وضع داكن
28-04-2024
Logo
ندوات تلفزيونية - التلفزيون الجزائري - الندوة : 04 - أوجه العمل الذي يعزز صفة الإيمان لدى الفرد والأمة
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
مقدم اللقاء:
هاهي الأرض التي ارتوت بدم الصحابة الأخيار، والفاتحين الأنصار، وشربت من مَعين العلماء الأفذاذ، والجهابذة الكبار، هاهي اليوم هذه الأرض المباركة تُسعَد بضيف الجزائر، حمل لواء العلم من كل هؤلاء، تشرّب الحكمة من معينهم حتى أينع زرعه، وتفجرت بالكلم الطيب جوارحه، في صنوف العلم صالَ وجالَ، وفي فنون القرآن كتب وقال، أعجز ببيانه، وسحر بحسن بلاغته وكلامه، كتب له الله القبول في القلوب، فجاءت كلماته بلسماً على الجروح، غذاء للفكر والروح، من أرض الشام جاءنا مرات ومرات، حاملاً معه سلام الإخوة وعذب المسرات، فاستقبلته الأرض الطيبة، كما استقبلت أسلافه بالمحبة والاحتفاء، حيّوا معي على أرض الجزائر، وعلى شاشة التلفاز الجزائري فضيلة الدكتور: محمد راتب النابلسي الذي نسعد ونشرف به في هذه الحلقات.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بارك الله بكم، ونفع بكم، وأعلى قدركم، وحفظ لكم بلدكم الطيب، ليكون فيه قدوتي قدوة لبقية البلاد في الاهتمام بالشؤون الدينية؛ لأن الدين هو أصل حياة الإنسان.
مقدم اللقاء:
نسعد بك مرة أخرى في أرض الجزائر، في مختلف الفضاءات، في مساجدها وفي تلفازها العمومي، إذاً انطلاقتنا تكون من الإيمان والعمل، لطالما تغنت هذه الأمة بإيمانها معتقدة أنها خير أمة أُخرِجت للناس بسبب إيمانها، هذا صحيح، ولكنه ليس كل الحقيقة، فقد تناست الأمة أن العمل هو الأصح في هذه الخيرية، فما هي أوجه العمل الذي يعزز صفة الإيمان لدى الفرد والأمة المسلمة؟

الإنسان هو المخلوق المكرم والمفضل:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، النقطة الدقيقة أن الإنسان هو المخلوق الأول عند الله، لأنه في عالم الأزل حينما عرض الله الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان:

﴿ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)﴾

[ سورة الأحزاب ]

 الله عز وجل حينما عرض الأمانة على السماوات والأرض مصطلح قرآني عن الكون، والكون ما سوى الله، ﴿فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ﴾ فلما قبل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول، والمُكلَّف، والمُفضّل، هذا الإنسان رُكِّب من عقل وقلب وجسم، غذاء العقل العلم، وغذاء الجسم النفسي القرب من الله عز وجل، والجسم الطعام والشراب، فإذا غذّى الإنسان عقله بالعلم، وغذّى قلبه بالحب الذي يسمو به، هذا الإنسان تفوق، وكان المخلوق الأول عند الله: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ﴾ فلما قبل حمل الأمانة كان عند الله المخلوق الأول.
لكن للتقريب: رُكّب الملك من عقل بلا شهوة، ورُكّب الحيوان من شهوة بلا عقل، ورُكّب الإنسان من كليهما فإن سما عقله على شهوته أصبح فوق الملائكة، وإن سمت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان، فلذلك الإنسان هو المخلوق الأول، والمُفضَّل، والمكرَّم، والمُكلَّف بعبادة الله:

﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ(56)  ﴾

[  سورة الذاريات ]

والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.
الإنسان أول مخلوق عند الله؛ لأنه قبِلَ في عالم الأزل حمل الأمانة، والأمانة إدارة نفسه:

﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا (10) ﴾

[ سورة الشمس ]

مقدم اللقاء:
الفلاح لا يكون إلا بالعلم، ولا يكون إلا بالتحضر، إذاً في سياق آخر: تعيش البشرية اليوم حالة من التقهقر القيمي مما يقوّض أركان هذه الحضارة المادية على الرغم من رصيد العلم الذي بلغته، ماذا يقدم الإسلام من أجوبة بشأن الحضارة والعلم اليوم؟

النجاح فردي والفلاح شمولي:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
جواب دقيق جداً: النجاح والفلاح؛ النجاح قد تنجح في جمع ثروة طائلة، بيلغيتس 93 مليار، آبل 700 مليار، النجاح أحادي، أما الفلاح أن تنجح مع الله معرفة، وطاعة، واتصالاً، ودعوة، أن تنجح في اختيار زوجتك، أن تنجح في تربية أولادك، الفلاح متعدد، يبدأ من النجاح مع الله معرفة، وإقبالاً، وطاعة، وتقرباً، ودعوة، والنجاح في اختيار الزوجة، رفيقة العمر، والنجاح في تربية الأولاد: 

