجود.

سنن صلاة الكسوف :

أما السنن؛ فيسن لمن يريد صلاة الكسوف أن يغتسل، لأنها صلاة شرع لها الاجتماع، وأن تصلى حيث تصلى الجمعة، لأن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاها في المسجد، إذاً أول سنة - الاغتسال - وثانيها أن تصلى في المسجد، في مكان صلاة الجمعة، وأن يدعى لها: " الصلاة جامعة "، و ليس لها أذانٌ، ولا إقامة، اتفاقاً، ومن السنة أن يكثر ذكر الله فيها، والاستغفار، والتكبير، والصدقة، والتقرب إلى الله تعالى بما استطاع من القرب، لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

فعليك بالإكثار من الصدقة، والأعمال الصالحة، و القرب من الله، والدعاء، والاستغفار، والتكبير، وأن تصلى جماعة، لأن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاها في جماعة.
و قال أبو حنيفة والإمام مالك: يصلى لخسوف القمر وحداناً فرادى، تصلى ركعتين ركعتين، ولا تصلى جماعة لخسوف القمر، لأن الصلاة جماعة لخسوف القمر لم تنقل عن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مع أن خسوفه كان أكثر من كسوف الشمس، ولأن الأصل أن غير المكتوبة لا تؤدى في جماعة إلا بالدليل.
إذاً خسوف القمر تصلى صلاته فرادى، و كسوف الشمس تصلى صلاتها جماعةً.
وأبو حنيفة رحمه الله تعالى قال: لا خطبة لصلاة الكسوف، وذلك لقول النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

((....فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

أمرهم عليه الصلاة والسلام بالصلاة، والدعاء، والتكبير، والصدقة، ولم يأمرهم بخطبة، ولو كانت الخطبة مشروعة فيهم لأمرهم بها، و لأنها صلاة قد يفعلها الفرد في بيته فلم تُشرع له خطبة.
وقال الشافعية: يسن أن يَخطب لها الإمام بعد الصلاة خطبتين كخطبتي العيد والجمعة، لما روت السيدة عائشة عن رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه لما فرغ من الصلاة قام وخطب في الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:

(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

[ البخاري عن عائشة ]

تشرع صلاة الكسوف للمنفرد والمسافر والنساء :

أيها الأخوة، تشرع صلاة الكسوف للمنفرد، والمسافر، والنساء، المسافر يصليها، والمنفرد يصليها، والنساء يصلينها، لأن عائشة وأسماء رَضِي اللَّه عَنْهما صلتا مع النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ويستحب للنساء غير ذوات الهيئات أن يصلين مع الإمام، أما مَن تخشى الفتنة منهن فيصلين في البيوت، لأن الفتنة ينبغي أن تُبعَد عن الصلاة.
والحقيقة عند الأحناف صلاة الكسوف ركعتان كأي صلاة، ركعتان و ركوعان و أربع سجدات، لكل ركعة قيام، وقراءة، وركوع، وسجدتان، كأية صلاة.

كيفية صلاة الكسوف :

أيها الأخوة، بقي علينا كيفية صلاة الكسوف، لا خلاف بين الفقهاء في أن صلاة الكسوف ركعتان، و اختلفوا في كيفية الصلاة بها، فذهب الأئمة الإمام مالك والشافعي وأحمد إلى أنها ركعتان، وفي كل ركعة قيامان، وقراءتان، وركوعان، وسجودان، واستدلوا لما رواه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ:

(( انْخَسَفَتْ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا نَحْوًا مِنْ قِرَاءَةِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ قَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الْأَوَّلِ ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلًا وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ سَجَدَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتْ الشَّمْسُ فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ ثُمَّ رَأَيْنَاكَ كَعْكَعْتَ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ فَتَنَاوَلْتُ عُنْقُودًا وَلَوْ أَصَبْتُهُ لَأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتْ الدُّنْيَا وَأُرِيتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ مَنْظَرًا كَالْيَوْمِ قَطُّ أَفْظَعَ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا بِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ كُلَّهُ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ ))

[متفق عليه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ]

