وضع داكن
27-04-2024
Logo
شرح مختصر للأحاديث - الدرس : 195 - لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة......
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
 أيها الإخوة الكرام، سيدنا سعد بن أبي وقاص يقول: << ثلاثة أنا فيهن رجل، ـ معنى رجل ؛ أي بطل، وكلمة رجل في القرآن والسنة تعني أنه بطل، وليس ذكراً ـ وما فيما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ثلاثة أنا فيهن رجل، وما سوى ذلك فأنا واحد من الناس، ما صليت صلاة فشغلت نفسي بغيرها حتى أقضيها، ولا سرت في جنازة وحدثت نفسي بغير ما تقول حتى أنصرف منها، وما سمعت حديثاً من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا علمت حق من الله تعالى >> .
 البارحة ذكرت حديثًا، وقلت لكم وقتها: إنه حديث يقصم الظهر، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا، هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ، فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ ))

[ الترمذي]

قومٌ إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها

 واليوم أنقل لكم حديثاً لا يقلّ أهمية عن ذاك، هذا الحديث:
عَنْ ثَوْبَانَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:

(( لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَبَاءً مَنْثُورًا، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا، أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنْ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللَّهِ انْتَهَكُوهَا ))

[ابن ماجه]

 لهم علانية ولهم سريرة، لهم شيء معلن، ولهم شيء غير معلن، لهم جلوة مع الناس، ولهم خلوة مع المعاصي والآثام .
" ومن لم يكن له ورع يصده عن معصية الله إذا خلا لم يعبأ الله بشيء من عمله " .
لكن الحديث الذي هو محور هذا الدرس ورد في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، ويجب أن نأخذ كلام النبي على أنه حق من الله تعالى، لأنه:

 

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)﴾

 

( سورة النجم )

 بل عند علماء الأصول يعد كلام النبي وحياً غير متلو، يعد القرآن وحياً متلواً والحديث وحياً غير متلو لقول الله عز وجل

﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾

مَن هو المفلِس ؟

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:

(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))

[مسلم]

(( أَتَدْرُونَ مَنْ المُفْلِسُ ؟ ))

 ما معنى المفلس ؟ الصحابة الكرام فهموا الحديث على واقعه، من هو المفلس الآن ؟ الذي لا مال له .

 

(( أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ ؟ قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ ))

 أليس هذا الحديث كافياً على أن نهتم بالسلوك ؟ والاستقامة بأن تأخذ ما لك، وتدع ما ليس لك، لئلا تأخذ غير حقك، لئلا تغش المسلمين، لئلا تفتري عليهم، لئلا تتطلع إلى أعراضهم، لئلا تحتقرهم، لئلا توقعهم في حرج شديد، سبحان الله ! تجد الإنسان الآن يرى الدين أن يصلي، وأن يرتاد بيوت الله عز وجل، يرى الدين أن يصوم، وأن يحج، وأن يعتمر، وانتهى الأمر، أما الجلسة فكلها غيبة، وكلها نميمة، واختلاط، وذكرٌ للعورات، وفتن، وتطلعات إلى امرأة لا تحل لك، وإقامة دعوى كيدية، وتخليص محل تجاري، واعتداء على شركة، وأن تبيع بضاعة مغشوشة، تجد العالم الإسلامي يضج بالاحتيال والكذب والغيبة، والنميمة والسرقة، هذا الذي دعانا إلى ألا ينصرنا الله عز وجل، لا قيمة لصلاتنا، ولا لصيامنا ولا لصدقتنا، طالبوني بالدليل، ولولا الدليل لقال من شاء ما شاء .

 

 

العلاقة بين العبادات الشعائرية والعبادات التعاملية

 

 أيها الإخوة، أهم شيء أن هذا الحديث يلغي قبول الصلاة وثمرة الصلاة إن لم تكن مسلماً مستقيماً، لأن عندنا شيئًا اسمه عبادة تعاملية، وشيئًا اسمه عبادة شعائرية، والعبادة الشعائرية لا وزن لها إطلاقاً إن لم تصح العبادة التعاملية .
 ولو شئت مثلاً تطبيقيًّا فالعبادة الشعائرية كثلاث ساعات الامتحان آخر السنة، والعبادة التعاملية تسعة أشهر من الدوام، والحضور، والانتباه، وكتابة وظائف، والمذاكرة والمراجعة، وأداء واجبات، فإذا صح الدوام، والانتباه، وكتابة الوظائف، والمحاضرات تأتي في الامتحان معك معلومات غزيرة جداً، تشعر نفسك في هذه الثلاث ساعات أسعد الناس، كل سؤال جاء عندك جوابه، تمر الساعات الثلاث كلمح البصر، وقد قيل: دقيقة الألم ساعة، وساعة اللذة دقيقة، فالعبادة الشعائرية تشبه ساعات الامتحان، فالذي قرأ يستمتع إلى أقصى درجة، والذي لم يدرس يشعر بحرج وبإحباط وبضيق وملل .
إن الشيء البديهي أنّ عباداتنا الشعائرية لا تصح، ولا تقبل إلا إذا صحت عباداتنا التعاملية، لذلك لما سأل النجاشي سيدنا جعفر عن الإسلام ذكر له الشيء الذي لا يكاد يصدق، ما تحدث إلا عن المعاملات، قال له:

(( أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ، نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللَّهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ الْحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنْ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنْ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ ... ))

[أحمد عن أم سلمة]

 ما لم تكن منضبطاً في سلوكك، في كسب مالك، وإنفاقه، في غض بصرك، في ضبط لسانك، في ضبط علاقاتك الاجتماعية، في أفراحك، وأتراحك فلن تنجح، لذلك قال الله عز وجل:

 

﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ﴾

 

( سورة الأنفال الآية: 33 )

 يعني ما دامت سنة النبي قائمة فينا فنحن في بحبوحة من عذاب الله، وما دمنا نستغفر إذا أخطأنا فنحن في بحبوحة أخرى .

 

الصيام

أما الصيام:
 فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

 

(( مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ ))

 

[ أخرجه أحمد في مسنده وصحيح البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ]

 عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

 

((رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ ))

 

[أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث أبي هريرة ]

 هذا الصيام،

 

الحج

 " من وضع رجله بالركاب وحج بمال حرام، وقال لبيك اللهم لبيك، نودي أن لا لبيك ولا سعديك وحجك مردود عليك " .
هذا الحج، ماذا عن غيرها ؟

 

 

الزكاة

 

﴿ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ (53)﴾

( سورة التوبة )

شهادة أن لا إله إلا الله

 وروي عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

((من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة، قيل: وما إخلاصها: قال: أن تحجزه عن محارم الله ))

[الترغيب والترهيب بسند فيه مقال]

 هذه أركان الإسلام، الشهادة، والصلاة، والصوم، والحج، والزكاة، والأركان الخمس من دون استقامة ما لها قيمة، تجد المسلم يصلي، ويصوم، ويحج، ويزكي، وقد اعتمر ست مرات، وفي التعامل اليومي ليس مسلماً .
قصة شهيرة، هذا الذي أحب فتاة من أمريكا جميلة جداً، واستأذن والده بالزواج منها، فوالده أقام عليه النكير، وهدده الحرمان من الميراث لو أنه تزوجها، فتعلق بها هذا الشاب تعلقا شديدا، فاستأذن والده مرة ثانية أنها لو أسلمت أيوافق ؟ قال له: أوافق، فأتى لها بعشرة كتب باللغة الإنكليزية عن الإسلام، والسيرة، والعقيدة، هي ذكية جداً، طلبت منه إجازة أربعة أشهر كي تقرأ هذه الكتب بعيداً عن ضغطه، فأعطاها إجازة، وقد عدّ هذه الأربعة أشهر لا بالأشهر ولا بالأسابيع، ولا بالأيام، ولا بالساعات، ولا بالدقائق، بالثواني، من شدة تعلقه بها، ومضت هذه الأشهر الأربعة، واتصل بها فكانت المفاجأة غير المتوقعة أنها أسلمت، فاختل توازنه من الفرح، لكنها قالت له: لن أتزوجك، لأنك لست مسلماً .
 وأقول لكم كلمة قاسية وصريحة: قد تجد الشخص صائمًا مصليًّا، وفي بيته مصحف كبير، ويعلِّق في دكانه: إنا فتحنا لك فتحاً مبينا، وفي سيارته مصحف معلَّق تحت المرآة، وكل كلماته بسم الله، ونعوذ بالله، والله يوفق، لكنك تجد سلوكه غير إسلامي، لا في علاقته مع النساء، ولا في كسبه للمال، ولا في إنفاقه للمال، لذلك هذا لا يعبأ الله به .

 

(( من لم يكن له ورع يرده عن معصية الله تعالى إذا خلا بها لم يعبأ الله بسائر عمله ))

 

[ رواه الحكيم عن أنس رضي الله عنه ]

 فأنا أدعو في هذا اللقاء الطيب: وفروا وقتكم، ووفروا جهدكم، ما لم تكن هناك استقامة دقيقة جداً فالعبادات الشعائرية لا تقطف ثمارها، ويصبح الرجل كما قال تعالى:

 

﴿ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾

 

( سورة البقرة الآية: 74 )

﴿ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ﴾

( سورة الحديد الآية: 16 )

 تجد المسلم عنده فقط فكر إسلامي وعاطفة إسلامية، واهتمامات إسلامية، وخلفية إسلامية، وأرضية إسلامية، ونزعة إسلامية، لكنه غير مسلم، فنحن لا علاقة لنا بالناس، لكن كل واحد يحاسب نفسه حسابًا عسيرًا، فينظر إلى بيته، زوجته، بناته، أولاده، دخله، إنفاقه، علاقاته، أفراحه، أتراحه، فإذا كان مسلمًا يقطف ثمار الصلاة، والله الذي لا إله إلا هو مستحيل وألف ألف مستحيل أن تكون مستقيمًا على أمر الله ثم لا تذوق طعم العبادات، ومن غير المعقول من الله عز وجل خالق الكون الذي يقول لك : صلِ خمس مرات، و ما في الصلاة شيء، لأن الواحد عندما حين يصلي تأتيه كل مشاكله، فيحلها واحدة وَاحدة في الصلاة، ويقرأ التحيات وهو واقف، من شدة ما هو بعيد، وشارد، فهذه الصلاة لا يعبأ الله بها إطلاقاً .

 

إخفاء الصور