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ ۚ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) ﴾

[ سورة الطور ]

فأنا أركز على كلمة فلاح، ولم ترد كلمة نجاح في القرآن ولا مرة، الفلاح متعدد، مع الله أولاً، بحسن اختيار الزوجة ثانياً، بتربية الأولاد ثالثاً، باختيار حرفة فيها نفع للمسلمين، هذا فالح

﴿ أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) ﴾

[ سورة البقرة ]

الفلاح شمولي.
مقدم اللقاء:
الفلاح شمولي، وحديثنا عن الفلاح يقودنا إلى الحديث عن الاتباع والتجديد، هل السبب في جمودنا هو الثوابت التي لا تتحرك، أم أن الفقه والفكر الإسلاميين يتميزان بالمرونة، كيف نوازن بين واجب الاتباع، وفريضة التجديد؟

الإنسان إذا عرف الله خالقاً، مربياً، مسيراً، طبّق منهجه:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هناك فرق كبير بين الذات الإلهية، وعباده، فكل شيء جاء من الله حق مطلق، ذات كاملة، أصل الجمال والكمال والنوال، أما الإنسان يخطئ ويصيب، فالنقطة الدقيقة الإنسان إذا عرف الله عرفه خالقاً، مربياً، مسيراً، طبّق منهجه:

﴿ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ ۚ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)﴾

[ سورة فاطر ]

أنت إذا اقتنيت مركبة حديثة وتألق ضوء أحمر في لوحة البيانات، إن فهمت هذا الضوء تزيينياً احترق المحرك، تحتاج لمئة ألف، إن فهمته بحسب تعليمات الصانع ضوءاً احترازياً أوقفت المركبة وأضفت الزيت، فقط.
فالإنسان انطلاقاً من حبه لذاته، بعبارة: من أنانيته ينبغي أن يتبع تعليمات الصانع ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ أنت مع من؟ مع خالق الأكوان، المجرات بالمليارات، والأرض كوكب صغير في درب التبابنة، هذا الإله العظيم أتيح لك أن تخاطبه في الصلاة، أن تقبل عليه، أن تتودد إليه: 

﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ﴾

[ سورة البروج ]

إذا لم يقل المؤمن بأي مساحة بيت، بأي دخل، بأي وضع، ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني، هناك مشكلة:

فلو شاهدت عيناك من حسننا الذي     رأوه لما وليت عنا بغيرنا

ولو سمعت أذناك حسن خطابنا  خلعت ثياب العجب عنك وجئتنا

ولو ذقت من طعم المحبة ذرة    عذرت الذي أضحى قتيلا بحبنا

ولو نسمت من قربنا لك نسمة        لمت غراما واشتياقا لقربنا

ولو لاح من أنوارنا لك لائح        تركت جميع الكائنات وجئتنا

فما حبنا سهل وكل من ادعى         سهولته قلنا له قد جهلتنا

فأيسر ما في الحب للصب قتله   وأصعب من قتل الفتى يوم هجرنا

[ علي بن محمد بن وفا ]

ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
مقدم اللقاء:
بسم الله ما شاء الله، معان جميلة وراقية في طلب العلي القدير فقِهَها أسلافنا فكانوا أسياداً، ما هي العوامل التي جعلت أجدادنا يحكمون العالم؟ وهل بمقدور شبابنا اليوم أن يعيدوا تلك السيادة وتلك القيادة كما كان أجدادهم؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله:

(( السلام عليكم دار قوم مؤمنين, وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا، فقالوا: يا رسول الله, ألسنا بإخوانك؟ قال بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض، فقالوا: يا رسول الله, كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟ قال: أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: فإنهم يأتون يوم القيامة غرًّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم: ألا هلم, ألا هلم, ألا هلم. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا. ))

[ صحيح مسلم ]

(( إن من ورائكم أياما الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عملكم. وفي رواية: قيل يا رسول الله أجر خمسين منا أو منهم؟ قال: بل أجر خمسين منكم. ))

[ أخرجه الترمذي ]

لأنكم تجدون على الخير مِعواناً ولا يجدون، الحق لا يقف، لكن قد يتسع وقد يضيق، والله عز وجل أمرنا أن نعبده، العبادة طاعة طوعية، هو خلقنا، حياتنا بيده، الموت بيده، الصحة بيده، المرض بيده، القوة بيده، الضعف بيده، الغنى بيده، الفقر بيده، كل شيء بيده، ومع كل كل كل ذلك ما قبل أن نعبده إكراهاً، قال:

﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ۚ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) ﴾

[ سورة البقرة  ]

بل أراد أن تكون العلاقة معه علاقة حب، قال: 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54)﴾

[ سورة المائدة ]


الحب في الله عين التوحيد والحب مع الله عين الشرك:


فالحب في الله عين التوحيد، أن تحب الله ورسوله، والأنبياء جميعاً والعلماء الربانيين جميعاً، والعمل الصالح ...إلخ.
أما الحب مع الله عين الشرك، أن تحب جهة تمنعك أن تصلي فاستجبت لها. الحب في الله عين التوحيد، والحب مع الله عين الشرك، فلذلك الإنسان يعني للتقريب: أب ميسور أرسل ابنه إلى باريس لينال الدكتوراه في إدارة الأعمال، هذا الشاب أبوه ميسور أرسله إلى باريس، يعني علة وجوده في باريس ما هي؟ الدراسة، علة وجوده الوحيدة الدراسة، ممكن يدخل لحديقة، يدخل لمطعم، يقتني مجلة ممكن، لكن علة وجوده، سبب وجوده، غاية وجوده الدراسة، إذا فهمنا أن الله خلقنا لنعبده ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ .
والعبادة: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية، تفضي إلى سعادة أبدية.

الفرق بين اللذة والسعادة:


إن لم يقل المؤمن -أعني ما أقول- ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني؛ لأن هناك لذة، وهناك سعادة، اللذة حسية، مادية، تحتاج إلى وقت، وإلى مال، وإلى صحة: 
في البداية : يوجد صحة ووقت ولكن لا يوجد مال. 
بالوسط: يوجد صحة ومال ولكن لا يوجد وقت. 
في النهاية: يوجد مال ووقت ولكن لا يوجد صحة.
ما سمح الله للدنيا أن تمد الإنسان بسعادة مستحيلة، بلذة متنامية مستحيلة، ومستقيمة مستحيلة، بلذة متدنية، هذا شأن الله عز وجل، ما سمح لنا أن نتعلق بالدنيا، الدنيا ليست هدفاً للإنسان، لماذا؟ ما هي اللانهاية؟ إذا تصورنا رقم واحد بالأرض وأصفار للشمس، 156 مليون كم أصفار، ما هذا الرقم؟ هذا الرقم إذا نُسب إلى اللانهاية فهو صفر، أكبر رقم تتصوره واحد بالأرض وأصفار للشمس، 156 مليون كم وبكل مل صفر، ما هذا الرقم! هذا الرقم إذا نسب للانهاية صفر.
لذلك نحن خُلِقنا للانهاية: 

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا ۚ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) ﴾

[ سورة النساء ]

معقول أن أضيع الجنة إلى أبد الآبدين فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من أجل سنوات معدودة كلها متاعب! فالبطولة أن نؤمن الإيمان الذي أراده الله عز وجل.
مقدم اللقاء:
الله أكبر، كل هذه المعاني تستدل كذلك بهذا، إن الله يزَع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
كلامي دقيق، تمام.
مقدم اللقاء:
كيف تسهم سيادة القانون، وإشاعة ثقافة المسؤولية والمساءلة في خلق مجتمع آمن متطور؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
النقطة الدقيقة:

(( المؤمن القوي، خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف  وفي كلٍّ خيرٌ ))

[ صحيح مسلم ]


إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً:


ما هي القوة؟ قوة المنصب، قوة المال، قوة العلم، المؤمن القوي بعلمه أو بماله أو بمرتبته وظيفته، لأن خيارات القوي بالعمل الصالح لا تعد ولا تحصى، ممكن أن تفتح ميتماً، مستشفى، تؤسس جامعة، الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، لذلك (المؤمن القوي، خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٍّ خيرٌ)   فلذلك القوة إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً؛ لأن خيارات القوي في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى، أما إذا كان طريق القوة على حساب مبادئك وقيمك، فالضعف وسام شرف لك، إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً؛ لأن خيارات القوي في العمل الصالح لا تعد ولا تحصى.
أعرف شخصاً في بلد عربي، أنشأ أربع أبنية، البناء عشر طوابق، الطابق ست بيوت، أي طالب علم يأتي بحسن سلوك من عالم رباني يعطيه بيتاً، كم بنت زوّجها؟ بالمئات، كم بيت فُتح؟ الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق، والله هناك مليون طريق إلى الله، الله واحد، أما الطرق إليه لا تعد ولا تحصى.
مقدم اللقاء:
بسم الله ما شاء الله.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:

حجمك عند الله بحجم عملك الصالح:


لكن قبل ذلك سيدي، حجمك عند الله بحجم عملك الصالح، والدليل

﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) ﴾

[ سورة الأنعام ]

شاهد آخر:

﴿ حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99( لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ۚ كَلَّا ۚ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) ﴾

[ سورة المؤمنون ]

