وضع داكن
09-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 4 لعام 2016- تركيا : من الحلقة ( 02) - العاقل من يدخل الله في حساباته
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
أيها الإخوة الكرام؛ إن اشتملت الكلمة على بعض القصص القصيرة لأن القصة حقيقة مع البرهان عليها، حقيقة وقعت فأصبحت قصة، والقصة لها تأثير كبير، كما قال الله -عزَّ وجلَّ-:

﴿ لَقَدْ كَانَ فِى قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِى ٱلْأَلْبَٰبِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِن تَصْدِيقَ ٱلَّذِى بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَىْءٍۢ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍۢ يُؤْمِنُونَ (111)﴾

[ سورة يوسف ]

لذلك من مواقف سيدنا عمر -رضي الله عنه- أنه كان إذا أراد إنفاذ أمر جمع أهله وخاصّته وقال: "إني قد أمرت الناس بكذا، ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير، إن رأوكم وقعتم وقعوا، وايمُ الله، لا أوتيَنَّ بواحد وقع فيما نهيت الناس عنه إلا ضاعفت له العقوبة، لمكانه مني"، فصارت القرابة من عمر مصيبة، وهذا الخليفة الراشد العملاق كان إذا عيّن والياً يقول له:" خذ عهدك، وانصرف إلى عملك، وأعلم أنك مصروف رأس سنتك، وأنك تصير إلى أربع خلال فاختر لنفسك: إن وجدناك أميناً ضعيفاً استبدلناك لضعفك، وسلّمتك من معرتنا أمانتك، وإن وجدناك خائناً قوياً استهنّا بقوتك، وأوجعنا ظهرك، وأحسنّا أدبك، وإن جمعت الجرمين جمعنا عليك المضرتين، وإن وجدناك أميناً قوياً زدناك في عملك، ورفعنا لك ذكرك، وأوطأنا لك عقبك"، وكأن هذا الخليفة الراشد العملاق استنبط هذا من قوله تعالى:

﴿ قَالَتْ إِحْدَىٰهُمَا يَٰٓأَبَتِ ٱسْتَـْٔجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَـْٔجَرْتَ ٱلْقَوِىُّ ٱلْأَمِينُ(26)﴾

[ سورة القصص ]

وكلمة القوي الأمين بالمصطلحات المعاصرة تعني الكفاءة والإخلاص، ثم أراد أن يمتحن راعياً فقال له: "بعني هذه الشاة وخذ ثمنها" ، قال: "ليست لي" ، قال: قل لصاحبها ماتت، أو أكلها الذئب"، قال:" والله إنني لفي أشد الحاجة إلى ثمنها، ولو قلت لصاحبها ماتت، أو أكلها الذئب لصدّقني، فإني عنده صادق أمين، ولكن أين الله؟!" كأني أقول إن هذا الراعي وضع يده على جوهر الدين حينما قال:" أين الله ؟! والإنسان حينما يتجاهل أن الله سيحاسبه فهو غبي جداً، أما العاقل هو الذي يُدخل الله في حساباته" .
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور