قصص واقعية – قصة : 058- حسن الظن بالله سبب للشفاء الذاتي
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠10قصص واقعية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
حسن الظن بالله سبب للشفاء الذاتي.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
لما انتهى أحد الدروس تَبِعَني أخٌ كريم وقال لديّ قِصَّة أتَمَنَّى أن أضَعَها بين يَدَيْك ، فقلْتُ تَفَضَّلْ ! وذَهَبْت به إلى البيت.
قال : أنا مُلْتَزِم عندك بالمسْجد منذ عِدَّة سنوات ، لكِنَّك لا تعْرِفُني ، أنا رجُلٌّ دَرسْتُ بِفرنسا ، وأحمل شهادة عالية جداً بالكمبيوتر وبعيد عن الدِّين بِشَكْل كبير ، فما صلَّيْتُ ولا صُمْتُ إطْلاقاً! وما من معْصِيَة تخْطر بالبال إلا فعلْتُها عدا القَتْل ، وعِشْتُ حياةً مُتَفَلِّتَة وأنْهَيْتُ الدِّراسة وعُدْتُ إلى الشام ، وعُيِّنْتُ بِمَرْكز جيِّد ، وله زوْجة مُتَفَلِّتَة مثله ، وجعلتُ من بيتي باراً- كلمة فرنسيَّة تعني خمارة - وحتى في أيام العيد أذهب أنا وزوْجتي إلى الفنادق ، وفجْأةً أُصِبْتُ بِمَرض نادر؟!.
الصورة أمامي تهْتزّ عشرين سنتمتراً ، وفقَدْتُ التوازن العضلي والحركي.
عَرَضْتُ مرضي على أكثر من ثلاثين طبيباً بالشام فلا أحد منهم فَهِم نوع المرض.
ذَهَبْتُ إلى فرنسا ؛ أوَّل ما وَصَلْتُ عَرَفوا أنَّ هذا المرض من أنْدر الأمراض بالعالم ونسبة حدوثه واحد بالثلاثة عشر مليوناً !! هكذا قال له الطبيب وهو من المختصين فيه ، والذي آلمني أنّه قال لي : سفرك إلينا وإقامتك في بلدك وعودتك إلى بلدك على حِساب فرنسا ؛ جعلوه حَقْل تجارب وبعد مُعالجة دامتْ سِتَّة أشْهر قال له الطبيب بالحَرْف الواحد : مرضك لا شِفاء له ، إلا أن تذهب إلى الهند واجْلس مع أصحاب اليوجا!!.
فعاد إلى الشام ، وكان له قريب يحْضر دُروس الجمعة والأحد فَحَمَلَهُ على أن يحْضر درْساً ، وكنت قد حَضَرْتُ لك درْساً قبل أن أُصاب بالمرض فَكُنْتَ أنت في واد وأنا في وادٍ آخر ! إذْ لا شيء يجْمعني معك ، فأنت تُفَسِّرُ القرآن وأنا أُفَكِّرُ في المعاصي ، هذا قبل المرض أما بعد المرض أصْغى قليلاً.
هكذا قال : وأنَّهُ بعد ما سَمِعَ الدرْس وهو مريض دعا الله تعالى فقال : يا رب ، إذا شَفَيْتني أُصَلي ! وكانت هذه أوَّل حركة مني إلى الله ، في الدرْس الثاني قال لي قلتَ أنت : إنَّ الله تعالى لا يُشْترط عليه ولا يُجرب فعاد إلى البيت وصلى أوَّل صلاةٍ بِحَياته! ويقْسِم بالله وهو صادِق أنَّهُ بعد ساعة صَحَّتْ حركته وصَحَّ توافقه الحركي وشفاه الله عز وجل والْتَزَمَ واسْتقام وتاب ، بِرَبِّكم هذا المرض خيرٌ أم شرّ ؟! خيرٌ مطلق لولاه لما عرف الله ولا اسْتجاب له ، قِصَصٌ كثيرة على هذا المنوال إلا أنَّهُ يجب أن تعلم أنَّهُ ما من مصيبة على وجْه الأرْض إلا ولها حكمة بالغة بالغة ، لكن لا تجد من يعرف حِكَم المصائب ، ولكنْ هناك مبْدأ عام : كُلُّ شيء يقع أراده الله ، وكُلّ شيء أراده الله تعالى وقع ، وإرادته مُتَعلِّقَة بِحكمته المطلقة ، وحكمته المطلقة مُتَعَلِّقَة بالخير المُطْلق.
والحمد لله رب العالمين