موضوعات إسلامية - الروائع الاجتماعية - التفاؤل والأمل - الرائعة : 026 - باب التوبة مفتوح
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠7روائع التفاؤل والأمل
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
باب التوبة مفتوح:
يس من شأن المخلوق أن يحكم على المستقبل، لكنه يرجو رحمة الله، يأمل أن يكون من أهل الجنة، أما أن يحكم حكماً جازماً قاطعاً فهذا ليس من شأن البشر.
لذلك دائماً وأبداً حينما يدور الحديث عن مصير إنسان أنا أتمنى أن يكون الجواب دائماً: هذا من شأن الله وحده، لا تضع نفسك موضع الحكم على الآخرين، هذا من شأن الله وحده، فالنبي الكريم لما سمع من امرأة من وراء الستار تقول عن صحابي جليل توفاه الله: هنيئاً لك أبا السائب لقد أكرمك الله، فلو أنه سكت لكان كلامها صحيحاً، قال: ومن أدراك أن الله أكرمه قولي: أرجو الله أن يكرمه، وأنا نبي مرسل لا أدري ما يُفعَل بي ولا بكم.
مما يؤكد هذه الحقيقة أن بعض الذين تخلفوا عن الجهاد، حينما جاء النبي الكريم عائداً من تبوك، واستمع إلى الذين تخلفوا عن الجهاد، استمع إليهم واحداً واحداً، وقبِل أعذارهم لحكمة بالغة، فلما جاء بعض الصحابة هم ثلاثة، كعب بن مالك، وهلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، سيدنا كعب قال: والله يا رسول الله ما كنت في وقت من الأوقات أشد مني قوة ومالاً في الوقت الذي تخلفت عنك، فقال النبي الكريم بلفتة رائعة، قال: أما هذا فقد صدق، استمع إلى ثمانين منافقاً وقبل أعذارهم، فلما جاء كعب استحيا من الله أن يكذب عليه، قال له: كنت شديداً صحيحاً، ومعي راحلة، ومعي مال، كنت في أعلى درجات القوة والنشاط، ومع ذلك تخلفت عنك فقال النبي الكريم: أما هذا فقد صدق.
قلت: يا رسول الله، إني والله لو جلستُ عندَ غيرِك من أهل الدنيا لرأيتُ أني سأخرج من سخطه بعذر؛ لقد أُعْطِيتُ جَدَلًا، ولكني واللهِ لقد علمتُ لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني لَيُوشِكَنَّ اللهُ أن يُسْخِطَكَ عَلَيَّ، وإن حَدَّثْتُكَ حديث صدق تَجِدُ عَلَيَّ فيه إني لأرجو فيه عُقْبَى اللهِ - عز وجل - والله ما كان لي من عُذْرٍ، والله ما كنت قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنك. قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أما هذا فقد صدق، فَقُمْ حتى يقضي الله فيك
لذلك الإنسان إذا كان صادقاً مع الله الطريق سالك إلى الله مباشرة، فالله -عز وجل- قال: ﴿وَآخَرُونَ﴾ يقصد هؤلاء الثلاثة، وفي آية أخرى يقول الله -عز وجل-:
﴿ وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(118) ﴾
أراد الله -سبحانه وتعالى- من هذه الآيات أن يبين أن الإنسان ما دام قلبه ينبض، باب التوبة مفتوح على مصاريعه، بل إن الله -سبحانه وتعالى- ما أمرنا أن نتوب إليه إلا ليتوب علينا، وما أمرنا أن نستغفره إلا ليغفر لنا، وما أمرنا أن نسأله إلا ليعطينا، إنه أرادنا أن نكون سعداء.