إذاً علة وجودي في الدنيا بعد الإيمان بالله واليوم الآخر العمل الصالح، سمي صالحاً لأنه يصلح للعرض على الله، ومتى يصلح؟ إذا كان خالصاً وصواباً: 
خالصاً: ما ابتغي به وجه الله. 
وصواباً: ما وافق السنة.
مقدم اللقاء:
ومن العمل الصالح إصلاح ذات البين، وضع الإسلام قواعد اجتماعية مضبوطة في التعاملات مبنية على روح الإنصاف والقصاص، لكنّه رغّب في المصالحة، وحثّ على منهج الصلح، كيف يسهم هذا المنهج في استيعاب الاختلافات، ووأد مختلف الفتن؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
خالق السماوات والأرض، صاحب الأسماء الحسنى، والصفات العلا، بيده كل شيء، 

﴿ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)﴾

[  سورة هود  ]


الأسرة هي الدائرة الأولى:


خطط لنا أن تكون الدائرة الأولى هي الأسرة، يعني الأسرة هي الآن تُحارب بالعالم كله من أجل تفكك الأسرة، هذا موضوع طويل، ولكن يوجد حرب عالمية ثالثة على الأسرة، عُقِد ثلاثة مؤتمرات سكان، وأنا كنت مندوب سورية لمؤتمرين، وهناك مؤتمر مشابه؛ لأنهم قالوا أننا غلبناهم في ساحات المعارك، وغلبونا في غرف النوم، فهذا وزير خارجية أمريكا قديم جداً "كيسينغر" أراد أن تحل المثلية محل الزواج، وهناك ست مؤتمرات عُقدت، لكن:

﴿ وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21) ﴾

[ سورة يوسف ]


الأسرة أصل المجتمع:


﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ(22) ﴾

[ سورة الروم ]

الكون يعني.

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) ﴾

[ سورة فصلت ]

﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ﴾

[ سورة الروم ]

الرجل يسكن لعاطفة زوجته الجياشة، والمرأة تسكن لقيادة زوجها الحكيمة، فإذا اعتمدنا منهج خالق السماوات والأرض، وجعلنا الأسرة أساس حياتنا، لذلك الأسرة ترتقي إلى أعلى مستوى، من هنا جاءت الأسرة، نحتاج إلى زواج، فكلما سهّلنا على الشباب الزواج كنا أذكياء جداً، وحصّنّا هذا المجتمع.
الحاجة للزوجة والحاجة للزوج حاجة عميقة جداً بالإنسان، حتى يقول علماء النفس الحاجة للأمومة أكبر حاجة ببني البشر، فنحن إذا أهملنا الأسرة، أو فككنا الأسرة، أو استعضنا عن الأسرة بعلاقات لا ترضي الله، نزلنا في خندق عميق، فلذلك العالم كله الآن مع عدم الزواج، والموضوع طويل جداً.

﴿ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (46) فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ (47) ﴾

[ سورة إبراهيم ]

﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ الكون ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ هذه الواو عند النحاة علماء النحو حرف عطف، لكن عند علماء البلاغة حرف تماثل ومن آياته أيضاً ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ الرجل يسكن لعاطفة زوجته الجياشة، والمرأة تسكن لقيادة زوجها الحكيمة، فحينما تكون الأسرة مُعتنَى بها نحن بخير، في تقدّم وتألّق وتفوّق، أما إذا أُلغِيت الأسرة دخلنا في متاهة لا تنتهي، والعالم الآن يمشي في متاهة خطيرة جداً.
مقدم اللقاء:
وللخروج من هذه المتاهات متاهات العالم يطرح الغرب الآن نظريات في الحوكمة الراشدة، وتتبجح هذه الأمم الحديثة اليوم بأنها من ابتكارها بعدما عانت من هذه الويلات التي سبق الحديث عنها، ويلات الفساد، ولنا نحن في تاريخنا الإسلامي نماذج رائعة للحوكمة الراشدة، فهل بالإمكان أن تذكر لنا أبرز هذه النماذج؟

وحي السماء ووحل الأرض:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
لكن قبل ذلك سيدي، ممكن أن نجعل تشريع البشر أصحاب الأهواء والمصالح، أريد أن أقول كلمة دقيقة قليلاً: بالأرض يوجد مصالح وشهوات، في السماء يوجد مبادئ وقربات، يعني دولة ممكن أن تحقن دماء مليون إنسان بهاتف، يستمر القتل، مصالح وشهوات، قد تكون مصلحة أن تكون مع الباطل لا مع الحق، العالم تحكمه المصالح والشهوات، كفكر مصالح، كحركة شهوات، أما وحي السماء مبادئ وقربات.
المشكلة بين أن نركن إلى تشريعات الأرض، الإنسان أحياناً يكون جاهلاً، أحياناً يكون أنانياً، أحياناً يكون متميزاً، أحياناً يكون قوياً، كل أمراضنا من بني البشر غير الذين يسلكون حركة وفق منهج الله، أسعد شيء أن تكون الحركة وفق منهج الله، لا يمكن أن يكون في منهج الله ولا ثانية من عدم الصِّحّة.
الله عز وجل خالق الأكوان، صاحب الأسماء الحسنى والصفات العلا، هو خالق الكون، ﴿وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ﴾ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ .
مقدم اللقاء:
إذاً نستطيع أن نقول بأن كل شيء يدور حول ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾
الدكتور: محمد راتب النابلسي:

﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ ۖ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ( 6) ﴾


أنواع آيات الله:


الآيات هي القنوات الوحيدة والفريدة السالكة لمعرفة الله، ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ هنا الشاهد ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ فالآيات كونية، آيات تكوينية، آيات قرآنية، 
الآيات الكونية: التفكر. 
التكوينية: فعل، أفعال الله. 
القرآنية: كلامه. 
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ هذه المؤسسة أقدس مؤسسة، ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ إذاً: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ﴾ ﴿وَ﴾ هذه الولو هنا عند النحاة حرف عطف، ولكنه حرف تماثل عند البلاغيين ﴿ومِنْ آيَاتِهِ﴾ أيضاً ﴿أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا﴾ الرجل يسكن إلى عاطفة زوجته الجياشة، والمرأة تسكن إلى قيادة زوجها الحكيمة، فإذا اعتمدنا الأسرة لبِنَة أولى في المجتمع، والله مئات الأمراض ننجو منها. 
مقدم اللقاء:
هذه الأمراض ننجو منها برحمة العلي القدير، والمسلم اليوم يقف أمام أسئلة عديدة، ومن أهم الإشكالات التي تُطرح هي استدعاء النصوص وإسقاطها في غير موضعها، مما ولّد التطرّف والغلوّ، والابتعاد عن واقع العمل الحقيقي، كيف للدعاة والمفتين والمشائخ أن يصوِّبوا هذا الفعل، فعل استدعاء النصوص، وكيف نجيب عن أسئلة الغد المقلقة.

صور من الإعجاز العلمي في القرآن:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله لا أبالغ، النقطة الدقيقة أن عندنا وحي السماء ووحل الأرض، الوحل: مصالح وشهوات، وحي السماء: مبادئ وقربات، ومن آياته، الكون من آياته. 
للتقريب: الأرض تدور حول الشمس بمسار إهليلجي، يعني بيضوي، هذا المسار له قطران: قطر أطول، وقطر أصغر، الأرض هنا، اتجهت نحو القطر الأصغر، المسافة قلّت، الجاذبية زادت، فلابد من أن تنجذب الأرض إلى الشمس وتنتهي الحياة بدقائق، ترفع الأرض سرعتها لينشأ من رفع السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة تبقى على مسارها، 

﴿ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا ۚ وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ ۚ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)﴾

[ سورة فاطر ]

شيء مخيف، المسار بيضوي ليس دائرياً، الأرض هنا والشمس هنا، هنا المسافة قلّت انتقلت من القطر الأطول للأصغر، قلّت المسافة، ازدادت الجاذبية، فإذا انجذبت إلى الشمس تنتهي الحياة بزمن قصير جداً، ترفع الأرض سرعتها لينشأ من رفع السرعة قوة نابذة تكافئ القوة الجاذبة فتبقى على مسارها، نتابع الآن، هنا المسافة طالت، الجاذبية ضعفت، لما ضعفت الجاذبية لابد من تفلّت الأرض من أشعة الشمس، الحرارة 260 تحت الصفر، تنتهي الحياة قطعاً، بانجذابها وفرارها، يد مَن؟ علم مَن؟ قدرة من؟ حكمة مَن؟
شيء آخر سيدي، قال الله تعالى:

﴿ وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ (1) ﴾

[ سورة البروج ]

البرج يعني آلاف مؤلفة من النجوم والكواكب، من هذه الأبراج برج العقرب، مرة كنت بأمريكا دخلنا لمتحف فلكي رأيت هذا البرج بعيني، وضعوا النجوم ووصلوا بينها بخطوط، فإذا هي كالعقرب تماماً، في هذا البرج نجم أحمر متألق، اسمه "قلب العقرب" يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما، شيء لا يُصدَّق، الشمس تكبر الأرض بمليون و300 ألف مرة، يعني يدخل في جوف الشمس مليون و300 ألف أرض، وبينهما 156 مليون كم، وقلب العقرب يتسع للشمس والأرض مع المسافة بينهما.
هذا الإله العظيم يُعصَى؟ ألا يُخطَب وده؟ ألا تُرجى جنته؟ ألا تُخشى ناره؟

تَعصي الإِلَهَ وَأَنتَ تُظهِرُ حُبَّهُ  هَذا مَحالٌ في القِياسِ بَديعُ

لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ   إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ

[ الإمام الشافعي ]


مطلق الآيات هي القنوات الوحيدة والفريدة لمعرفة الله:


أخي الكريم: آية الأمر بالقرآن ماذا نفعل بها؟ نأتمر، آية النهي بالقرآن ننتهي، آية القصة نتعظ، ماذا نفعل بـ 1300 آية تتحدث عن النفس والإنسان؟ عن الإنسان والنفس:

﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) ﴾

[ سورة آل عمران ]

﴿وَيَتَفَكَّرُونَ﴾ فعل مضارع يفيد الاستمرار، إذاً: الآن بدأنا الآيات مطلق الآيات هي القنوات الوحيدة والفريدة لمعرفة الله، والدليل: ﴿فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ﴾ الكونية: تفكّر، ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا﴾ الآن الكونية خلقه، والتكوينية أفعاله:

﴿ قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ(69) ﴾

[ سورة النمل ]

فـ، يوجد فاء هنا،آية ثانية:

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) ﴾

[ سورة الأنعام ]

الفاء للترتيب على التعقيب، وثم للترتيب على التراخي.
لي صديق قاضي شرعي له مكانة كبيرة، كان هناك مشكلة لسنا بحاجة إلى تفاصيلها، فدُعي أحد الطرفين أن يقسم على المصحف، وضع يده على المصحف، القصة أن هناك بيت بأرقى أحياء دمشق توفي صاحبه فجاء إنسان وأبرز وثيقة شراء للبيت من عشر سنوات، الوثيقة متقنة جداً تكاد تكون صحيحة، فدعاه لحلف اليمين، فحلف اليمين وأمسك الطاولة بيده اليسار، ورفع يده ولم ينزلها، فغضب القاضي وقال له: أنزل يدك، فتبين أنه قد مات، توفي في قاعة المحكمة، هذه ﴿قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ﴾ هذه بالفاء، أما ﴿ثُمَّ انظُرُوا﴾ لي أيضاً صديق حضر إعدام شخص بمكان معين بالشام، بقلعة، فهذا الذي سيُعدم قال أنا متهم بقتل إنسان لم أقتله، أنا قتلت شخصاً من ثلاثين سنة.
إذاً: الآيات الكونية خلقه ، التفكر. 
التكوينية: أفعاله ، نظر، نظر مع الفاء، نظر مع ثم. 
القرآنية كلامه : تدبر. 

﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ۚ لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ۚ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) ﴾

[ سورة الأنعام ]

تمت، يعني يا عبادي بيني وبينكم كلمتان: منكم الصدق ومني العدل، تتفاوتون عندي بصدقكم، وأنا أعدل بينكم.
مقدم اللقاء:
كل هذا التبحر في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، دعني أسألك سؤالاً شخصياً: ما الذي أضافه لك هذا التبحر في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، والسنة النبوية المشرفة؟

العلم الوحيد الذي يقنع الآخر هو الإعجاز العلمي:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أنا قناعتي الآن العلم الوحيد الذي يقنع الآخر هو الإعجاز العلمي، مثلاً: أول مركبة فضاء وصلت للقمر "أبولو 8" أحد رواد الفضاء بعد 56 دقيقة صاح بأعلى صوته: لقد أصبحنا عُمياً لا نرى شيئاً، ما الذي حدث؟ المركبة تجاوزت طبقة الهواء، التغى انتثار الضوء، صار هناك ظلام دامس، حسناً، هذه قصة بأبولو 8، تفتح القرآن: 

﴿ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ (15)﴾

[ سورة الحجر ]

هناك 1300 آية بالقرآن تقرأ الآية بكل كيانك تشعر بلا تردد أن الذي خلق الأكوان أنزل هذا القرآن، ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَّسْحُورُونَ﴾ 1300 آية، أنا أتمنى من الإخوة المشاهدين أو المستمعين أن يجعلوا هذه الآيات عنواين تفكر، الآية الدقيقة والعظيمة ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ﴾ فعل مضارع مستمر ﴿فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ هذه الكونية تفكر، التكوينية نظر: ﴿قُلْ سِيرُواْ فِى ٱلْأَرْضِ فَٱنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُجْرِمِينَ﴾ والثانية: ﴿قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انظُرُوا﴾ هذه أفعاله، الكون خلقه، تفكر، الحركة أفعاله، نظر، القرآن كلامه، تدبر، ﴿وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا﴾ يعني يا عبادي بيني وبينكم كلمتان: منكم الصدق، وأنا أعدل بينكم.
مقدم اللقاء:
ما أروع هذه الاستدلالات، التأمل فيها والتفكر فيها من الروعة بمكان.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
1300 آية سيدي.
مقدم اللقاء:
تغنينا عن كل شيء.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
قلت قبل كل شيء، أنا أسمع الأمر أَأْتمرُ بالقرآن، النهي أنتهي، القصة أتَّعظ، 1300 آية رؤوس موضوعات التفكر، الأصل في هذا الدين ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ* الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾
أمامي كأس ماء هنا، هذا الماء فيه صفة لولاها لَمَا كان هذا اللقاء، ولا كان الشرق الأوسط، ولا كان هذا البلد، لولاها ما كان هناك شيء إطلاقاً، لماذا؟ جعل الله قانوناً ثابتاً، جامعاً، مانعاً، قاطعاً، الأشياء إن كانت صُلبة كالصخر، أو سائلة كالماء، أو غازية تتمدد بالحرارة، قانون يسري على الجماد، والنبات، والحيوان، إلا الماء له خاصة لولاها لمَا كانت هذه الجلسة، ولمَا كان المغرب العربي كله.
مقدم اللقاء:
هذا السر الذي يدفعنا إلى معرفة ما في الماء.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هذا الماء ينفرد من بين كل العناصر في الأرض منها الجامد الصلب، منها السائل، منها الغازي، بالحرارة يتمدد، بالبرودة ينكمش، إلا الماء، الحرارة 20، نزلت للـ15، للـ 10، للـ 5، الآن دقق: زائد 4 تنعكس الآية ويزداد حجم الماء، لولاها لما كان هناك حياة أساساً، لولاها كلما تجمدت طبقة من الماء بالبحار رست إلى الأسفل، الطبقة الثانية رست، بعد حين ينعدم التبخر، تنعدم الأمطار، تموت النباتات، تموت الحيوانات، يموت الإنسان، كل شيء تراه في هذا الكون لولا هذا الاستثناء من قانون التمدد، كل شيء تراه من جبال، من سهول، من هضاب.
مقدم اللقاء:
هذا الاستثناء هو الذي صنع الفرق.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
عفواً، أحضر قارورة واملأها بالماء حتى النهاية، وأحكم إغلاقها وضعها في الثلاجة تنفجر، فالماء إذا أراد أن يتمدد لا يوجد قوة تقف أمامه، الآن لقلع الصخور، يحفرون أربع حفر إسطوانية يملؤونها بالماء ويجمدونه فتُقلع قطعة الرخام كلها، الماء حينما يتمدد لا يوجد قوة في الأرض تقف أمامه.
مقدم اللقاء:
سبحان الله! أنا الذي أعجبني في بداية إجابتك عن السؤال، قلت الذي يهمنا هو التفكر والآخر، نحن والآخر مسافات في الفكر والدين والقيم، كيف يسهم فهم القرآن الكريم في التقريب بين تلك المسافات، والحد بالتالي من تباعد الإنسان عن أخيه الإنسان؟

الإسلام الفردي والإسلام الجماعي:


الدكتور: محمد راتب النابلسي:
أريد أن أقول لك كلمة دقيقة الآن إن سمحت لي: لدينا إسلام فردي، وإسلام جماعي، الفردي: أنت تملك دائرة معينة لك فيها القرار، فأنت دائرة بإمكانك أن تصلي أو لا تصلي، تصدق أو لا تصدق –لا سمح الله- تبيع بضاعة مغشوشة كُتب عليها صنع ألمانيا وهي صنع الصين أو كذا، فأنت كفرت، هذا إسلام فردي، الآية تغطيه:

﴿ مَّا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) ﴾

[ سورة النساء ]

وحدك، لو كان في الأرض شخص واحد شكر الله على نعمة الإيجاد، والإمداد، والهدى والرشاد، واستقام على أمره، هذا إسلام فردي، هذا يخفّف رَوْع ما يجري في العالم الآن، أنا أملك نفسي، وأملك بيتي، وأملك عملي، فإذا أقمت أمر الله في ما أملك، انتهت مسؤوليتي الجزائية، لكن أنا أنقل فكري للعالم كله، أنا طموح جداً في الدعوة لله، لكن كمسؤولية جزائية أنت محاسَب عن دائرة تملكها، فأنت دائرة بإمكانك أن تصلي أو لا تصلي، تكون صادقاً ببيعك أو غير صادق لا سمح الله، وبيتك القرار فيه لك، وعملك، فإذا أقمت أمر الله فيما تملك كفاك ما لا تملك، فأنت مسؤول مسؤولية جزائية، محاسبية عن دائرة تملكها، أما: 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) ﴾

[ سورة الأنفال ]

الإسلام الأممي صار الآن، هذه الأمة مادامت تطبق منهج النبي لا يوجد قوة تقهرها-تهزها-، ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ﴾ يا محمد مادامت سنتك مُطبّقة في حياتهم بعد موتك ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ ما معنى وَمَا كَانَ اللَّهُ﴾ هذه دقيقة قليلاً؛ أحياناً أُسأل: هل أنت جائع؟ أقول: لا، أما إذا إنسان محترم جداً، وله مكانة كبيرة، وعالم جليل، قال له أحدهم: هل أنت سارق؟ لا تصح هذه.
مقدم اللقاء:
غير مقبولة.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
لا يجيبه بـ "لا" يجيبه: "ما كان لي أن أسرق" هذا نفي الشأن صار ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ﴾ مستحيل ومليار مستحيل أن نُعذّب ومنهج النبي مُطبَّق في حياتنا.
مقدم اللقاء:
الإعجاز البلاغي في القرآن الكريم.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هذه هي، هذا اسمه نفي الشأن، يوجد نفي الحدث، ونفي الشأن، هل أنت جائع؟ يقول لك: لا، فقط، أما إنسان له مكانة كبيرة هل أنت سارق؟ لا يقول: لا، يقول: ما كان لي أن أسرق، لا أفعل، ولا أصمت، ولا أدعم، عدّ العلماء 15 فعلاً.
مقدم اللقاء:
ونحن من هذه الأفعال نبحث عن الدروس المستقبلية التي نختتم بها لقاءاتنا هذه، ما الذي نستنبطه من جائحة كورونا كدرس؟ أما آن الأوان كي نعود إلى مربع: الله، الإنسان، الأرض المستقبل؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
لي جواب دقيق قليلاً، أنت مدير مؤسسة، مدير ثانوية، مدير دائرة، وزير، لديك موظفون، ما الصلاحيات التي تملكها في التعامل معهم؟ إما أن تدعه كما هو، أو أن تعاقبه، أو أن تكافئه، فقط، الله له معنا مليون خيار، أرسل لنا فيروساً لا يُرى بالعين، الخسائر بالمليارات، الطيران توقف، السفن توقفت، يعني أنا كإنسان خياري مع من حولي خمس خيارات؛ أبقيه كما هو، أكافئه، أعاقبه، أُقِيله من عمله، أربعة فقط، الله له معنا مليار خيار، منها الكورونا، والله أعتقد أن هناك مليارات خسروا، أكبر حاملة طائرات في العالم فيها سلاح نووي، يرسل قائدها رسالة إلى رئيسه في أمريكا يقول فيها: أنجدنا، الموت يومي، يعني بتعبير آخر: خيارات الله مع عباده لا تنتهي.
ابن آدم اطلبني تجدني، فإذا وجدتني وجدت كل شيء، وإن فتك فاتك كل شيء، وأنا أحب إليك من كل شيء.
مقدم اللقاء:
أحبابنا في هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم طلبوا العلي القدير بأن يستضيفوك، وأن يقدّرهم العلي أن يستضيفوك في الجزائر، وأن نستضيفك نحن في التلفاز الجزائري، فماذا عساك تقول للمشاهد الجزائري عبر شاشة التلفاز الجزائري؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
بارك الله بك، هذا البلد الطيب مُورِس عليه تجهيل من قِبَل فرنسا، لـ120 سنة، فأنشأ عنده رغبة بالعلم استثنائية، مُورِس عليه عملية تجهيل، أنا تابعت تاريخهم، فنشأ عند الشعب حاجة للعلم، هذا القطر فيما أراه، أو فيما أعتقد أن الرغبة بالعلم تفوق أي قطر آخر، من العمل السلبي السابق.
مقدم اللقاء:
كلمتكم في هيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم للجزائر؟
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
والله الإعجاز العلمي هو الآن العلم الوحيد الذي يقنع الآخر، مثلاً: لقد أصبحنا عمياً، هذه مركبة أبولو 8، يقول رائد الفضاء: لقد أصبحنا عمياً، ما الذي حصل؟ لما تجاوزوا طبقة الهواء التغى انتثار الضوء فصاروا عمياً ﴿وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ* لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا﴾ 1300 آية كهذه الآية، تؤكد بالدليل القطعي أن الذي خلق الأكوان أنزل هذا القرآن.
مقدم اللقاء:
فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي كانت لنا هذه الفسحة في فضاءات مختلفة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، الإيمان والعمل، وغيرها من اللفتات، نشكرك شكراً جزيلاً على هذا النزول، وعلى هذه الإضاءات.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
هذا أقل واجب، أنا أحب هذا البلد.
مقدم اللقاء:
ونحن نحبك في الله، أحبك الله الذي أحببتنا فيه.
الدكتور: محمد راتب النابلسي:
تاريخه سبب له اهتماماً بالعلم يزيد على بقية الدول التي حوله.
مقدم اللقاء:
نشكرك شكراً جزبلاً، مشاهدينا الكرام كانت هذه فسحتنا في هذا النزول مع برنامج "ضيف الجزائر" بفضاءات مختلفة جُلنا وصُلنا، إلى أن نلقاكم مع ضيف آخر من ضيوف الجزائر على شاشات التلفاز الجزائري السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور