وضع داكن
26-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 103 - من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا........
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 

 الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الأخوة:
 أمامي باب أسمه الترغيب في الرمي في سبيل الله وتعلمه ، والترهيب من تركه بعد تعلمه ورغبة عنه ، كما ترون الحقيقة الإنسان تأتيه حالات ليس عنده ما يقوله لأنه الذي نراه العقل لا يصدقه ، الوحشية التي نراها لم يسبق في التاريخ مثلها ، والله عز وجل في القرآن الكريم قال:

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ﴾

( سورة الأنفال الآية: 60 )

 فإن لم تكن قوياً كل شيء يهدم ، وكل معهد يغلق ، وكل منهاج يلغى ، وكل مؤمن يقتل ، القوة هي أصلاً في الدين " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ " وحينما أهمل المسلمون هذه الفريضة يدفعون الآن ثمناً باهظاً من كرامتهم ومن أرضهم ومن أموالهم ومن شبابهم ومن كرامتهم.
فأيها الأخوة الكرام:
أقول لكم كلمة دقيقة يقول عليه الصلاة والسلام:

 

((عن زيد بن خالد الجهني عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: "من جهز غازيا في سبيل الله فقد غزا ))

 

[ أخرجه مسلم ]

 يعني إذا استطعت بطريقة أو أخرى أن ترسل شيئاً من هذا المال لمن هدم بيته لمن هو جريح ، والله سمعت خبر صباحاً لا أصدق جريح على بعد مرتين من المستشفى قطعت يده خرجت ممرضة كي تسحبه إلى المستشفى فقتلت ، إلى أن مات نزفاً ، ما رأيت إنسان بهذه الوحشية ، ما رأيت عدوان بهذه الوحشية ، ما مكافئ أبداً ، جيش من أعتا الجيوش ومن أقواها إلى قرية ، هدمت مئات البيوت البارحة كي يشق الطريق ، على أهلها ما في شيء أتكلمه ، والله ما تمنيت في حياتي أن أسكت كهذه الأيام ، ما شيء أتكلمه إطلاقاً ، نحتاج إلى أن نعد أنفسنا ، أتقن عملك ، افعل شيء للمسلمين ، نحتاج إلى سنة صمت ، صمت مطلق ولا كلمة ، لكن معنا نقدم شيء ، نوفر من طعامنا من شرابنا ، لأنه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منه.
أيها الأخوة ، يقول الله عز وجل:

 

﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 60 )

 في علم الأصول أصول استنباط الأحكام ، القوة هنا مطلقة القوة ، أل الجنس القوة ، ولكل عصر قوته ، في عهد النبي القوة رباط الخيل ، فعطف الخاصة على العام " وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ " القوة رادعة ، والدليل:

 

﴿ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 60 )

 فينبغي أن تكون القوة رادعة ، لكن ينبغي أن يكون هذا الذي تقاتله عدواً لله وعدواً لك ، تطابق عداوته لله مع عداوته لك في وقت واحد ، وأقول لكم عشرات المرات هذه القوة التي أمرنا أن نعد لها ليست القوة المكافئة ، وإلا شيء مستحيل ، في غفلة من الزمان تفوقوا تفوقاً كبيراً ، أنا قلت لكم أن هذه الطائرة البي 52 صنعت عام 61 وهي صالحة لعام 2040 وليس هناك مطار يتحملها ، تنطلق من أمريكة إلى شرق آسيا تقصف وتعود في35 ساعة ، طياران مستمر.
فيا أيها الأخوة:
 الأمر أكبر من أن نتصوره ، يعني هذا الصراع الذي في فلسطين ليس بين اليهود وبين الفلسطينيين ، هذا صراع بين الحق والباطل ، من قاتل دون أرضه فهو شهيد ، من قاتل دون بيته فهو شهيد ، من قاتل دون ماله فهو شهيد ، من قاتل دون عرضه فهو شهيد ، لكن هذا الصراع يندرج بين معركة الحق والباطل.
شيء آخر:
 نحن حينما نأخذ قاعدة أن السلام هو مطلب أساسي لنا ، الطرف الآخر لم يقبله يعني حصل بمؤتمر القمة تنازلات لا حدود بها ، قبلنا بهم ، وقبلنا بالتعايش معهم ، وقبلنا بتطبيع العلاقة معهم ، ردوا على هذه القرارات بهذا الاجتياح اللئيم الوحشي القاسي ، فإذاً القضية لا يمكن إلا نطلب من الله أن ينصرنا نصراً عزيزاً ، لماذا لا نرى أننا أهلاً كي ننتصر ؟ الله عز وجل قال:

 

﴿ وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً (3)﴾

 

( سورة الفتح ).

 والله عز وجل الأمر بيده قال:

 

﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾

 

( سورة آل عمران الآية: 126 ).

 وقال:

 

﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾

 

( سورة محمد الآية: 7 )

 وقال:

 

﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)﴾

 

( سورة الصافات )

 وقال:

 

﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51)﴾

 

( سورة غافر )

 هذا كلام الله عز وجل ، وكلام الله عز وجل قطعي الدلالة ، وقعي الثبوت ، إذاً أي شيء تقوي به أمتك إتقان عملك قوة ، طبعاً:

 

(( مَنْ جَهّزَ غَازِياً في سَبِيلِ الله فقد غَزَا ، وَمَنْ خَلَفَ غَازِياً في أهْلِهِ فَقَدْ غَزَا ))

 

[ متفق عليه ]

 يعني أنا سمعت أن كثير أخوانا من الضفة الغربية لهم أولاد يدرسون في الشام وفي لبنان وفي بلاد أخرى ، وقطعت عنهم الإمدادات ، فإذا أنت أنبت هؤلاء الطلاب ليتابعوا دراستهم كأنك خلفت غازياً في أهله بخير ، يعني فكر أنه كفاية سماع ، وكفاية كلام ، فكر أن السماع لم يعد يجدي ، الكلام كله لم يعد له معنى ، أي شيء تقوله لا معنى له ، فكر أن أفعل شيئاً ، أن أجهز غازياً ، أن أقدم شيء ، لم أقدر ، لا أجهز غازي ولا أن أخلف غازي في أهله ، طيب أقوي المسلمين ، كيف ؟ بإتقان عملي ، بتقديم خدمات للمسلمين ، تخفف أعباءهم أنصحهم ولا أغشهم ، لا أربح عليهم أرباحاً طائلة ، لا أضعفهم أقويهم ، ما في إنسان يعجز عن أن يقدم لهذه الأمة شيئاً ، والله عز وجل قال: ربى درهم سبق ألف درهم ، درهم تنفقه في إخلاص خير من مئة ألف درهم ينفق في رياء.
أيها الأخوة:
يقول عليه الصلاة والسلام:

 

(( وَأعِدّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوّةٍ ألاّ إنّ القْوّةَ الرّمْيُ ألاَ إنّ القُوّةَ الرّمْيُ ألاَ إنّ القُوّةَ الرّمْيُ ))

[ عن عقبة بن عامر الجهني ]

