بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
الواو حرف عطف، وبلاغةً يُفيد التماثل.
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (22) ﴾
الكون
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) ﴾
دققوا:
﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) ﴾
(وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) الرجل حينما يُحقِّق طُموحاته في زوجته تكون المودّة، والمودّة سلوك، الحُبّ شعور، الحُبّ ميل قلبي، المودّة سلوك، وهذا السلوك مِن جَعل الله، الخلق يسبقه عَدَم، الجَعل يسبقه خلق، فالله عز وجل جعل بين الزوجين مودّة ورحمة، فالزوجة إن حقّقت طموحها في زوجها هناك المودّة، والزوج إن حقّق طموحه في زوجته هناك المودّة، فإن لم تُحقَّق كانت الرحمة، فهذه المؤسسة وُجدت لتبقى، إما مودّةً أو رحمةً.
النقطة الدقيقة (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا) ما هي السُكنّة؟ طبعاً الرجل يسكُن إلى عاطفة زوجته الجياشة، لأنَّه مُفتقرٌ إليها، الزوجة تسكُن إلى قيادة زوجها الحكيمة لأنَّها تفتقر إليها، إذاً هناك تكامل لا تطابُق، هذا التكامل جعل الزواج الإسلامي له صفة دقيقة جداً أنَّ الله بين الزوجين، كلُّ طرفٍ يخشى الله أن يظلم الطرف الآخر، وكلُّ طرفٍ يتقرب إلى الله بخدمة الطرف الآخر، هذه المودّة والرحمة، لذلك الحقيقة الأسرة هي الخلية الأولى في المجتمع فأن صَلحت صَلح المجتمع، وإن فَسدت فسد المجتمع، والحقيقة الأدقّ أنَّ العالم الغربي يريد تفكيك الأسرة، والإسلام يريد رأب الصدع، الإسلام يسعى لهذه المودّة والرحمة، فكل التشريعات المُتعلّقة بالزواج تخدم هذا الهدف، لذلك نحن أي مشكلة زوجيّة ابحث عن المعصية.
يعني أنا كنت في بلد أعلى نسبة طلاق في العالم، تُعطى المرأة مبلغ يصل إلى ألف دولار بلا مقابل، مقابل أنها زوجة، فإذا لم يَعد نفقة من الزوج فَقَد الرجل القوامة.
﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34) ﴾
فالنفقة أحد أسباب القوامة، هناك أكبر نسبة شِقاق زوجي هناك في قارة بعيدة، لأنَّ الزوجة تأخذ مبالغ فلكيّة من الدولة بدون مقابل لأنها زوجة، فلذلك هي ليست بحاجة إلى الزوج، لذلك أنا أقول كلمة ما مِن مشكلةٍ في الأرض من آدم إلى يوم القيامة إلا بسبب خروجٍ عن منهج الله، الله عز وجل هو الحكيم، هو العليم، هو الذي يعلم ما يُصلحنا وما يُفسدنا، وأرجو الله لكل المشاهدين أن تكون علاقاتهم الزوجية في أعلى مستوى، لأنّ هذه الاسرة إذا سَعِد أفرادها سَعِد المجتمع، والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق
