موضوعات إسلامية - الروائع الاجتماعية - التفاؤل والأمل - الرائعة : 027 - آية واحدة مفتاح كلّ شيء
- قصص و روائع و مقتطفات و ومضات
- /
- ٠7روائع التفاؤل والأمل
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو
اضغط هنا
ماذا تعني الآية ؟ فمتى تقول أين المخرج ؟ يقول ماذا أعمل ؟ متى يقول الإنسان ما المخرج ؟
×
بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
آية واحدة مفتاح كلّ شيء .
هذه كلها مقدمات، لكن مركز الثقل في هذه الخطبة، هو أن معاناة الناس في شتى بقاع الأرض معاناة كبيرة جداً، يعانون من الفقر، يعانون من القهر، يعانون من الضيق، من الأزمات النفسية، من التعسير، الطرق مسدودة، آية واحدة، وأنا أعني ما أقول، وأتمنى على الله أن تكون هذه الآية واضحة عندكم جميعاً، بل أن تكون منهجاً لكم، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
تعني أن البواب كلها مغلقة .
إن رأيت الأبواب كلها مغلقة .
أحياناً يطرق باب العمل فيسد في وجهه، يطرق باب الزواج فيسد في وجهه، يطرق باب شراء، يطرق باب شراء بيت يسد في وجهه .
حينما تستحكم الحلقات، نزلت فلما استحمت حلقاتها، حينما تسد المنافذ، حينما يضيع الأمل، حينما يقع الإنسان في الإحباط، حينما يقترب من اليأس، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً ﴾
الآية أيها الإخوة آية جامعة مانعة، لعل في سياقها هي في سورة الطلاق، من يتق الله في تطليق زوجته يجعل الله له مخرجاً إلى إرجاعها طلقها طلقة واحدة وفق السنة، بعد يومين خف غضبه، وشعر بحاجة إليها، ورأى أن الأمر لا يستدعي ذلك، بعد أيام راجعها، فعادت إليه بلا عقد، وبلا أي شيء، يكفي أن يقول لها: راجعتك فهي له، من يتق الله في تطليق زوجته يجعل الله له مخرجاً إلى إرجاعها، أما الطلاق البدعي بطلقات ثلاث، وكلما حللك شيخ حرمك عشرة، هذا طلاق بدعي، هذا الإنسان سد على نفسه الطريق، ومن يتق الله في تطليق زوجته يجعل الله له مخرجاً إلى إرجاعها، هذا المعنى السياقي.
لكن عظمة القرآن الكريم أنك إذا نزعت آية من سياقها منهج، منهج كامل، من يتقي الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي، من يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم، من يتق الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجاً من إتلاف المال وضياعه، من يتق الله في توحيده يجعل الله له مخرجاً من الشرك، من يتق الله في علاقاته المهنية يجعل الله له مخرجاً من الإحباط في عمله، آية لا تنتهي، ولكن الذي ألح عليه القسم الثاني منه، قال تعالى:
﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾
هذا كلام خالق الأكوان، هذا كلام رب العالمين، هذا الكلام مطبق في كل زمان ومكان، رغم أنف كل الظروف، وكل الأوضاع المعيشة السيئة، وكل الأبواب المسدودة.