بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا عِلم لنا إلا ما علمتنا إنك العليم الحكيم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحقيقة الدقيقة أنَّ هذا الإنسان حينما يُهاجر فَقَد بيته، فَقَد من حوله، فَقَد ماله، ما البديل؟ أنا أتصور أنَّ الله سبحانه وتعالى إذا أودّع في قلب هذا المؤمن السكينة يَسعد بها ولو فَقَد كل شيء، فإن حُرم منها يشقى بفقدها ولو مَلَك كل شيء، أكبر عطاء إلهي على الإطلاق هذه السكينة، وأنا أقول دائماً هذا المؤمن إن لم يقل ليس على وجه الأرض من هو أسعد مني إلا أن يكون أتقى مني تكون عنده مشكلة في إيمانه، الله صاحب الجمال والكمال والنوال، إذا تجلّى بالتعبير الصوفي، أو السكينة بالتعبير الأصولي على قلبه يشعر بسعادة كبيرة، مثل إذا كان طفل والده الملك لا يخاف من شرطي ولا يخاف من أي جهة مادام والده الملك، والآية تقول: 

يُخاطب النبيَّ الكريم، مثل إذا واحد تزوج ولم يُنجب، بعد عشر سنوات أنجب طفل آية في الجمال! تعلّق به تعلُّقاً مُذهلاً، فإذا أخذه إلى حديقة عينه عليه دائماً، وكل صفةٍ للنبيِّ الكريم (فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا) لكل مؤمن منها نصيب، يجب أن تشعر أنك غالي على الله، هذا شعور صحيح وخلافه خطأ، لذلك لمّا سيدنا رسول الله أعطوه دواء ذات الجنب قال: ما كان الله ليُصيبني به، والمؤمن قياساً على هذا الحديث عنده أشياء مستحيل أن تصيبه من الطمأنينة، نحن تأتينا مشاكل بسيطة لا تزيد عن شدّة أُذن، أما دمار لا يوجد دمار، هذه الطمأنينة يفقدها الناس جميعاً، الحقيقة الإحساس بالأمن غير السلامة، قد تعيش عام بأكمله لا يوجد أي مشكلة هذه سلامة، الأمن عدم توقع المصيبة، وتوقع المصيبة مُصيبةٌ أكبر منها، وأكبر مصيبة توقع المصيبة هذه أكبر منها، تجد هذا يشكو، غني كبير يشكو المرض يخاف المرض، حالة الأمن التي ينالها المؤمن من الله، هذه الحالة أسعد ما في حياة المؤمنين، يعني غالي على الله ولا يوجد أمامه إلا كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا اتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.