وضع داكن
27-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 137 - لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم آكل الربا......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الأخوة الكرام: مازلنا في إتحاف المسلم بما في الترغيب والترهيب من صحيح البخاري ومسلم والحديث اليوم الترهيب من الربا.
الله جل جلاله أراد أن يكون المال بين أيدي جميع الناس وقد ذكر في قرآنه الكريم بقوله تعالى:

﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ﴾

[ سورة الحشر: الآية 7]

 الحالة المرضية أن يكون المال متداولاً بين الأغنياء محروماً منه الفقراء، هذه الحالة وراء معظم مشكلات الناس الآن انتشار الجريمة انتشار الدعارة الحروب أعمال العنف كلها وراءها هذا الفرق الشاسع بين الأغنياء والفقراء.
 الآن في الأرض أيها الإخوة الكرام: عشرة بالمئة من سكان الأرض يملكون تسعين بالمئة من ثرواتها وتسعين بالمئة من سكان الأرض يملكون عشرة بالمئة من ثرواتها، أصل التصميم أن يكون المال متداولاً بين كل الناس، الحالة الطبيعية تجد بلداً كل إنسان عنده بيت وعنده مركبة وطبابته مجانية وأموره كلها ميسرة، معنى ذلك أن الكتلة النقدية موزعة بين كل أفراد المجتمع، أما إذا امتلك أناس قليلون الأموال الطائلة وحرم من هذه الأموال الكثرة الكثيرة معنى ذلك أن طريقة كسب المال ليست مشروعة أحد أساليب كسب المال غير مشروعة الربا.
الربا أيها الإخوة الكرام: بشكل مختصر المال يلد المال، بينما الأعمال ينبغي أن تلد المال حينما تلد الأعمال المال نصف الأرباح تذهب مصاريف، أنت عندك أرض وظهر فيها وباء تحتاج إلى مهندس زراعي وإلى دواء وإلى بخاخ وإلى مصاريف كثيرة جداً معنى أن ربحك توزع بينك وبين مئة إنسان، أي عمل تجاري أو صناعي أو زراعي، الربح يوزع بين شريحة كبيرة كلهم ساهموا معك، أما إذا ولد المال المال عن طريق الربا ما شغلت أحد وأنت لم تعمل وضعت المال في البنك وارتحت لا في مغامرة لا في مخاطرة لا في تضحية لا في توفير فرص عمل للناس.
فلذلك الربا يهدم الأمة، بالربا تجد الأغنياء غنى فاحش، بالمقابل فقراء فقر مدقع، هذا التفاوت الطبقي الكبير الذي يسببه الربا، الربا يشبه كرة الثلج إذا أطلقتها فوق الثلج تتضاعف حجمها بسرعة بالغة المال يلد المال، أما الأعمال حينما تلد المال تحتاج إلى جهد ومغامرة وإلى خبرات وما إلى ذلك.
لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ ))

 

[ البخاري، مسلم، النسائي، أبو داود ]

 هذه السبع الموبقات، يعني سبع كبائر، سبع جرائم سبع عوائق بينك وبين الله، الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات.
لذلك يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( عَنْ جَابِرٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ ))

 

[ مسلم، أحمد ]

 يعني ملعون يعني مقطوع يعني بعيد عن الله عز وجل، وموكله الذي أعانه، إذا كان لك جار مرابٍ يقرض بالربا وأنت معك مئتي ألف فائضات عن حاجتك قلت له خذ هاتين المئتين واستعن بهما على عملك وأنا ورع جداً لا أريد فائدة أبداً، حلال أم حرام ؟ جار مرابٍ اترك البنك على جنب، جار مرابٍ ساكن إلى جانبك يدين بالفائدة وأنت معك مئتي ألف وأنت ورع تخاف أن تأكل ربا قلت له ضعهم عندك واستعملهم والله يهنئك بهم لكن أنا أخاف أن آكل ربا لا أريد فائدة عليهم، يقول لك فضلت علي حولك إنسان آخر ابعث لي إياه.
هو أقرضهم بالفائدة وربح، الآن معظم الناس الحمد لله لا آكل فائدة أنا أضع مالي ولا آخذ فائدة، أنت قويت مؤسسة ربوية لو ما أخذت أيضاً آثم:

 

(( عَنْ جَابِرٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ ))

 

[ مسلم، أحمد ]

 يعني غريب كيف المسلمين متوهمون أن الإيداع من دون فائدة ما فيه مشكلة أنا يا أخي لا آكل ربا، أنت دعمتها قويت مؤسسة ربوية هذا الحديث يؤكد ذلك رواه الإمام مسلم:

 

((عَنْ جَابِرٍ قَالَ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آكِلَ الرِّبَا وَمُؤْكِلَهُ وَكَاتِبَهُ وَشَاهِدَيْهِ وَقَالَ هُمْ سَوَاءٌ ))

 

[ مسلم، أحمد ]

 كما قال عليه الصلاة والسلام شاربها وحاملها وعاصرها ومعتصرها والمحمولة إليه وناظرها كلهم سواء، لذلك قالوا ما حرم فعله حرم الاستماع إليه وحرم النظر إليه، الشيء الحرام ينبغي أن تبتعد عنه.