وقالوا: وإن كانت هناك روايات أخرى إلا أن هذه الرواية هي أشهر الروايات في الباب، و الخلاف بين الأئمة في الكمال لا في الإجزاء والصحة، فيجزئ في أصل السنة ركعتان كسائر النوافل عند الجميع، فيجزئك أن تصلي ركعتين فقط كأية صلاة عادية، وهذا الحد الأدنى، وأدنى الكمال عند الأئمة الثلاث أن يحرم بنية صلاة الكسوف، نويت أن أصلي صلاة الكسوف، و يقرأ فاتحة الكتاب، ثم يركع، ثم يرفع رأسه ويطمئن، ثم يركع ركوعاً ثانياً، ثم يرفع رأسه ويطمئن، ثم يسجد سجدتين، فهذه ركعة، ومقبول منك ركعتان كأية صلاة، قيام، وقراءة، و ركوع، و سجدتان، أي ركعتان، فالحد الأدنى من الكمال كما ذكر قبل قليل أنْ تقف، وتقرأ، وتركع، ثم تقف، وتطمئن وتركع، ثم تقف وتطمئن، وتسجد سجدتين، وتعيدها كالركعة الثانية.
إذاً هي ركعتان، وفي كل ركعة قيامان، وركوعان، وسجودان، و باقي الصلاة من قراءة، وتشهد، وطمأنينة كغيرها من الصلوات أعلى الكمال، الآن المدارس درجات؛ مقبول، وناجح، و شرف، فأدنى النجاح مقبول كما قلت قبل قليل، وأعلى الكمال أن يحرم، و يستفتح، و يستعيذ، ويقرأ الفاتحة، ثم سورة البقرة، أو قدرها في الطول، ثم يركع ركوعاً طويلاً، و يسبح قدر مئة آية، ثم يرفع من ركوعه فيسبح ويحمد الله عز وجل في اعتداله، ثم يقرأ الفاتحة، و سورة دون القراءة الأولى آل عمران، أو قدرها، ثم يركع فيطيل الركوع، وهو دون الركوع الأول، ثم يرفع من الركوع فيسبح و يحمد، ولا يطيل الاعتدال ثم يسجد سجدتين طويلتين، ولا يطيل السجود بين السجدتين، ثم يقوم إلى الركعة الثانية فيفعل مثلما فعل في الأولى، لكن يكون دون الأول في الطول في كل ما يفعل، ثم يتشهد ويسلم، فعندك حد مقبول ومتوسط، وعالٍ.
المقبول: ركعتان كأية صلاة.
المتوسط: ركعتان كل ركعة بقيامين وركوعين وسجودين.
العالـي: تقرأ البقرة، وتسبح مقدار مئة آية، وتقف مرة ثانية وتقرأ آل عمران، و تسبح مقدار مئة آية، أو أقل بقليل، ثم تقف وتطمئن، ثم تسجد، وتسجد، و تعيد في الثانية ما فعلته في الأولى.

عدم ورود الخطبة في صلاة الكسوف :

والآن يجهر بالقراءة في خسوف القمر، لأنها صلاة ليلية، والصلوات الليلية جهرية، والنهارية سرية، و لخبر عائشة أن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جهر في صلاة الخسوف، ولا يجهر في صلاة كسوف الشمس، والنبي ما صلاها جماعة الخسوف، بل صلاها فرداً في بيته، فمَن الحجة في ذلك؟ السيدة عائشة، صلاها بقراءة جهرية، لأنها صلاة ليلية.
إن النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى صلاة الكسوف فلم نسمع له صوتاً، لأنها صلاة نهارية، وإلى هذا ذهب الحنفية والمالكية والشافعية.
أما الخطبة فليست واردة كما قلت في صلاة الكسوف، إلا أن بعض الأئمة قالوا: لأن النبي قام وقال:

(( إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ))

[البخاري عن المغيرة بن شعبة]

وهذه الصلاة أيها الأخوة سنة مؤكدة عند جميع الأئمة، وهي واجبة عند الأحناف، ونحن إن شاء الله تعالى نصليها يوم الأربعاء، فإذا لم أسافر سأكون معكم إن شاء الله، وعلى كلٍّ فأبو محمد الله جزاه الله خيرًا يصلي بنا إماماً الحد المتوسط، حتى لا ننفر الأخوان، إن شاء الله نصليها يوم الأربعاء في أثناء الكسوف، إذا لم أسافر سأصليها معكم، فإذا سافرت فاعذروني، أصليها منفرداً. 

نص الزوار

إخفاء الصور