 على كلٍ حتى نتوازن دائماً يجب أن نفكر بالإيجابيات ، يعني ألا ترى أن العالم كله قاسيه ودانيه ، يعني والله قرأت خبرين في موقع معلوماتي ألقيتهما من على المنبر الخبر الأول:
 أن شركة عملاقة نرويجية أرادت أن تعاقب إسرائيل على عدوانها ، فمنعت بيع بضاعتها في متجرها ، وهذه البضاعة التي تأخذها من إسرائيل تساوي ربع إنتاج بيع المحل شركة نرويجية لا تحتمل عدوان هذه القوة الطاغية ، فتمنع بضاعة اليهود من أن تابع في متجرها ، ونحن ماذا ننتظر ؟ هذا الخبر مضحك مبكي ، مبكي ، نحن ماذا ننتظر ؟ والله أينما ذهبت بالعالم الإسلامي مطاعم ماكدونالد بالأوج في أعداد كبيرة جداً ، كنت في لبنان البارحة في الطريق ، وفي اشتورة ، تذهب على الخليج ، الماكدونالد ، والكنتاكي ، والبيتزا بت والهات بيتزا ، والكوكا كولا ، والبيبسي ، والجي إن ، والجنرال متورز ، كلها صنع من هذه ؟ صنع أمريكا ، شركة نرويجية لا تحتمل عدوان هذه القوة الطاغية فتمنع بيع بضاعتها والخبر الثاني:
 أن سفير أمريكا في البحرين يحضر حفل في 450 محتفل ، فطلب من الحاضرين أن يقفوا دقيقة صمت حداداً على قتلى اليهود ، في بلد عربي إسلامي ، والله كأن نحن قطط كل هؤلاء القتلى بالمئات ، كأنه نحن من غير بني البشر ، أما كم واحد مات يجب أن يقف المسلمون العرب في دولة بالخليج دقيقة صمت حداداً على هؤلاء القتلى ، لكن الرد كان قاسي جداً ، بعد ساعتين جاءت مظاهرة من عشرة آلاف إنسان في البحرين وضربت السفارة وأحرقت جزء منها ، لأن السفير قال هذه الكلمة.
 فأنا الآن لا أملك شيء أتكلمه ، والله وكيلكم حينما أدعى إلى الكلام أتمزق ما عندي شيء أتكلمه ، أنا انتهيت ، أنا أريد فقط أن نصمت ونعمل ، نصمت ونقدم ، نصمت ونعتني ، نصمت وننصح ، نصمت ونخدم ، نصمت ونخفف أعباء على الأمة ، هذا الذي ينفعنا ، أما كل واحد ينتمي انتماء فردي ، الآن بهذا الوضع في احتفالات ، وأعراس ، عادي الناس مرتاحون ، ما ذاقوا موت الولد ، ما ذاق أن ابنك مثل الوردة قتلوه هذا ، جندي إسرائيلي أمامه طفل وأطلق عليه الرصاص ، طفل صغير ، والأطفال أحباب الله ، هذا الذي يقتل طفل يقتل امرأة ، امرأة تضع على الحاجز ما من يولدها يموت الولد طبعاً ، المرضى بالمئات ، تحت الأنقاض الآن ، والجثث في الطريق موجودة ، دفنوهم في أرض المستشفى القتلى ما في أدوية ، تأتي قوة تدمر الأدوية في المستشفى ، هذا الخبر أيضاً سمعته.
فيا أيها الأخوة:
الأمر أكبر من أن يحتمل ، وهذه الآية الكريمة:

 

﴿ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 286 )

 لا تقول نحن ما لنا علاقة ، والله سيأتون لنا واحد واحد ، الإسلام كله مستهدف الدول العربية كلها مستهدفة ، وعندما يقول واحد نحنا ما لنا علاقة والحمد لله ، وإخوانك بفلسطين ؟ إخوانك ومسلمين ، فإذا أنت لم تنصرهم سيأتيك البل ، الآية الكريمة:

 

﴿ وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)﴾

 

( سورة الأنفال )

 هذه الفتنة قد تعم العالم العربي والإسلامي ، فالأمر يحتاج إلى مراجعة دقيقة إلى انتفاضة في حياتنا ، وفي فكرنا ، وفي سلوكنا ، وفي إنفاقنا ، وفي كسب أموالنا ، تعتني بمسلم ، تخدمه ، تقوي ، تعتني بأولادك ، ربي أولادك ، تنصح الناس ولا تغشهم ، ولا تتلف المال إطلاقاً المال ثمين جداً ، والأمر والله صعب ، أنا لا أقول أخبار سيئة ، أنا متفائل كيف متفائل ؟
هذه صعقة للقلب ، كيف يشغلوه ، إذا خدروه ، وفتحوه ، ووضعوا له دسام في يشغلوه ، يعطوه صعقة ، هذه صعقة ،
يا ترى ما هو الكفر ؟ الكفر هذا ، أرأيت إلى الكفر ينبغي أن نكفر بالكفر حتى نؤمن بالله:

 

﴿ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا﴾

 

( سورة البقرة الآية: 256 )

إخفاء الصور