وضع داكن
20-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 4 لعام 2016- تركيا : من الحلقة ( 15) - أنواع النصر
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحقيقة هناك نصر استحقاقي، وهناك نصر تفضُّلي، وهناك نصر كوني: 

1- الاستحقاقي:

كما انتصر أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بدر، أي النصر الاستحقاقي يحتاج إلى أن تأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم تتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، سهل جداً أن تأخذ بالأسباب وأن تعتمد عليها، وأن تؤلهها كما يفعل الأعداء، وسهل أيضاً أنت ألا تأخذ بالأسباب، ألغيت أسباب النصر، لكن البطولة أن تأخذ بالأسباب، وأن تتوكل على الله معاً؛ هذا النصر الاستحقاقي.

2- والحقيقة النصر التفضلي:

كما انتصر الروم على الفرس.

﴿ فِىٓ أَدْنَى ٱلْأَرْضِ وَهُم مِّنۢ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِى بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ ٱلْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنۢ بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍۢ يَفْرَحُ ٱلْمُؤْمِنُونَ (4)﴾

[ سورة الروم ]

3- أما إذا تكافأ الطرفان في البعد عن الله فالنصر للأقوى؛ النصر الكوني

وقبله التفضلي، وقبله الاستحقاقي، على كلٍّ النبي الكريم قال:

(( الْمُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إلى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وفي كُلٍّ خَيْرٌ ))

[ أخرجه مسلم عن أبي هريرة  ]

 فأقول: إذا كان طريق القوة سالكاً وفق منهج الله يجب أن تكون قوياً؛ لأن خيارات المؤمن القوي بالعمل الصالح لا تُعد ولا تُحصى، ولأن علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح، ما دام علة الوجود العمل الصالح، والآية تقول:

﴿ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ(99) لَعَلِّىٓ أَعْمَلُ صَٰلِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّآ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَآئِلُهَا وَمِن وَرَآئِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(100)﴾

[ سورة المؤمنون ]

إذاً العمل يحتاج إلى قوة، لذلك المؤمن القوي خير، وأحب إلى الله تعالى من المؤمن الضعيف، وفي كل خير طبعاً النبي جبار خواطر، إذاً أن نأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، ثم نتوكل على الله وكأنها ليست بشيء، فمن توكل على الله ولم يأخذ بالأسباب هذا ليس توكل بل هو تواكل، ومن أخذ بالأسباب واعتمد عليها فقد أشرك، وكأن الطريق الصحيح الكامل طريق عن يمينه وادٍ سحيق وعن يساره وادٍ سحيق، فمن أخذ بالأسباب واعتمد عليها فقد أشرك، ومن لم يأخذ بها فقد عصى، فالبطولة ان نجمع بين الأخذ بالأسباب وبين التوكل على الله معاً، والحمد لله رب العالمين.
بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور