وضع داكن
29-03-2024
Logo
تربية الأولاد إصدار 2008 - الدرس : 03 - التربية الإيمانية
رابط إضافي لمشاهدة الفيديو اضغط هنا
×
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الكرام، مع الدرس الثالث من دروس تربية الأولاد في الإسلام ومع التربية الإيمانية.

ابنك امتداد لك فهو أولى الناس في أن يعرف حقيقة هذا الدين:

أيها الأخوة، الله جل جلاله يقول:

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾

( سورة المائدة الآية: 3 )

هذه الآية تؤكد أن عدد القضايا التي عالجها الدين تام عدداً، وأن طريقة المعالجة كاملة نوعاً، فالتمام عددي، والكمال نوعي

﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً ﴾

لذلك أولى الناس أن يعرف حقيقة هذا الدين ابنك، لأنه امتداد لك، لأنك تسعد إذا سعد، وتشقى إذا شقي، لأن ارتباط ابنك بك ارتباطاً لصيقاً جداً، هو قدرك، وأنت قدره.
من هنا كان النجاح في تربية الأولاد مسعداً، وقد أكدت آية كريمة هذا المعنى حينما قال الله عز وجل:

﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً ﴾

( سورة الفرقان )

الأبوة مسؤولية كبيرة:

الشيء الذي يتفطر له قلب الإنسان أن الأب الذي أنيطت به هذه المهمة المقدسة، تربية أولاده، تعريفهم بهذا الدين، تعريفهم باركان الإيمان، تعريفهم بأركان الإسلام، تعريفهم بسنة النبي العدنان، تعريفهم بالأحكام الشرعية، الأب نفسه ليس في مستوى هذه الدعوة، فاقد الشيء لا يعطيه.

وأنا أرى ولخبرات مديدة، ولحقائق دقيقة، أن معظم أخطاء الأولاد سببها أخطاء الآباء والأمهات، الطفل كالعجينة، الطفل كائن بريء، إن كذبت أمامه علمته الكذب، وإن أهملت الصلاة أمامه علمته التهاون بالصلاة، وإن تكلمت كلمة قاسية أو بذيئة علمته هذا الكلام، وأنا أعزو معظم أخطاء الطلاب في المدارس إلى المعلمين، ومعظم أخطاء الأبناء في البيوت إلى الآباء والأمهات.
قبل أن تغضب، وقبل أن تستشيط غضباً، وقبل أن تضطرب، وقبل أن تصب جام غضبك على ابنك انتبه قد تكون أنت السبب.
فلذلك الحقيقة الأولى: الأبوة مسؤولية كبيرة، الأب قائد، الأب قدوة، الأب أسوة، الأب معلم، الأب قبلة أولاده.
فلذلك حينما يكون الأولاد على غير ما ينبغي يتمزق قلب الأب، وأحياناً نقول للأب و لات ساعة مندم.

بطولة الإنسان أن يهتم بابنه و يعلم كل شيء عنه:

أيها الأخوة، أريد أن أؤكد على نقطة يتذرع بها معظم الآباء، حينما لا يكون أولادهم كما يتمنون، يقول لك: هذا سيدنا نوح، هذه مغالطة كبيرة جداً، سيدنا نوح نبي كريم، حينما تبذل كل جهدك، وكل طاقتك، وكل وقتك، وكل خبرتك لتربية ابنك، ثم يكون له اختيار آخر، في هذه الحالة النادرة التي لا توجد في المئة ألف حالة حالة مثلها، في هذه الحالة النادرة أنت معذور، لكن ما قدم علماً، ولا قدم توجيهاً صحيحاً، ولا قدم له قدوة، ولا قدم له نصيحة، ولا سأل عن أصدقائه.

إخوتنا الكرام، هل تصدقون أن الأب، والأم، والمدرس، والأخوة الكبار والأخوات الكبيرات، وشيخ الجامع، كلهم تأثيرهم لا يزيد عن أربعين بالمئة، وأن الصديق السيئ تأثيره 60%، فما لم تعرف من هو صديق ابنك، ومن هي صديقة ابنتك، إنك تمشي في متاهة، أخطر كائن له تأثير على ابنك صديق السوء، الآباء الموفقون يسألون بدقة ما بعدها دقة عن أصدقاء أولادهم، والأمهات الموفقات يسألن بدقة بالغة عن صديقات بناتهم.
سيدنا نوح هذه حالة خاصة، حالة نادرة جداً، إنسان يبذل قصارى ما يستطيع وهذا الابن له اختيار خاص.
فيما يسمى في علوم أصول الفقه المفهوم المعاكس، قال تعالى:

﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً ﴾

( سورة نوح )

المعنى المعاكس هؤلاء المؤمنون ماذا يلدون ؟ مؤمناً تقياً، الشيء الطبيعي بيت نظيف، ما في كلمة نابية، تؤدى الصلوات بأوقاتها، الأب رحيم، ورع، يقيم الصلاة الزوجة محجبة، ملهيات لا يوجد، معصية لا يوجد، بيت مبارك، في روحانية، في مجالس علم، يأتي أصدقاء الأب قمة في الكمال، تأتي صديقات الأم منضبطات، محجبات، هذا البيت الطاهر ماذا تتوقع أن ينجب ؟ أبناء مؤمنين، اعتقد أيها الأب أن معظم أغلاط ابنك منك، إما من سهوك عن توجيهه، أو أنك لم تكن قدوة له ولا أسوة له، والبطولة أن تهتم بابنك، وتعلمت في الجامعة أن معظم أخطاء الطلاب سببها المدرس، وأقيس على هذا ومعظم أخطاء الأبناء سببها الأب، أو الأم.

لن يسعد الإنسان إلا إذا كان ابنه كما يتمنى فعلينا الاعتناء بأبنائنا:

إخوانا الكرام مرة موقع البي بي سي بالانترنيت عرض برنامج التحرش بالصغار مرة فتحته متوقع صفحة صفحتين، حوالي 180 صفحة هذا البرنامج، اعترافات من أطفال من تحرش بهم، معظم المتحرشين أقرباؤهم، في نزهة، الأب غافل، والأم غافلة، والأولاد في البستان، أو في أماكن معينة، معظم هذه الحالات سببها غفلة الآباء والأمهات والتحرش بالصغار له مضاعفات خطيرة جداً، ومعظم انحرافات الشباب الجنسية عند الكبر سببها تحرش في الصغر، الكلام طويل.
لكن أيها الأخوة، والله، والله، ثم والله، ثم والله لن تسعد إلا إذا كان ابنك كما تتمنى.
حدثني أب، قال لي: والله إذا دُهس ابني لأقيمن مولداً فرحاً بموته، من شدة البلاء، هناك ولد يعدّ أكبر مسعد لوالديه، وهناك ولد يعدّ أكبر سبب لشقاء والديه، والذي تزرعه تحصده.
يعني أحياناً الأب يسأل ابنه صلى ؟ شيء رائع جداً، لا يكفي الصلاة، علمته الإيمان ؟ علمته أركان الإيمان ؟ جلست معه ؟ كلفت إنساناً يعلمه ؟ ألحقته بمعهد شرعي ؟ يعني متى يلحق الأب ابنه بمعهد شرعي ؟ هذه مأساة، إذا كانت علاماته قليلة على الشريعة، أما إذا كان متفوقاً، على الطب، لا يقبل أب من هؤلاء المسلمين الذين يتحسرون على ضياع الدين إن كان ابنه متفوقاً أن يلحقه بالتعليم الشرعي.
التقيت مع أب عاقل جداً، قال لي: ابني الأول على محافظة بأكملها، أكبر محافظة في الشمال، قال لي: لأنه الأول اخترت له كلية الشريعة: فعاتبه أقرباؤه، هذا مكانه الطبيعي بالطب، قال كلمة مؤلمة جداً، قال: والله لو كان ضعيف الذكاء لاخترت له أي فرع في الجامعة، لأنه متفوق في ذكائه اخترت له كلية الشريعة فلعل الله يسعدني به داعية كبيراً.

على كل أب و أم أن يحرصا على تعليم أبنائهم ليكونوا من أعلام الأمة:

عندنا شيء مؤلم بحياتنا، الأذكياء، طب دمشق، أقل ذكاء، طب حلب، أقل ذكاء، صيدلة، أقل هندسة، أقل معلوماتية، هؤلاء الذين بقوا للشريعة من هم ؟ في الدرجة الدنيا، لا تجد لمعة بالدعاة، ذكاء، سرعة بديهة، قوة حجة، طلاقة لسان، بالأساس هؤلاء من الدرجة العاشرة، أين هؤلاء الآباء الغيورون على الدين ؟ أي صعب تفرز ابناً من أبنائك المتفوقين الأذكياء ليكون علماً من أعلام الأمة، يجب أن تقول ابني معه بورد، لكن حينما يكون الإنسان في الدعوة إلى الله ويهتدي به الملايين المملينة كل هؤلاء الذين اهتدوا بهدي آبائهم في صحيفة الآباء.

﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾

( سورة الطور الآية: 21 )

يا أخوان: الأب يفوته أشياء كثيرة، الأب العاقل الذي فاته في حياته شيء يستكمله في أولاده، الملاحظ إذا أب غير متعلم، أو أم غير متعلمة يحرصان حرصاً لا حدود له على تعليم أبنائهم.

الأب العاقل الذي فاته شيء في حياته أن يستدركه في أولاده:

أنت أيها الأب ما دام ابنك استمراراً لك أي شيء فاتك في حياتك يمكن أن تستدركه عن طريق ابنك.
والله في بلد عربي، جامعة من أرقى الجامعات، أنا زرتها، جلست بها يوماً بأكمله، اطلعت على كلياتها، وعلى قاعاتها، وعلى مخابرها، وعلى قاعات الكومبيوتر، و تستقبل الطلاب والطالبات، والطالبات محجبات، صُعقت حينما علمت أن الذي أسسها ليس متعلماً، من شدة ألمه أراد أن يعوض عن تقصيره في الثقافة بتعليم أبناء الأمة.
حدثني أحد علماء دمشق عن رجل في صعيد مصر، أرسل ابنه إلى الأزهر وبعد خمس سنوات، عاد إلى قريته في الصعيد خطيب المسجد، وخطب أول خطبة أمام أبيه كاد الأب يموت من البكاء، وكل الناس توهموا أن هذا البكاء هو فرح بأن ابنه أصبح عالماً لكن الحقيقة ليست كذلك، هذا البكاء كان من شدة الألم، تأسفاً على أنه عاش عمره جاهلاً عمر هذا الإنسان 55 سنة، ما كان منه في اليوم التالي إلا أن ركب دابته واتجه إلى القاهرة والمسافة تقترب من ألف كم، تحتاج إلى شهر، وصل إلى القاهرة، سأل أين الأزعر ؟ كيف أزعر ؟ هذا مكان تعلم، قال له: الأزهر، لا يعرف اسم هذه الجامعة، والتحق، وتعلم القراءة والكتابة في الخامسة و الخمسين، ثم تعلم القرآن وعاش حتى السادسة و التسعين، وما مات إلا شيخ الأزهر.

التربية الإيمانية أن تربط ابنك بأصول الدين و بمنهج رسول الله:

إن القرار الذي يتخذه الإنسان في شأن مصيره قلما تنقضه الأيام، لا تقل أنا بالخمسين، لا، العلم وسام شرف لك، ولو كنت بالستين.
جاءتنا دورات من بلاد متعددة، والله في طلاب بالثمانين جاؤوا إلى الشام من بلاد متعددة.
ترك إنسان أموالاً طائلة، لكنه أهمل أولاده، ترك لهم أموالاً لا تأكلها النيران بعد أيام رأى صديق المتوفى ابن المتوفى، قال له: إلى أين أنت ذاهب ؟ (أنا مضطر أروي لكم كلامه حرفياً)، قال له: ذاهب أسكر على روح أبي، هذه النتيجة، هذه الأموال التي جمعها الأب بكده وعرق جبينه سوف تنفق في المعاصي والآثام.
أندم الناس الذي من دخل بماله النار، ترك هذا المال لأولاد جهلة، منحرفين، شاردين عن الله عز وجل.
شركة عملاقة في الشام لها فرع في مصر، ابن صاحب الشركة ذهب إلى القاهرة سأل صديق لي هناك، قال له: أين قبر محمد ؟ بالضبط، قبر محمد ! ظن أن النبي عليه الصلاة والسلام مدفون بالقاهرة، هل هناك جهل أشد خزياً من هذا الجهل ؟ ابنك امتدادك.

