وضع داكن
05-05-2024
Logo
محاضرات خارجية - مقتطفات من برنامج سواعد الإخاء - الموسم 8 لعام 2020- تركيا : من الحلقة (17) - أنت ماذا قدمت للآخرة ؟
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمدُ لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين.
الحقيقة أنَّ هذه المرأة الطاهرة، المُعمِّرة، المُحجَّبة، بنت عمِّ سيدنا خالد بن الوليد سيف الله، وبنت عمِّ أبي جهل عدو الله، في وقتٍ معاً، تزوجها النبيّ صلى الله عليه وسلم سنة أربعٍ من الهجرة، وكانت من أجمل النساء، وأشرَّفهنَّ نسباً، وأوفرهِنَّ عقلاً، عاشت تسعين سنة، حظُّها من الدنيا كبير، والإنسان مُمتحن فيما أُعطي وفيما ذوي عنه، هاجرت هذه المرأة مرتين، مرة إلى الحبشة، ومرة إلى المدينة، إذاً صاحبة الهجرتين، الآية تقول:

﴿ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِّنْ عِندِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عِندَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) ﴾

[ سورة آل عمران ]

لكن الذي أراه أنَّ الهجرة بين المدينة ومكة انتهت بالفتح، ولكن هي قائمة بين كل مدينتين تُشبهان مكة والمدينة، إذا مكان حال بينك وبين أن تعبّد الله ينبغي أن تُهاجر، يعني كان ممكن أن لا يكون هناك ظرف أحاط بالنبي جعله يُهاجر، لكن كل شيء الله خلقه في عهد النبي ليكون قدوةً لنا، فأيّ إنسان حال مكانٌ بينه وبين أن يَعبُد الله يُهاجر، ماذا قدّمنا للآخرة؟ أما أكلنا، وشربنا، وسكنّا، وتزوجنا، وأنجبنا، هذه أشياء عامة للناس كلها، لكن أنت بالذات ماذا قدّمت للآخرة؟ هل تركت عِلماً؟ هل تركت مشروعاً خيريّاً؟ هل لك بصماتٌ في الحياة الإسلاميّة؟ هل دعوت إلى الله؟ هل لك عملٌ طيّب؟ هل لك حرفةٌ أتقنتها ونفعت بها المسلمين؟ هل ربيت أولاداً صالحين؟ هل ربيت بناتك تربيّةً إيمانيةً إسلاميّة؟ هل لك زوجة أخذت بيدها إلى الله عز وجل؟ ماذا فعلت؟ هذا الشيء الدقيق جداً، نحن نعيش كلنا مثل بعضنا تقريباً في العالم كله، الطعام، والشراب، والمواصلات كله مثل بعضه، نتميز أنه ماذا أعددنا للآخرة؟ لذلك أركان الإيمان خمسة ما ورد اثنان معاً دائماً إلا الله واليوم الآخر، الإيمان بالله واليوم الآخر، أنه الإيمان بالله كي تطيعه واليوم الآخر أن لا تعصيّه. 
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم علّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزِدنا عِلماً، وأرِنا الحقَّ حقّاً وارزقنا إتباعه، وأرِنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
الملف مدقق

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور