وضع داكن
30-05-2025
Logo
الدين والحياة الرائعة : 045 - في قلب المؤمن من الأمن ما لو وُزِّع على أهل بلد لكفاهم
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

في قلب المؤمن من الأمن ما لو وُزِّع على أهل بلد لكفاهم .


قال تعالى :

﴿ كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ فَلَا يَكُنْ فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِنْهُ لِتُنْذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) ﴾

[ سورة الأعراف ]

الحرج: الضيق ، يا محمد لا تَضِق، ولا تُحرَج بهذا الكتاب، ما المعنى ؟ 
هناك لفتة رائعة جداً في هذه الآية، أن النهي لا يتوجه إلى النبي عليه الصلاة والسلام بعدم الحرج، لكن النهي كما يرى بعض المفسرين يتوجه إلى الحرج بألا يدخل على قلب محمد. 

((  قلب العبد بين إصبعين من أصابع الرحمن  ))

[ أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو  ]

أحياناً يمتلئ قلبُ الإنسان أمناً، وقد لا يملك أسباب الأمن، وقد يمتلئ قلبه خوفاً، وقد يملك أسباب الأمن .
للتوضيح: يعني إنسان سافر، والعجلة الاحتياط ليست صالحة، طول الطريق هو في هلع وخوف شديد، فلو فسدت عجلة تدور لتوقف عن السير، لو أن ابنه في الليل أصلح العجلة الاحتياط، ولم يخبره هذا الذي يقود مركبته في النهار، وعنده عجلة احتياط فاسدة بزعمه، والابن أصلحها، ولم يبلغ أباه امتلأ قلبه قلقاً وخوفاً، ومعه أسباب الأمن، ولو أن هذه العجلة فاسدة، لكن الذي يقود المركبة لا يعلم يمتلئ قلبه أمناً، ومعه أسباب الخوف .
إذاً: الخوف والأمن يُلقى في قلب الإنسان ، لذلك قال تعالى :

﴿  وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾

[  سورة الأنعام ]

فحينما يتوجه الإنسان إلى الله عز وجل لا يسمح الله للقلق والخوف أن يتسرب إلى قلب المؤمن، في قلب المؤمن من الأمن ما لو وُزِّع على أهل بلد لكفاهم، والآية واضحة جداً : 

﴿ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) ﴾

[ سورة  الأنعام ]

لذلك من نعم الله العظمى أن الله سبحانه وتعالى جعل فطرة الإنسان متطابقة تطابقاً تاماً مع منهج الله ، فأنت حينما تطيع الله تصطلح مع نفسك، حينما تطيع الله يُلقَى في قلبك من الأمن ما لو وُزّع على أهل بلدٍ لكفاهم، حينما تطيع الله تُلقى في قلبك السكينة، وحينما تطيع الله تُعطى الحكمة.

﴿ يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ(269) ﴾

[  سورة البقرة  ]

حينما تطيع الله تُعطى الصبر، تُعطى الرضا .

الاستماع للدرس

00:00/00:00

نص الزوار

نص الدعاة

إخفاء الصور