التربية الإيمانية أيها الأخوة، أن تربط ابنك بأصول الدين، بأركان الإيمان، بأركان الإسلام، بحقائق النبوات، بمنهج رسول الله، بتفسير القرآن، بسيرة الصحابة الكرام التربية الإيمانية أن تغرس فيه حقائق الإيمان، إما أنت، أو أمه، أو معلم آخر، أو معهد شرعي، لأنه لو أمكن أن تعتقد ما تشاء وأن تكون ناجياً اعتقد ما تشاء، ولكن ما من تصور غير صحيح إلا وينعكس سلوكاً خاطئاً، يعني الإيمان بأسماء الله الحسنى، وصفاته الفضلى، الإيمان بالكتب المنزلة، فهم كلام الله، فهم القضاء والقدر، خيره وشره من الله تعالى.
إذاً لا بد من أن تعلمه، أنت، أو أمه، أو مدرس، أو معهد شرعي، أو دورة صيفية، أو صديق متفوق في العلوم الدينية، لا بد من أن تهتم بإيمانه، لذلك:

(( كفى بالمرء إِثما أن يُضَيِّع مَن يقوتُ ))

[أخرجه مسلم وأبو داود عن عبد الله بن عمرو بن العاص ]

هو يطعمه، ويكسوه، ويسقيه، ويعالجه، لكن لا يهتم بإيمانه.

أخطر أقسام الإسلام العقائد فإن صحت صحّ العمل وإن فسدت فسد العمل:


إخوانا الكرام، إن صحّ أن الإسلام هرم أول قسم العقائد، وثاني قسم العبادات،
وثالث قسم المعاملات، والرابع الآداب، أخطر أقسام الإسلام العقائد، إن صحت صحّ العمل، وإن فسدت فسد العمل، والخطأ في العقيدة كالخطأ في الميزان لا يصحح، أما الخطأ في السلوك كالخطأ في الوزن لا يتكرر، أفضل ألف مرة أن تخطئ في مفردات الشرع من أن تخطئ في العقيدة، لذلك إذا صحت

عقيدة الإنسان صح سلوكه، كيف:
راكب مركبة، تألق على صفحة البيانات ضوء أحمر، التألق حصل رأيته بأم عينك، لماذا تألق هذا الضوء ؟ إن فهمت التألق تألقاً تزينياً، وتابعت السير احترق المحرك، وتعطلت الرحلة، وألغي الهدف، ودفعت مبلغاً فلكياً لإصلاحه، أما إذا فهمت هذا التألق تألقاً تحذيرياً أوقفت المركبة مباشرة أضفت الزيت، تابعت السير، حققت الهدف، أين البطولة ؟ في فهم التألق.
فأنت حينما تربي ابنك على مبادئ الدين تأتيه مشكلة يفهمها رسالة من الله ينصاع إلى طاعة الله.

 

أخطر شيء تلقنه لابنك العقيدة السليمة:

لذلك الإسلام: عقيدة، وعبادة، ومعاملة، وخلق، أخطر شيء العقيدة، وأنا أقول لك: أخطر شيء تلقنه لابنك العقيدة السليمة، تعلّم وعلّم.
صدقوا ولا أبالغ دروس تربية الأولاد في الإسلام أكبر شريحة انتفعت بها، ليس الأولاد، الآباء، تعلموا وعلموا.
في أحد خطباء دمشق، قال لي: مرة استيقظنا متأخرين أسرعت الأم إلى تهيئة شطيرة لابنها، وقال له أبوه: يا بني كُلْها في الطريق لأنه لا يوجد وقت، فوقف هذا الطفل الصغير بالحضانة، قال له: يا أبتِ قال عليه الصلاة والسلام:

(( الأكل في السوق دناءة ))

[أخرجه الطبراني عن أمامة الباهلي ]

لأن الأكل في الطريق يجرح العدالة، والمشي حافياً يجرح العدالة، ومن علا صوته في البيت تجرح عدالته، ومن أطلق لفرسه العنان تجرح عدالته، السرعة الزائدة في السيارات، ومن قاد جرذوناً تجرح عدالته، ومن تنزه في الطرقات تجرح عدالته، ومن كان حديثه عن النساء تجرح عدالته، ومن طفف بتمرة تجرح عدالته، ومن أكل لقمة من حرام تجرح عدالته، قال له: يا أبتِ قال عليه الصلاة والسلام:

(( الأكل في السوق دناءة ))

أنت حينما يتأدب ابنك بأدب الإسلام، والله أيها الأخوة، حدثني أخ، قال لي: هناك بقالية إلى جانب جامع، ودخل للبقالية عدة طلاب من طلاب هذا المسجد، قال لي: وقفتهم أديبة، كلامهم أديب، دخلت امرأة متفلتة غضّ هؤلاء بصرهم عنها، قال لي صاحب البقالية: شيء واضح جداً هؤلاء الأولاد كتلة أدب، يقول لك: ابن مربى، أنت حينما ترى ابنك بخلق عال صدق ولا أبالغ يدخل على قلبك من السعادة ما لا يوصف هذا استمرارك، هذا خليفتك.

من طبق ابنه منهج الله عز وجل ارتاحت نفسه:

أولاً الله عز وجل جعل هذا المنهج مطابقاً للفطرة، فابنك حينما يطبق منهج الله عزّ وجل ترتاح نفسك، تجده هادئاً، من أغرب ما سمعت بالمحاضرات في بلد آخر، وفي محاضرة لعالم نفس، الأم التي تدخن في الأعم الأغلب بعض أنواع السموم الناتجة عن التدخين تصل إلى دم الجنين، وهذا الجنين حينما يولد يميل إلى الأذى، كل شيء يكسره، كل شيء يخربه، والأم التي تقرأ القرآن يأتي ابنها راغباً في القرآن، بل إن الأم التي ترغب في هذا الحمل يكون حملها هيناً، ولطيفاً، والأم التي ندمت على هذا الحمل، وسألت بعض الشيوخ لإسقاطه، ثم منعت من إسقاطه، وكان هذا الحمل عبئاً عليها مثل هذه الأم تعاني من ثقل في الحمل لا حدود له.

بدأ الآن يتألف كتب حول علم نفس الجنين، التدخين له علاقة، كراهية الحمل له علاقة، وأشياء كثيرة لها علاقة.
لذلك كان النبي عليه الصلاة والسلام يؤذن في أذن المولود اليمنى، ويقيم في الأذن اليسرى: لقنوا أولادكم لا إله إلا الله.
أحياناً بالحج والعمرة تجد طفلاً صغيراً لابساً ثياب الإحرام، ويطوف، شيء جميل جداً، يكون ابنك معك في المسجد، وبالحج معك، وبالعمرة معك، وبالعيد معك يسمع من أبيه كلمات رائعة، يسمع من الآخرين كلام عن الله عز وجل.
يوجد بمدينة عربية عادة (أنا أقدسها هذه العادة) هذه المدينة لا تسمح لأولادها في العيد أن يذهبوا وحدهم إلا مع آبائهم، قد يكون الأب وزيراً، أبداً، يأخذ ابنه معه، لا يوجد كلمة نابية، لا يوجد تحرش، لا يوجد خطأ، ابنك فلذة كبدك.

الفرائض التي كلفنا الله بها ينبغي أن يؤمر بها الصغار في سن مبكرة حتى يألفوها:

كان عليه الصلاة والسلام يؤذن في أذن المولود اليمنى، ويقيم الصلاة في أذنه اليسرى، في هذا السن يغلب على الطفل التقليد، تلاحظ الأب إذا صلى الابن يقف جانبه الأم إذا تحجبت ابنتها تتحجب مثلها.
فلذلك يجب أن تستغل هذه النزعة إلى التقليد في سن الحياة المبكرة وتكون أمامه كاملاً.

لآن التوجيه، ورد في بعض الأحاديث:

(( علموا ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف ))

[أخرجه الحارث عن أبي هريرة ]

الآن الفرائض التي كلفنا الله إياها، ينبغي أن يؤمر بها الصغار في سن مبكرة حتى يألفوها، لذلك:

(( مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر ))

[ من الجامع الصغير عن عمرو بن شعيب ]

فإذا بلغ الـ13 سن التكليف هو يصلي من ست سنوات، يقاس على ذلك البنت الصغيرة أخي هذه ليس لها عورة، لا، لها عورة، ليست مكلفة أن تتستر، لكن يجب أن تنشأ على آداب الإسلام، أي ثيابها سابغة، محشومة، هي صغيرة، يقال هذا أمر تأديبي لا تكليفي.
الآن من التربية الإيمانية فضلاً عن الإيمان، وأركان الإسلام، والأمر بالصلاة والأمر بالصوم للظهر مثلاً، يوم صيام، يوم إفطار، التغاضي عن دقة الصيام، لكن يتأدب بآداب هذه العبادة.

تأديب الطفل على حبّ رسول الله و حب آل بيته وتلاوة القرآن الكريم:

الآن يجب أن يؤدب الطفل على حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني تصدق أن يقول أب لابنه يا بني أحب الله ؟ أحب رسول الله ؟ كلام ما له معنى إطلاقاً، لكن متى تسلك هذا السلوك مع ابنك ؟ حينما تحدثه عن رسول الله، كيف كان مع الصغار، كيف كان يسابقهم أحياناً، كيف يدعوهم لركوب ناقته أحياناً، كيف إذا دخل بيته كان واحداً منهم بساماً ضحاكاً، كيف كان الحسن والحسين يركبان على ظهره صلى الله عليه وسلم، بين لهم أن النبي كان صديق الأطفال، يحب الصغار، هل يوجد الآن خطيب في الأرض وهو على المنبر وأمامه آلاف مؤلفة، ويرى ابن ابنته يتعثر في مشيته، فيوقف الخطبة وينزل، ويحمله ويصعد إلى المنبر ويتابع الخطبة، هكذا فعل النبي.
لذلك ينبغي أن نؤدب أولادنا على حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى حب آل بيته، وعلى تلاوة القرآن.
في المغرب يعلمون القرآن بادئ ذي بدء، أنا بالتدريس كنت أرى أن الطالب الذي اعتنى والداه بتعليمه القرآن لغته فصيحة، بموضوع التعبير يكتب لك:

﴿ حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ﴾

( سورة محمد الآية: 4 )

تعبير قرآني، أكثر الذين يحفظون كتاب الله يستخدمون العبارات القرآنية.
أنا ألفت كتاباً، فكنت مضطراً أن أضبط الكلمات، سبحان الله ! أكثر الكلمات أذكر آية فيها الكلمة أنا حافظ ضبطها، كأن القرآن صار معجماً.
الآن يقول سيدنا سعد بن أبي وقاص: كنا نعلم أولادنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نعلمهم السورة من القرآن، والله عز وجل قال:

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾

( سورة يوسف الآية: 111 )

القصة أفضل أسلوب في تلقين الصغار و تربيتهم:

الحقيقة الدقيقة: أن أفضل طريقة لتربية الصغار القصة، والأب الذي يتقن القصة يكن أكبر مربٍ، الآن أنت ائتِ بابنك إلى خطبة الجمعة، ودعه يسمعها معك، بعد الخطبة اسأله يا بني ماذا تذكرت ؟ الخطبة ثلثي الساعة، ما تذكر إلا قصة ذكرها الخطيب القصة لها أثر عجيب، ولها ثبات غريب، فأنت كأب يمكن أن تجعل من القصة أسلوباً فريداً متميزاً في تلقين الأولاد.

أكثر عادات الصغار يتلقونها عن آبائهم وأمهاتهم في حياتهم الأولى:

من الأحاديث المتعلقة بتربية الأولاد، قال عليه الصلاة والسلام:

(( كل مولود يولد على الفطرة ))

[أخرجه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ]


الأطفال أحباب الله، على الفطرة، يعني الذي عنده أولاداً صغاراً يرى في صفاء، في خجل، في حياء، في ذاتية، في براءة، ما في حقد، أحياناً الأب يضطر أن يؤدب ابنه بعد دقيقة يلقي بنفسه على حضن أبيه ويبكي، يعني يشعر الطفل أن الأب رحيم، لذلك:

 

(( كل مولود يولد على الفطرة ))

 

[أخرجه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ]

الحديث معروف عندكم، فلا بد من تربية صحيحة معرفة بكتاب الله، وبسنة رسول صلى الله عليه وسلم.
أنا أذكر مرة لي حاجة عند إنسان، قلت له متى نلتقي ؟ قال لي: في مكتبي أي ساعة ؟ التاسعة ؟ قال: لا السادسة صباحاً، أنا شيء غريب جداً، موعد الساعة السادسة صباحاً ؟ قال لي: أنا كان والدي يأخذني لأصلي قيام الليل كل يوم إلى المسجد، فأنا من أربعين خمسين سنة أستيقظ قبل الفجر بساعة، أستيقظ وأصلي قيام الليل، والفجر، وأتوجه إلى مكتبي، قلت: سبحان الله ! هذه السياسة التي سلكها الأب مع ابنه أصبحت عادة متمكنة.

وأكثر عادات الصغار تلقوها عن آبائهم وأمهاتهم في سنين مبكرة.

من الأحاديث المتعلقة بتربية الأولاد ، قال عليه الصلاة والسلام :
(( كل مولود يولد على الفطرة ))
[أخرجه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ]
الأطفال أحباب الله ، على الفطرة ، يعني الذي عنده أولاداً صغاراً يرى في صفاء ، في خجل ، في حياء ، في ذاتية ، في براءة ، ما في حقد ، أحياناً الأب يضطر أن يؤدب ابنه بعد دقيقة يلقي بنفسه على حضن أبيه ويبكي ، يعني يشعر الطفل أن الأب رحيم ، لذلك :
(( كل مولود يولد على الفطرة ))
[أخرجه الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله ] .
الحديث معروف عندكم ، فلا بد من تربية صحيحة معرفة بكتاب الله ، وبسنة رسول صلى الله عليه وسلم .
أنا أذكر مرة لي حاجة عند إنسان ، قلت له متى نلتقي ؟ قال لي : في مكتبي أي ساعة ؟ التاسعة ؟ قال : لا السادسة صباحاً ، أنا شيء غريب جداً ، موعد الساعة السادسة صباحاً ؟ قال لي : أنا كان والدي يأخذني لأصلي قيام الليل كل يوم إلى المسجد ، فأنا من أربعين خمسين سنة أستيقظ قبل الفجر بساعة ، أستيقظ وأصلي قيام الليل ، والفجر ، وأتوجه إلى مكتبي ، قلت : سبحان الله ! هذه السياسة التي سلكها الأب مع ابنه أصبحت عادة متمكنة .
وأكثر عادات الصغار تلقوها عن آبائهم وأمهاتهم في سنين مبكرة

أخطر سن عند الصغار السنوات الأولى من عمرهم:

 

مرة قلت لكم فيما أذكر أن أحد العلماء علماء صناعة القادة يؤكدون أن كل العادات التي يرغبها الآباء في أبنائهم تترسخ فيهم من السنة الأولى وحتى السابعة، الصدق الأمانة، النظافة، الترتيب، العناية بالأسنان، ألا يكون عنيفاً، يعتذر، يتأدب، يكون هندامه حسن، هذا كل في السنوات السبع الأولى، فلذلك أخطر سن يحتاجه الصغير في السنوات الأولى.
وفي بعض البلاد كبار المربين يتولون مرحلة التعليم الابتدائي، أما في البلاد النامية يكون إنسان معه كفاءة، عنده إحباط بالحياة، كلامه قاس جداً، يده والضرب نسلمه فلذات أكبادنا، هذه مشكلة.
مرة سُئلت سؤالاً: أنه إذا كان قسط المدرسة مئة ألف، هذا فوق طاقة معظم الناس، أنا لي رأي كان لو كان دخلك مئتي ألف والقسط مئة ألف، والقسط حقيقة خرّج ابناً بأعلى درجة من الثقافة من الأدب والعلم والإيمان أنت الرابح الأول لو دفعت نصف دخلك.
فلذلك أنا أًكبر الآباء الذي يهتمون بأولادهم اهتماماً كبيراً.
أيها الأخوة، التربية الإيمانية تربية على أركان الإيمان، وأركان الإسلام، والصلاة، والآداب الإسلامية، والعادات الطيبة، وهذا الإيمان يتنامى، فإذا كان الابن عندما يكبر كما ينبغي كان قرة عين لوالديه.

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

اللغات المتوافرة

إخفاء الصور