 

(( عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى أَرْضٍ مُقَدَّسَةٍ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ وَعَلَى وَسَطِ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا فَقَالَ الَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُ الرِّبَا ))

 

[ البخاري، مسلم، الترمذي، أحمد ]

 يعني في خبر طيب أن بلدنا أقل البلاد في العالم إعلان إفلاسات، أقل بلد في العالم يمضى سنة سنتين ما في ولا إفلاس، يرجع ذلك إلى أن أكثر التعامل بعيد عن التعامل الربوي ما في شركات مبنية على قرض ربوي، الذي يحصل أن كل المؤسسات إذا بنيت على قرض ربوي يمحق الله الربا، لي قريب كان في أمريكا له جارة قال لي بقيت تدفع أقساط ربوية خمس عشرة سنة لبيت تسكنه وحتى الآن لم يبدأ دفع ثمن البيت صار في خطأ مرضت عملت عملية توقف راتبها في خطأ صار الآن البيت يباع بالمزاد، خمس عشرة سنة تدفع الفوائد.
كنت مرة في لبنان قيل في قرض ثلاثين مليار نصف الدخل القومي بكل لبنان لا يساوي خدمات هذا القرض يعني فوائده، نصف الدخل القومي لا يساوي خدمات هذا القرض، قضية القروض الربوية مدمرة، قال تعالى:

 

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 276]

 إذاً طبعاً في أحاديث كثيرة جداً، لكن ما في معصية على الإطلاق توعد الله مرتكبها بالحرب إلا الربا، لأن بالخمر تضر نفسك وبالزنا تضر معك فتاة وبالربا تهدم أمة، لمجرد أن يلد المال المال الأموال سوف تجمع بأيدي قليلة وتحرم منها الكثرة الكثيرة وحدث ولا حرج عن نتائج هذه الظاهرة المرضية، هل تصدق في دراسة اجتماعية للمومسات خمسة وتسعين بالمئة منهن لسن فاسدان لكنهن فقيرات هذه دراسة معنى الربا أفقر شريحة كبيرة هذه الشريحة ما في طريق، طبعاً ما في وازع ديني ما في طريق لكسب المال إلا عن طريق أن ترتزق بجسمها إذاً من آثار الربا، ارتفاع نسب الجريمة والاحتيال اسأل ضباط الأمن الجنائي يقول مع موجات الفقر تتصاعد حالات الاحتيال والجرائم والفقر، كاد الفقر أن يكون كفراً.
دائماً الربا قال تعالى:

 

﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ﴾

 

[ سورة البقرة: الآية 276]

 النظام الاقتصادي في الإسلام مهم جداً، يفتوا في مصر ليشبعوا، لو أنك أنت التقيت برسول الله وهو سيد الخلق وحبيب الحق وسألته سؤالاً مرتباً وأفتى لك كما تريد ولم تكن محقاً هل تنجو من عذاب الله ؟ لا تحتاج إلى أزهر رسول الله بنفسه قال عليه الصلاة والسلام:

(( عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أَلْحَنُ بِحُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بِحَقِّ أَخِيهِ شَيْئًا بِقَوْلِهِ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنْ النَّارِ فَلَا يَأْخُذْهَا ))

[ البخاري، مسلم، النسائي، أبو داود، ابن ماجه، أحمد، مالك ]

 إذا أمسكت كأساً وقلت لي هذا إبريق تصبح إبريقاً ؟ إذا أنت غيرت التسمية أنت وضعت مبلغك في بنك وقلت هذه أمانة أنا أحببت أن أضع مالي وديعة هذا البنك مذوق جداً ما نسيك فأعطاك عائدة وليس فائدة أنا عوض أن أودع إيداع ربوي أودعت وديعة لوجه الله أبتغي بها رضوان الله والبنك مذوق أعطاني عائدة التغى الربا بهذه الطريقة، ذهب فتح بيت دعارة عملوا له عقد زواج خرج طلق، هذا زواج صار.
 في مليون حيلة شرعية لو غيرنا الأسماء الحقائق ثابتة، أساساً بيوت الدعارة في العصور القديمة كيف كانت ؟ بهذا الشكل واحد يجلس على المدخل يعمل له عقد زواج يخرج يطلق يأخذ قرشين، يمكن أن تفعل كل المنكرات بحيل شرعية أنت أودعت مالاً تريد ربحاً ثابتاً عليه بالمئة ثمانية، أنا سوف أسمي المال وديعة وأسمي الفائدة عائدة التغى الربا ؟ وأنت تسمي الزنا زواجاً والوصل عقد زواج، إذا تريد أن تعمل حيل شرعية لا تنتهي الحيل الشرعية، قضية الفتوى أنا قلت أبلغ لو معك فتوى من سيد الخلق ولم تكن محقاً لا تنجو من عذاب الله.

إخفاء الصور