وضع داكن
06-05-2024
Logo
الأردن - عجلون - جامعة عجلون الوطنية - المحاضرة: 93 - الصدق في القول والعمل.
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

لا يسلم الإنسان ويسعد إلا إذا تطابقت حركته مع منهج الله:


أيها الإخوة الكرام، لقد خلق الله الإنسان في أحسن تقويم، وكرّمه أحسن تكريم، سخّر له الكون تسخير تعريف، وتكريم، وهبه نعمة العقل والتفكير، أودع فيه الشهوات ليرقى بها إلى رب الأرض والسماوات، أحل له الطيبات، وحرّم عليه الخبائث، منحه حرية الإرادة، كل ذلك ليعرف ربه، ويسعد بعبادته في الدنيا والآخرة:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) ﴾

[ سورة الذاريات ]

كليات الدين: لهذا لا يسلم الإنسان ولا يسعد، -يسلم ويسعد وهما مطلبان ثابتان بالإنسان في كل زمان ومكان، يسلم ويسعد-، لا يسلم الإنسان ولا يسعد إلا إذا تطابقت حركته اليومية في حياته الدنيا مع الهدف الحقيقي الذي خلقه الله من أجله ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ .
والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
إذاً: تعد معرفة هذا الهدف والتحرك نحوه شرطين أساسيين لبلوغ هذين المطلبين الثابتين، فإن لم يبحث الإنسان عن الهدف الحقيقي الذي خُلق من أجله، أو توهم هدفاً آخر لم يُخلَق له، أو لم تأتِ حركته اليومية مطابقة للهدف الصحيح كان القلق والاضطراب، وكان الضلال والشقاء، وتحققت خسارة كبيرة أبدية قال تعالى:

﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)﴾

[ سورة الكهف ]

لذلك الذي يحكم حركة الإنسان في الحياة تصورات للأهداف والوسائل، هذه التصورات تعد صحيحة إذا انطلقت من علاقة علمية، فما هو العلم؟ هذا الموضوع الذي طُلب مني أن أشرحه، فما هو العلم؟

تعريف العلم: 


العلم في الحقيقة علاقة ثابتة بين متغيرين، تطابق الواقع، عليها دليل، علاقة مقطوع بها، الوهم: 30%، الشك 60%، الظن 70%، غلبة الظن 90%، القطع 100%.
العلم: علاقة مقطوع بها، تطابق الواقع، عليها دليل. 
لو ألغي الدليل أصبح تقليداً: 

﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (19) ﴾

[ سورة محمد ]

لو أُلغيت مطابقة الواقع كان جهلاً. 
لو أُلغِي القطع كان وهماً أو ظناً أو شكاً...إلخ.
لذلك:

﴿ وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ ۖ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ ۖ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)﴾

[ سورة النجم ]

ولن يستطيع الإنسان توجيه حركته اليومية نحو الهدف الصحيح الذي خُلق من أجله إلا إذا انطلق من تصورات صحيحة أساسها العلم اليقيني، وأسقط من تصوراته كلما اعتراه الشك والظن والوهم والجهل والتقليد. 

العلم أساس متين لسلامة الإنسان:


هناك حقيقة، لذلك العلم أساس الحياة الدنيا والآخرة، ذلك أن العلاقة بين طاعة الله وثمارها علاقة علمية، أي علاقة سبب بنتيجة، كذلك العلاقة بين معصية الله وتبعاتها علاقة علمية أيضاً، لهذا يعد العلم أساساً متيناً لسلامة الإنسان وسعادته في الدنيا والآخرة. 
فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.

الإسلام يدعو إلى العلم:


من هنا دعا الإسلام وهو دين الحق إلى العلم في كل المجالات، وأشاد بأداته وهي العقل في كل المستويات، ولأن العلم في الإسلام كالروح في الجسد، وقوام الرجل عقله، فمن لا عقل له لا دين له، ومن لا دين له لا عقل له، وإنما الدين هو العقل، لذلك الآيات التي وردت في القرآن الكريم والتي تتناول العلم والعقل تقترب من ألف آية، وحسبنا الدعاء القرآني:

﴿ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۗ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَىٰ إِلَيْكَ وَحْيُهُ ۖ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114)﴾

[ سورة طه ]

وحسبنا أن الله جل جلاله يفصّل الآيات الكونية، دقيقة الفكرة، يقول تعالى

﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) ﴾

[ سورة الجاثية ]

معنى ذلك أن الآيات، مطلق الآيات هي القنوات السالكة إلى معرفة الله فإذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.

﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) ﴾

[ سورة الرحمن ]

جنة الدنيا هي جنة القرب، وجنة الآخرة هي جنة الخلد، لذلك أيها الإخوة، العلماء وحدهم، وليس أحد سواهم هم الذين يخشون الله، قال تعالى:

﴿ وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)﴾

[ سورة فاطر ]


طلب العلم فريضة:


كلام قرآني، "إنما" أداة قصر حصر، ولا يخفى أن "إنما" تفيد الحصر والقصر، إن طلب العلم فريضة محكمة من فرائض الدين، لا تقل أهميته عن فرائضه الأخرى، بل هي أخطر فرائضه وفي الحديث الصحيح:

(( طلب العلم فريضة على كل مسلم ))

[ سنن ابن ماجه ]

ما معنى فريضة؟ استنشاق الهواء فريضة، ما استنشقت تموت بعد دقائق، شرب الماء فريضة، ما شربت بعد أيام تموت، ترك الطعام والشراب شيء دقيق جداً، فنحن بحاجات أساسية والشرع العظيم متطابق تطابقاً تاماً مع هذه الحقائق، حتى إن طلب العلم –دققوا- يفضل في ثمراته نوافل العبادات، ففيما روى ابن العباس رضي الله عنه أن النبي الكريم قال:

(( طلب الْعلم سَاعَة خير من قيام لَيْلَة، وَطلب الْعلم يَوْمًا خير من صيام ثَلَاثَة أشهر ))

[ رواه الديلمي ]


العلم قيمة وحيدة مرجِّحة بين بني البشر:


والإسلام من خلال القرآن والسنة يرفض أشد الرفض أن تكون القوة والمال والنسب والمظهر أساساً للمفاضلة بين الناس، لكنه اعتمد العلم قيمة وحيدة مرجِّحة بين بني البشر، فقال تعالى:

﴿ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9) ﴾

[ سورة الزمر ]

لذلك تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية، طلبه عبادة، مذاكرته تسبيح، البحث عنه جهاد، تعليمه لمن لا يعلمه صدقة، بذله لأهله قربة؛ لأنه معالم الحلال والحرام، منار سبيل الجنة، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الوحدة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح عند الأعداء، والزين عند الأخلاء، والقرب عند الغرباء، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الجنة قادة. 

العلم كما يراه الإمام الغزالي:


والعلم كما يرى الإمام الغزالي: "علم بالله، وعلم بأمره، وعلم بخلقه، وعلم بالحقيقة، وعلم بالشريعة، وعلم بالخليقة"
العلم بالله أصل الدين. 
والعلم بأمره أصل العبادة. 
والعلم بخلقه أصل صلاح الدين. 

دعا الإسلام إلى التفكر في خلق السماوات والأرض:


لذلك العلم بالله طريقه التفكر في مخلوقات الله، لقد دعا الإسلام إلى العلم بالله من خلال التفكر في خلق السماوات والأرض حيث تتابع الأمر به في سور القرآن، وعُدّ الأساس الأول لبناء دعائم العقيدة والإيمان، قال تعالى:

﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ (5) خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ (6) يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ (7) إِنَّهُ عَلَىٰ رَجْعِهِ لَقَادِرٌ (8)﴾

[ سورة الطارق ]

﴿ فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَىٰ طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (27) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (28) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (29) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (30) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (31) مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (32)﴾

[ سورة عبس ]

وقال أيضاً:

﴿ أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (17) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (18) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (19) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ (20) ﴾

[ سورة الغاشية ]

وقال تعالى:

﴿ قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ(101) ﴾

[ سورة يونس ]

يعني التفكر في خلق السماوات والأرض نوع من العبادات، بل هو من أرقى العبادات، تقول السيدة عائشة رضي الله عنها أتاني النبي صلى الله عليه وسلم في ليلتي فقال:
يا عائشةُ ذَرِيني أتعبَّدِ اللَّيلةَ لربِّي قُلْتُ: واللهِ إنِّي لَأُحِبُّ قُرْبَك وأُحِبُّ ما سرَّك قالت: فقام فتطهَّر ثمَّ قام يُصَلِّي قالت: فلم

(( يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ حجرَه قالت: ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ لِحيتَه قالت: ثمَّ بكى فلم يزَلْ يبكي حتَّى بَلَّ الأرضَ فجاء بلالٌ يُؤذِنُه بالصَّلاةِ فلمَّا رآه يبكي قال: يا رسولَ اللهِ لِمَ تَبكي وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم وما تأخَّر؟ قال: أفلا أكونُ عبدًا شكورًا لقد نزَلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ آيةٌ، ويلٌ لِمَن قرَأها ولم يتفكَّرْ فيها. إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) سورة آل عمران ))

[ الألباني ]

وقال: 

(( أمرت أن يكون صمتي فكراً، ونطقي ذكراً، ونظري عبادة. ))

[ رواه رزين ]

وقال الحسن البصري رحمه الله: "من لم يكن كلامه حكمة فهو لغو، ومن لم يكن سكوته تفكراً فهو سهو، ومن لم يكن نظره عبرة فهو لهو" .

التفكر في الشمس:


انظر إلى الشمس، وسل من رفعها ناراً، من نصبها مناراً، وضربها ديناراً، ومن علّقها في الجو ساعة، يدب عقرباها إلى يوم قيام الساعة، ومن الذي آتاها معراجها، وهداها أدراجها، وأحلها أبراجها، ونقل في سماء الدنيا سراجها، الزمان هي سبب حصوله، ومنشعب فروعه وأصوله وكتابها بأجزائه، لولاها ما اتسقت أيامه، ولا انتظمت شهوره وأعوامه، ولا اختلف نوره وظلامه، ذهب الأصيل من مناجمها، والشفق يسيل من محاجمها؛ تحطمت القرون على قرنها، ولم يمحُ التقادم لمحة حسنها. 
وهي تكبر الأرض بمليون و300 ألف مرة، يدخل إلى جوف الشمس مليون و300 ألف أرض، وتبعد عن الأرض 156 مليون كم، وهناك نجوم أخرى، وأبراج يزيد حجمها عن حجم الشمس والأرض مع المسافة بينهما، 156 مليون كم بينهما، والشمس تكبر الأرض بمليون و300 ألف مرة، وهناك نجم أبلغ من هذين النجمين، هناك نجوم وأبراج تزيد حجمها عن حجم الأرض والشمس مع المسافة بينهما، كبرج العقرب، وتصل الحرارة في مركزها إلى 20 مليون درجة، فلو أُلقيت الأرض في جوف الشمس لتبخرت في زمن قصير، يزيد طول ألسنة اللهب المنطلقة من سطحها عن نصف مليون كم، لسان اللهب، لقد صدق الله العظيم إذ يقول:

﴿ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53)﴾

[ سورة فصلت ]

انظر إلى القلب، في فعله وأثره، وغرضه ووطره، وقدْره وقدَره، حيطانه وجُدره، ومنافذه وحجره، وأبوابه وسُدره، وحروفه وحفره، طبعاً صفات هذا القلب شيء لا يصدق. 
فلذلك التفكر في خلق السماوات والأرض أوسع باب ندخل منه على الله، وأقصر طريق إلى الله عز وجل، الآية تقول: 

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ(190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾

[ سورة آل عمران ]

لذلك التفكر في خلق السماوات والأرض أقصر طريق إلى الله، وأوسع باب ندخل منه على الله، فالله سرّب لنا في القرآن بعض الآيات في العالم الآخر:

﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31) ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) ﴾

[ سورة الخاقة ]

تحت كلمة "العظيم" ضع مئة خط، الناس كلها تؤمن بالله، لكن ما طبقت منهجه، ما تفاعلت مع أوامره ونواهيه، ممكن أن يكون هناك إيمان شكلي، نحن الآن مليارا مسلم، وواقعنا لا يخفى عليكم.

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (55) ﴾

[  سورة النور ]

هل نحن مستخلفون؟ الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ﴾  قانون وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ﴾ هل هذا الدين مُمكَّن الآن؟ أم يواجه حرب عالمية ثالثة؟ ﴿وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ﴾   الذي لم يُمكَّن دين لم يرضِ الله عز وجل ﴿وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا﴾  كلمة واحدة بآخر الآية هي مفتاح الآية ﴿يَعْبُدُونَنِي﴾   فإذا قصّر المسلمون اليوم بما كُلِّفوا به من عبادة ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾
والعبادة مرة ثانية: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.

الموت ينهي كل شيء:


يعني الإنسان يأكل ويشرب، يُفاجَأ بالموت، بالموت انتهى كل شيء، انتهى بيته، انتهت سيارته، انتهى منصبه، انتهت إمكانياته، من القصر أحياناً إلى القبر، من بيت فخم إلى القبر، من منصب رفيع إلى القبر، من ثروة طائلة بيلغيتس 93 ملياراً، أبّل 700 ملياراً، هذه كلها منها إلى القبر، فإذا أدخلنا الموت في حساباتنا أقسم لكم بالله تنعكس قيمنا 180 درجة، كنت تأخذ أصبحت تعطي، كنت لا ترحم الآن ترحم، إذا لم تختلف قيمك، وحركاتك ونشاطاتك 180 درجة هناك مشكلة.
فلذلك إخواننا الكرام، إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطك شيئاً، ويظل المرء عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، طالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، بينما الجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً.
يعني الإنسان إذا اتصل بالذات الإلهية، بأصل الجمال والكمال والنوال: 

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا لغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

ولو لاح من أنوارنا لك لائح        تركت جميع الكائنات وجئتنا

فما حبنا سهل وكل من ادعى         سهولته قلنا له قد جهلتنا

فأيسر ما في الحب للصب قتله   وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

[ علي بن محمد بن وفا ]

يعني مرة سافرت إلى أمريكا، ودخلنا لمعمل سيارات غالٍ جداً، قال لي المرافق هذه السيارة فيها 300 ألف قطعة، أنا اعتقدت أن فيها هيكل ومقاعد وعجلات ومحرك ومقود ومكبح، ثمانية قطع، ممكن أن نضغط الدين، مليون موضوع، مليون عالم بكليات؟ الجواب نعم.

كليات الدين:


أولاً: العقيدة:

أول كلية العقيدة، إن صحت صح العمل، المنطلق النظري، المنطلق العُرُبي، إن صحت صح العمل، لذلك طلب العلم فريضة على كل مسلم، هذه العقيدة، مرة ثانية إن صحت صح العمل، إن فسدت فسد العمل.

ثانياً: الحركة:

الحركة: تريد أن تأكل الأنبياء كانوا يأكلون الطعام،

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ۗ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ۗ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20) ﴾

[ سورة الفرقان ]

 يعني مفتقرون في حياتهم إلى الطعام، ﴿وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ﴾  مفتقرون إلى ثمن الطعام، هذه الحالة الثانية، أول حالة فكرية، الثانية حركية. 

ثالثاً: الثمرة:

الثالثة: الثمرة

﴿ إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾

[ سورة طه ]

إنك إن صليت ذكرت الله، لكن هناك آية ثانية تحيّر:

﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ (152) ﴾

[ سورة البقرة ]

إنك إن ذكرت الله ذكرك الله، ومعنى ذكرك منحك التوفيق في الحياة:

﴿ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88) ﴾

[ سورة هود ]


السكينة أكبر عطاء إلهي:


إذا ذكرك منحك الهدى، منحك التوفيق والحفظ، حفظ الله إيمانك وأهلك وأولادك وصحتك ومالك، لكن أعظم عطاء إلهي السكينة، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، السكينة مُنِحت لإبراهيم عليه السلام في النار، وللنبي في الغار، وليونس في بطن الحوت، تسعد بها ولو فقدت كل شيء، وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء، هذه السكينة أكبر عطاء إلهي، ذاقها إبراهيم في النار، وذاقها النبي عليه الصلاة والسلام في الغار، وذاقها يونس في بطن الحوت، ومنحك الحفظ والتوفيق وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ 
لذلك ملخص الملخص: "لا يخافَنَّ العبد إلا ذنبه، ولا يرجُوَنَّ إلا ربه" .
أرجو لكم التوفيق والنجاح في شتى الميادين، وأن يكون هذا اللقاء الطيب في ميزان حسناتنا جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدم اللقاء:
 شكراً جزيلاً لأخينا الكبير أستاذنا صاحب السماحة والفضيلة الدكتور: محمد راتب النابلسي.
السادة الحضور اسمحوا لي يا سادة كما يقول القدماء أن أحشّي على المتن، أن أحشي بمعنى أن أذكر حاشية على ما تفضل به، وهي تتصل بقضية العلم، كان كلامه موصولاً ومبذولاً من أجل العلم، ولا سيما أننا في جامعة كريمة، حسْب العلماء شرفاً كما قال الفيروز أبادي في كتابه النفيس "بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز"، وهذا كتاب مهم جداً تناول فيه ألفاظ القرآن الكريم، في مادة العلم ذكر الفيروز أبادي المتوفى 816 للهجرة، يقول: "حسْب أهل العلم شرفاً أن الله قد خصّهم وحدهم دون خلقه ودون أي أحد من خلقه من أجل أن يُشهدهم على وحدانيته"، فقال الله تعالى:

﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) ﴾

[ سورة آل عمران ]

هذا شرف نرجو من الله تعالى أن نكون جميعاً أهلاً له لنتمثّل قيمة العلم، ولنتمثل قيمة العقل، كما ذكر شيخنا قبل قليل. 
أستذكر أيها السادة هذه الطُّرفة التي ساقها أحد الشعراء في حِوارية لطيفة بين العلم والعقل، وأظنها حاضرة عند شيخنا حينما قال: 

علمُ العليم وعقلُ العاقل اختلفا  من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا

فقال العلم أنا أحرزت غايته    وقال العقل أنا الرحمن بي عُرفا

 فأفصح العلم إفصاحاً وقال له    بأينا الرحمن في قرآنه اتصفا؟

 فبان للعقل أن العلم سيده     فقبّل العقل رأس العلم وانصرفا

أيها الأحبة، كما تفضل وكما رغب شيخنا وقد كنت أحب أن يكون بينكم وبينه حوار، فمن شاء منكم -أنا أنزل عند رغبتك سيدي، نحن نحب ما تحب ونبغض ما تبغض، فلذلك من كان منكم أيها الفضلاء، وأيتها الفاضلات له مَلْحظٌ علمي يحب أن يدليه بين الدِّلاء، من كان عنده سؤال أو استفسار، أو استعلام فليتفضل بإلقائه وإزجائه إلى موقع شيخنا وهو سيجيب عنه أحسن الإجابة، هو لا يريده هكذا، أحبّ أن يكون هذا الأمر مكتوباً على صفحته المبذولة على الشابكة "الانترنت" فمن كان منكم محباً لذلك فليقدمه وسيجيب عنه، بناء على رغبة الدكتور بارك الله فيكم. 
أيها الأحبة على موقع موسوعة النابلسي. 
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
موسوعة النابلسي يدخلها في اليوم مليونا زائر، فيها سبع لغات، وكل التفاصيل فيها، والفضل لله عز وجل، منهج واضح جداً وأداة واسعة جداً لنشر الحق.
مقدم اللقاء:
بارك الله فيك.
مداخلة:
وندعوهم إلى التطبيق الآن إن شاء الله تعالى، يوجد تطبيق على أب ستور، وغوغل بلاي موسوعة العلوم الإسلامية للدكتور محمد راتب النابلسي، وموجود على الإنستغرام
مقدم اللقاء:
شكراً جزيلاً، حسناً أستأذن الأخ الحبيب الأستاذ الدكتور فراس هنانده، والأخ الفاضل الدكتور محمد موجي رئيس هيئة الأمناء.
مداخلة:
بحاجة لحب، أنا ربما كنت أوقظ أم وسيم زوجة الدكتور راتب النابلسي الساعة واحدة ليلاً، الساعة التاسعة ليلاً، تكون نائمة، أظل أتصل بها لأنني أريد أن أفهم ما معنى الآية.
القرآن بحاجة لهمة ويعالج أولاً أنت ستكون خطيب لقاء.
يعالج ضعف اللغة العربية.
يعالج ضعف الإملاء.
يوسع المدارك، لا يوجد زهايمر، لأن هناك عصب إيماني هذا العصب الإيماني يغذيه القرآن الكريم، هل هذا صحيح دكتور؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
فضل كلام الله على كلام خلقه كفضل الله على خلقه.
مقدم اللقاء:
شكراً جزيلاً للسيدة الفاضلة منى الفاعوري جزاء هذا الخُلق الرفيع، وجزاء ما تفضلت، تفضل سيدي 
شكراً سيدي، بناء على رغبة أخينا الفاضل صاحب اللطيفة الأخ محمد صمادي رئيس مجلس الأمناء أرجو ان يتفضل علينا أستاذنا الدكتور محمد راتب النابلسي بدعاء نختم به هذا المجلس الكريم، وجزاك الله كل خير يا سيدي.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:

دعاء:


بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك، وبطاعتك عن معصيتك، وبفضلك عمن سواك، اللهم لا تؤمنا مكرك، ولا تهتك عنا سترك، ولا تنسنا ذكرك، أعطنا ولا تحرمنا، أكرمنا ولا تهنا، آثرنا ولا تؤثر علينا، أرضنا وارض عنا، واجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين، والحمد لله رب العالمين، الفاتحة.
مقدم اللقاء:
 قال أحد الشعراء: 

يا رَبُّ لا تَسلُبَنّي حُبَّها أَبَداً    وَيَرحَمُ اللَهُ عَبداً قالَ آمينا

[ قيس بن الملوح ]

أيها الأحبة أستأذن الأخ العزيز الأستاذ الدكتور فراس هنانده، ومعه الكريمان الدكتور محمد صمادي والدكتور الدباس من أجل أن يتفضلوا جميعاً إلى هذه المنصة لتكريم الدكتور والدكتورة
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هذا البلد الطيب يتصف بصفات دقيقة جداً، 
أول صفة: التدين في هذا البلد ليس تهمة تُحاسَب عليها كما في بلاد أخرى.
الثانية هذا البلد فيه أطياف كأي شعب آخر، لا يوجد بين طيفين أحقاد تاريخية تقتضي القتل كما في بعض البلاد.
هناك حكومة قوية تطبق المراسيم لكنها لا تخاف، هذه نِعَمٌ أُلفت فنُسيت والدعاء النبوي: "اللهم أرنا نعمك بدوامها لا بزوالها" .
مقدم اللقاء:
وقد قال كثير عزة في العصر الأموي: 

إذا قيل خيلَ الله! يوماً ألا اركبي      رَضِيتَ بِكفّ الأردُنيّ انسِحَالَها

[ كثير عزة ]

وهاهو عدي بن رقاع العامري من العصر الأموي يقول- الصديق العزيز الدكتور خالد والدكتور محمد سالم حسب ما يعلمون أنتما تنقذاني في هذا الأمر في التاريخ-:

لولا الإله وأهل الأردن اقتسمت   نار الجماعة يوم المرج نيرانا

[ عدي بن رقاع العامري ]

   هذا الكلام قبل الهجرة قبل 1300 عاماً حيّا الله سيدي بارك الله فيك مرحباً بك وعلى الرحب والسعة والأمن والدَّعة، تفضلوا يا سيدي للتكريم، دكتور هنانده ودكتور خالد ودكتور فراس 
التكريم:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي. 
السيدة الفاضلة منى الفاعوري تفضلي سيدتي. 

مداخلة:

كل الشكر للأستاذ الدكتور عمر الفجاوي زميلنا وأخونا في الجامعة الهاشمية الذي خسرناه في الجامعة الهاشمية وكسبته الأردنية.
أحب أن أتكلم بوجود حضرتكم، نحن اليوم في مقام علّامة من أصحاب الأثر الواضح في الدين، وفي التربية، وفي العلوم الأستاذ الدكتور "محمد راتب النابلسي"، الرجل الذي له فعلاً فضل على المجتمع العربي، والمجتمع الإسلامي، والمجتمع العالمي بأدبه وخلقه. 
وأيضاً الأستاذ الدكتور "عمر الفجاوي" علامة الأدب الجاهلي، الذي فعلاً من أدبه نستقي. 
أيضاً أستاذتنا الفاضلة "منى الفاعوري" أم أحمد السيدة المتميزة علماً وأدباً وخلقاً وديناً، والتي لها الفضل الصحيح على أجيال متعاقبة كما تفضلت، الأجيال -هي ما تكلمت كل شيء- العديد من طلبة الشعوب أسلموا على يدها، الكلام كثير إن أردنا أن نفتح المجال لن ننتهي اليوم، أسلموا في أستراليا، في أندونيسيا، في نيوزيلندا على يديها، وفي الهند أسلموا، محاضراتها الدينية في مختلف الدول.
وأنتجت رجالاً صحيحة متميزين ولهم الأثر إلى الآن، فالحمد لله نحن اليوم في حضرة المتميزين في هذا اليوم المبارك يوم العمال العالمي، فنحن فخورون بكم حضورنا الكريم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
خص الله جل جلاله نبيه الكريم بمئات ألوف الصفات التي انفرد بها، ولكن إذا ما مدحه قال:

﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ (4) ﴾

[ سورة القلم ]

مقدم اللقاء:
سمعت قبل فترة من الدكتور محمد راتب النابلسي: لولا جمال الأرض التي هي طبيعة عجلون التي نستنشق منها أوكسجين الأردن، لولا جمال الأرض التي هي مرتكز دكتور نحب أن نسمعها منكم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
الكلمة حروف كيف تُفهَم؟ بواسطة، لماذا جعل الله في الأرض أماكن جميلة جداً؟ لأن الإنسان لا يفهم شيء إلا بمرتكز مادي، كل جمال الأرض بغاباتها، كل أنواع الجمال هذه كي تؤكد مفهوم الجنة، إذا شخص فرضاً وُلد ولم يرَ شيئاً إطلاقاً، ولم يرَ الشمس، إن قلت له: شمس لن يتفاعل معها أبداً، أما إن رآها كلمة شمس تثير في ذهنه مفهوم الشمس، فلذلك الأماكن في الأرض جميلة جداً كي نفهم آيات الجنة، لو لم يكن هناك جمال في الأرض آيات الجنة لاتُفهم، كلمة تحتاج إلى مرتكز مادي.

مداخلة:

وأنتم المرتكز الفكري والمرتكز الديني، والمرتكز العقلي، ونحن نرتكز عليكم إن شاء الله، في هذا اليوم المبارك الذي هو الأميز في الجامعة الأردنية الوطنية، حضوركم وتشريفكم يا سيدي.
نحن لنا الشرف أن نكون في معيتكم، نحن الضيوف وأنتم رب المنزل.
مقدم اللقاء:
الشكر للحفل العزيز وأشكر الدكتور محمد راتب النابلسي ذي الخلق الرفيع، أنعم وأكرم، والشكر لجميع الدكاترة والحضور والأصدقاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور