وضع داكن
28-03-2024
Logo
مدارج السالكين - الدرس : 079 - الرغبة
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

منزلة الرغبة :


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين. 


تمهيد :


أيها الإخوة الكرام؛ مع الدرس التاسع والسبعين من دروس مدارج السالكين, في منازل إياك نعبد وإياك نستعين، ومنزلة اليوم منزلة الرغبة, قال تعالى: 

﴿ عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا خَيْراً مِنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ (32)  ﴾

[ سورة القلم  ]

قال تعالى: 

﴿ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ (90)  ﴾

[ سورة الأنبياء ]

ما من منزلةٍ من منازل مدارج السالكين, إلا ولها أصْلٌ في الكتاب الكريم، أو سنّة النبي عليه أتمّ الصلاة وأتمّ التسليم، فالله سبحانه وتعالى يقول:( وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً ) .

ولا بدّ لنا من وقْفةٍ عند هذه الآية :

من السَّهل أن ترجو رحمته دون أن تدفع الثَّمَن، ومن السَّهل أيضًا أن تقنط من رحمته لِجَهلٍ مسْتحْكِم, ولكنّ البطولة أن تعبُدَهُ راجيًا وخائفًا، راغبًا وراهبًا، رغبةً ورهبةً, الوضْع المتوازن يحتاج إلى بطولة، أما التطرّف فسهلٌ جدًّا, أبٌ بإمكانه أن يكون سهلاً فَيُعْصَر، وبإمكانه أن يكون عنيفًا جدًّا، كلا الحالتين سهلةٌ على الأب، أما الأب الذي يرجو أولاده عطاءه، ويخافون غضبهُ, في الوقت نفسه هذا أب مُرَبٍّ حكيم، وبالمقابل المؤمن الصادق يعبد الله رغبًا ورهبًا، إذا عرف من رحمته لا يطمع بها فَيُقصِّر، وإذا عرف من عقابه لا يدْفعُه العقاب إلى أن ييْأس.

أكمل موقف قاله سيّدنا عمر: والله لو علمْتُ أنّ الله معذِّبٌ واحدًا لَخِفْتُ أن أكون أنا، ولو علمْتُ أنّ الله راحمًا واحدًا لرجَوْتُ أن أكون أنا. 


ما الفرق بين الرغبة والرجاء؟ :


لكنّ العلماء فرَّقوا بين الرغبة والرجاء، قالوا: 

الرّجاء طمع والرغبة طلب .

طمعٌ وطلبٌ، أو الرجاء ثمرةُ الطَّمع، تطْمعُ فترْغَبُ, فإنَّه إذا رجا الشيء طلبهُ، والرغبة من الرَّجاء كالهرب من الخوف، فمن رجا شيئًا طلبه ورغب فيه، ومن خاف شيئًا هرب منه.

وهذا يقودنا إلى قانون، قانون التعامل مع المحيط، الإنسان في تعامله مع المحيط يسْلُك القانون التالي: يُدْركُ فيَنْفَعِلُ فيَسْلُك يتحرّك , أوْضَحُ مثلٍ:

كنتَ في بستانٍ, فرأيْتَ أفعى, انطبق شكلها على شبكيّة العين, إحساس, انتقَلَتْ هذه الصورة إلى الدّماغ؛ إدراك بِحُكم المفهومات التي تعرفها في المدارس, ومن خلال التعامل الاجتماعي, أنّ فلاناً لدَغَتْهُ الأفعى فمات، الأفعى سمُّها قاتل، وهناك أفعى خطيرة جدًّا، معلومات وصَلَت إليك فكوَّنَتْ مفاهيم، فهذه الصورة حينما تنتقل إلى الدّماغ تصبحُ مفهومًا مُدْركًا، الإدراك يُحْدث اضطراباً، ما دامَتْ أفعى وهي قريبة منك، وهناك خطر أن تلدغكَ فلا بدّ أن تضطرب، علامة صحَّة الإدراك الاضطراب، وعلامة صحّة الاضطراب السلوك، إما أن تقتلها وإما أن تهرب منها، إدراك انفعال سُلوك، فإن لم يصحّ الإدراك لا يكون انفعال، وإن لم يكن هناك انفعال ليس هناك سلوك.

مثلاً: لو أنَّ واحدًا قال للآخر: انتبِه على كتفك عقرب, وبقي هادئاً جدًّا، ثم التفت إليه وابتسَم, وقال له: أنا أشكرك على هذه الملاحظة، وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يمكِّنَني أن أكافئك عليها, هذا الموقف الهادئ جدًّا، هل معنى ذلك: أنّ الذي سمع كلمة عقرب فهمها؟ لم يفهمها أبداً, إدراك انفعال سلوك، هذا هو القانون، ومن ألطف ما في الأمر: أنَّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: 

(( النَّدَمُ تَوْبَةٌ ))

[ أخرجه البزار في مسنده, وابن حبان في صحيحه, والحاكم في مستدركه ]

التوبة تحتاج إلى علم, وإلى حال, وإلى سلوك، فالنبي اختصر بالنَّدم وهو الحال، شرح الحديث قالوا: هذا الحال يوجبهُ علم، وينْتُجُ عنه سُلوك، هذا الحال له سبب، وله نتيجة، سببه العلم، نتيجته السُّلوك, فالراجي طالب، والخائف هارب، والدليل: قوله تعالى:

﴿ قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) ﴾

[  سورة الكهف ]

علامة صِدْق الرّجاء العمل، الله عز وجل ربط الرجاء بالعمل, فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل، قال تعالى: 

﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً (19) ﴾

[ سورة الإسراء ]

أراد الآخرة وسعى لها سعيَها وهو مؤمن، يعني بِشَكلٍ أو بآخر: إن لم يُتَرجم العلم إلى عمل فلا قيمة له، إن لم يُتَرجم الإيمان إلى سلوك فلا قيمة له، إن لم يُترْجم التوحيد إلى تقوى لا قيمة له:

وعالم بعِلْمه لم يعملَن           مُعَذَّبٌ من قبل عبّاد الوثن

الراجي طالب، والخائف هارب، والرغبة هي الرجاء, حقيقة الرجاء طمَع يحتاج إلى تحقيق، طمعٌ في مغيَّبٍ عنك, مَشْكوك في تَحصيله, وإن كان متحقِّقًا بِذاته، الجنّة مُتحقِّقة بذاتها، ولكن القلق أن يُسْمحَ لي أن أدخلها أو أن لا أدخلها.

 

لا تقلق على الإسلام إنّه دين الله :


بالمناسبة: الشيء بالشيء يُذْكر: الإنسان أحيانًا يستمع إلى الأخبار, يتوهَّم أنَّ الإسلام انتهى، الإسلام يواجه معركة مصير في كل مكان في العالم، في شمال الأرض وجنوبها، وفي شرقها وغربها, أعداء المسلمين أقوياء وأشِدَّاء وقُساة، ويرَوْن الإسلام عدُوًّا لدودًا، لا تقلق على الإسلام إنّه دين الله، والله بيَدِهِ كلّ شيء، إن أراد شيئاً يقول له: كُنْ فيكون ، زُلْ فيَزُول ، أضربُ لكم مثالاً:

في بعض الروافع الكهربائيّة في معامل الحديد, ترفع عشرون أو ثلاثون طنًّا عن طريق الكهرباء، وكلّكم يعلم أنّ الكهرباء تشكِّل مساحة مغناطيسيّة، فإذا أحطْنا سطح الرافعة بِوَشيعة كهربائيّة, يصبح فيها قوّة جذب كبيرة جدًّا، فقد تحمل هذه الرافعة عشرين طُنًّا، ولا يستطيع أقوى الرّجال أن يأخذ منها قطعة واحدة، أما عامل هذه الرافعة لو ضَغَط الزرّ ربع ميلي لسقَطَ كلّ ما عليها, قطَعَ الكهرباء، وانتهى المغناطيس، ووقع كلّ الحديد، أقوى قوّة في الأرض, لو أراد الله عز وجل تدميرها, لقال: كُن فيكون، زُل فيَزُول، قال تعالى:

﴿ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ (74) ﴾

[ سورة  الحجر ]

أقرب مثل زلزال تركيا الأوّل، والثاني كذلك زلزال كبير جدًّا, ذهب ضحِيَّته مئات القتلى, وآلاف الجرحى, وعشرات ألوف المُشرَّدين.

هم يبْنون السُّدود لِيَمْنعوا الماء عنَّا، الخبراء قالوا: لا بدَّ من تفريغ السُّدود, وإلا كانتْ الطامّة الكبرى، وأُفْرِغَت السُّدود وانتقلت المياه إلى أصحابها قهْرًا، الله عز وجل قهَّار، فالراجي طالب، والخائف هارب, والرغبة هي الرّجاء بالحقيقة، والرجاء طمعٌ يحتاج إلى تحقيق، أيْ طمعٌ في مُغَيَّبٍ عن الراجي مَشكوك في تحصيله, وإن كان متحقِّقًا في ذاته كالجنّة هي مُتَحَقِّقة، ولكنّ القلق أن يُسْمح لنا بِدُخولها أو أن لا يُسْمح.

النُّقْطة الدقيقة جدًّا متى تتولَّد الرغبة؟. 

إنسان عندهُ محلّ، وهذا المحلّ يعجبه، وعينه تقرّ به، جاءهُ إنسان وقال له: اعْمل مكتب استيراد, تبيع زبوناً واحداً, وتربح عشرة أضعاف ربْحك الحالي، تربح أرباحًا طائلة ، ومكانتك ستصبح عالية، لأنه لا علاقة لك بالتعامل اليومي مع الزبائن, فصاحب المحلّ لمّا سمع هذا الكلام, رغب أن يكون بائع جملة ومُسْتوْرِداً, متى تولَّدَت الرغبة؟ من الإدراك، العلم، وكذا الأمر في الدين, إذ لا يمكن أن تتولّد لك رغبة في الدار الآخرة, ولا في السّعي إلى الجنّة، ولا في طاعة الله, إن لم تعْلَم، فالعِلْم أساس.

وبالمقابل: كما أنّه لا يمكن أن ينشأ لدَيْك خوفٌ حقيقيّ من مَعْصِيَة, إلا إذا أدْركْتَ ماذا تعني المعصِيَة؟ تعني حجابًا عن الله عز وجل، بل إنّ أشدّ عِقابٍ يُعاقبُ به الإنسان كما قال تعالى: 

﴿ كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (15)  ﴾

[ سورة المطففين ]

الحِجاب، فأنت تُطيع بِقَدْر عِلْمِك، وتنتهي عن مناهي الله بِقَدر علمك، فالعلم يُوَلّد الرغبة في العمل، والرغبة في التَّرك.

مثلاً: إنسانٌ يُدَخِّن، تقول له: يا أخي, التدخين قد يُسبّب سرطاناً, وأزمة قلبيّة، جلْطة, يُسبّب داء المُوات، تأتيه بالأدلّة القاطعة, وبالبُحوث العِلميّة الجامعة, والحقائق الناصِعَة، ومع ذلك يُدَخِّن، أما حينما يُصاب في قلبهِ، أو بِجَلْطة في دمِهِ، أو بِوَرمٍ في صدْره، يدعُ الدّخان فوْرًا، ولكن متى ودعهُ؟ حينما يُدْرك خطر الدخان عن طريق المُعايَنَة، من هو العاقل؟ هو الذي لا يحتاج أن يكون هو التجربة، لا يتَّعِظ بنَفسِهِ بل بِغَيره.

 

العلم حاجة عليا في الإنسان :


لي صديق, له خال دارس في جامعات غَرْبِيَّة، وله منْصب رفيع، وله مكانة كبيرة, ولكنّه مُدْمِن على الدخان، أُصيب بِمَرض خبيث، زارهُ صديقي في المستشفى، فقال هكذا باسْتِكبار: هذه السيجارة لها معي حِسابٌ طويل, لقد سبَّبَتْ لي ورمًا في الرّئة، وبعد أن أُشْفى من هذا المرض، سأُحاسِبُها حِسابًا عسيرًا، لكنّ هذا المرض لمْ يُمْهِلْهُ حتى يُحاسبَها حسابًا عسيرًا, قضى عليه‍‍‌‍.

قرأتُ بِكِتاب عن الدّخان: أنّ إنسانًا مَشْهور جدًّا في الترْويج لبعض أنواع الدخان, وله قِوام مُعَيَّن، ويلبس لباس راعي البقر، إلخ ... هذا الإنسان مات في رَيْعان الشباب بِسَرطان في الرئة بِسَبب الدّخان, وهو على فراش الموت, قال هذه الكلمات: كنتُ أكذبُ عليكم الدخان قتَلَنِي.

إذًا: حينما يترسَّخُ العلم تُخْلقُ الرّغبة في الطاعة، أو الرغبة في ترْك المعْصِيَة، أوائلُ هذه الرغبة تتولَّد من العلم، لذلك:

إن أردْت الدنيا فعليك بالعلم، وإن أردْت الآخرة فعليك بالعلم، وإن أردتهما معًا فعليك بالعلم.

الخُطْوَة الأولى والأساسيّة والمهمّة: أنْ تعلَمَ، العِلْم حاجةٌ عُليا في الإنسان، حاجةٌ تليقُ بإنسانِيَّته، كلُّ مَن طلبَ العلم أكَّدَ أنَّه إنسان، ومن عزَفَ عن طلب العلم ألْغى إنْسانِيَّته، وحافظ على بَهيمِيَّتِهِ.

كلُّكم يعلم أنّ في الإسلام مقامات ثلاث: 

1 ـــ مقام الإسلام .

2 ــــ ومقام الإيمان .

3 ــــ ومقام الإحسان.

وبالمناسبة: أنا لا أرغبُ أبدًا أن أضيف مصطلحًا لم يرِد لا في الكتاب ولا في السنّة، لا أستخدم أيّ مصطلح, ونحن مع المضامين، ولسْنا مع العناوين، هذه المصطلحات مزَّقَت الأمّة, وهذه المصطلحات شقَّت صفوف الأمّة، مصطلحات كثيرة، أنت مع الكتاب والسنّة، مع ما جاء في القرآن، ومع ما جاء من النبي العدنان صلى الله عليه وسلّم, وهذا هو الإسلام.

مصطلحاً: الإسلام أن تنْصاعَ لأمر الله، والإيمان أن تقْبِلَ عليه، والإحسان أن تعبد الله كأنَّك تراه, فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، هذا مقام الإحسان, تحقيق مقام الإحسان أن يفْنى الإنسان بِحُبّ الواحد الدَيَّان، أن يفْنى بِحُبِّه, وأن يخاف منه، وأن يرْجُوَ رحمتهُ، وأن يتوكَّل عليه، وأن يتبتَّلَ إليه، وليس فوق ذلك المقام مقام.

مقام الإحسان: أن تعبد الله كأنَّك تراه, فإن لم تكن تراه فإنّه يراك.

أيها الإخوة؛ الإنسان إذا تعمَّق في الإيمان الحقائق, تتَّضِح له شامخةً صارخة، يكاد المؤمن يعلم الغيب، وهو لا يعلم الغيب، وذلك لِمَعرفته بالقوانين، الإنسان منْحرِف, ولا بدّ من أن يؤدِّبَهُ الله تعالى، وإنسان مُحْسن، لا بدّ من أن يكرمَهُ الله تعالى، معرفتهُ بالقوانين تعطيهِ نفسًا في الفراسة الصحيحة. 


الرّغبة من لوازمها الرِّعايَة .


إن كنتَ راغبًا في شيءٍ عليك أن ترْعاهُ، إن اكْتَمَلَتْ الرغبة, اكْتَمَلَ معها خُلُق الرِّعاية الإيمانيّة, العِلْم كيف يُراعى؟ يُحْفظ ويُعْمَلُ به، آفاتا العلم: أن يُنْسى وأن لا يُعْمَلَ به.

الآن: إذا كان هناك رغبة صادقة, لا بدّ من أن يتْبَعَ هذه الرغبة الصادقة عملٌ يؤكِّدها، فَرِعايَةُ العلم بالحفْظ، ورِعايَة العلم بالعمل.

هناك نقطة أتمنَّى أن تكون واضحة لديكم: أخواننا الكرام يحضرون دروس العلم كثيرًا، ويتأثَّرون ويخرجون بانطِباع عن الدّرس, هذا الانطباع لا يلْبث أن يُنسى، فإذا كلّما حضرْت الدرس، ترك الدرس انْطِباعاً ضبابياً, ثم لا تلْبَث أن ينسى الدرس، هنا مشكلة، هذا العلم كيف يتراكم؟ وكيف ينقلب إلى تعليم؟ وكيف ينقلب إلى طلاقة لِسان؟ وكيف ينقلب إلى دعوَة إلى الله عز وجل؟.

فالشيء الثابت: أنّ الإنسان يطلب العلم ثمّ يُعَلِّم، يتلقَّى ثمّ يُلْقي، يأخذ ثمّ يعطي، هل يُعقل أن يعيش الإنسان طوال عمره في طلب العلم؟ هذا كلام غير مقبول، فما السبيل إلى أن أتذكّر ما سمعتهُ؟ هذا يحتاج إلى مُذاكرة.

وأنا أنصح كلّ أخواننا أربعة أو خمسة بِحَسب القرابة، وبِحَسب المسكن، بِحَسب الجِوار والزمالة بالعمل على مستوى أسرة داخليّة، إذا جلسْتَ مع أخيك ساعةً واحدة، ومع بعض أخوانك الذين تجمعهم معك جامعة، جامعة الجِوار، أو جامعة العمل، أو جامعة القرابة، يتّفقون بعد انتهاء العمل يجلسون ويتذاكرون، أنت بالنّهاية تطلب العِلْم كي تُعَلِّم، تتلقّى كي تُلقي، وتأخذ كي تُعطي، العطاء يحتاج إلى تركيز، لذلك الذاكرة تُدَرَّب, حاوِلْ أن تكتب أجْمَلَ ما سمعْت، ثمَّ حاوِل أن تحفظَ أجْمَلَ ما كتبْتَ، وأنت عند أهلك طالب علم، فأنت مظنَّة عِلْم، ومظنَّة صلاح، لك أبٌ بعيد عن جوّ العلم، ولك أخ، ولك جار، ولك صهر، ولك ابن عمّ، تُسأل أنت دائمًا، وتُدْعى إلى احتفال، إلى عقْد قِران، إلى نُزْهة، إلى سهرة، إلى وليمة، إلى لقاء، تبقى ساكتًا, هذا غير معقول, تطلب العلم كي تُعَلِّم، من أجمل ما في الحياة أن تأخذ وأن تعطي، فإذا الإنسان حاوَلَ أن يكتب في البيت أجْمَلَ ما سمِع, ويحفظ أجمل ما كتب، بعد حينٍ تصبحُ له ذخيرة كبيرة جدًّا من المعلومات، دفتر صغير ورقيق في الجيب، سمع آية وطرب لِمَعناها سجلها.

 

قيدوا العلم بالكتابة :


سمِعَ مرَّةً قوله تعالى:

﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ( 55 )﴾

[ سورة النور ]

الدِّين موصوف، ما قال: وليُمَكِنَنَّ لهم دينهم, ولكن قال: الذي ارتضى لهم، معنى ذلك:

أنّ الدِّين الذي يرتضيه الله لنا هو سبب تمكيننا في الأرض، استنباط منطقي صرف, فإن لمْ نُمَكَّن, معنى ذلك: أنّ الدِّين الذي نُمارسُهُ لم يرْتضه الله لنا، لذلك لمْ يُمَكِنَّا في الأرض، وهذا معنى لطيف جدًّا، وهو يحلّ مشكلة كبيرة، فهذه الآية تُكْتب على دفْتر، ويُشار إلى المعنى، دفتر صغير، سمعت معنى آية، أو حديث، أو حِكْمَة، حقيقة, حكم فقهي، هذه ذخيرة في جَيْبك ، فإن أردْت أن تحفظ فاكتُب، وإن أردْت أن تُلقي فسَجّل، إن أردْت أن تعِظ فدَقِّق، فالعِلْم آفتهُ أن تنساه.

لو قال الواحد: حدَّثنا سفيان بن عيينة, عن فلان, عن فلان, عن فلان, فساق ثلاثاً وثلاثين راوِيَة, والحديث: 

أنّ النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: من كان فيه خَصْلتان دخل الجنة، أما الأولى فقد نسِيَها الراوي، وأما الثانية فقد نسيتها أنا, لم يبْقَ شيء، هذه مشكلة، يأتي لِيَتَكَلَّم فلا يذْكُر شيئًا، فقَيِّدُوا العِلْم بالكتابة.


 من مفسدات العمل :


قال: إذا اكتمَلَتْ رغبَتُهُ, اكْتَمَلَ مع رغْبته خُلقُ الرِّعاية، يرعى العلم فيحْفظُهُ ويعمل به، ويرْعى العمل بالإحسان والإخلاص، والإحسان هو الإتقان، والإخلاص أن يكون خالصًا لله تعالى، يرعى العلم فيحْفظُهُ ويعمل به، ويرْعى العمل بالإحسان والإخلاص, ويحفظ العمل من مُفْسِداته.

مثلاً: أعطى ثمّ منَّ بعْد عطائِهِ، فالمنّ أذْهَبَ ثواب عطائه.

 

وقال العلماء مراتب العلم والعمل ثلاثة:


1- رواية هي مجرّد النقل وحمْلُ المرْوِيّ .

2- ودِرايَةٌ هي فهمهُ وتعَقُّلُ معناه .

3- ورعايةٌ هي العمل بِمُوجِبِه، ما علمهُ وبِحَسب مُقتضاه .

ما قولكم بهذا المثل:

أنت أمام خارطة لِقَصْر، الخارطة واضحة جدًّا، وقد رسمها أكبر مهندس,  مساحات، الطابق الأوّل, والثاني, والثالث، غرف النوم، وغرف الجلوس, الشرفات, الحدائق، نسب الجدران، كلّ التفاصيل في هذه الخارطة، هذا نوع من العلم، فالذي أعطاك هذه الخارطة أعطاكَ علمًا، ولكن أنت ليس عندك بيت، معك خارطة فقط, أما هناك عالم يدلّك على طريق القصر كي تسْلُكها، وهناك عالم ثالث يدخلك إلى القصر لِتَسْكنهُ، فإنسان قدَّم لك خارطته، وإنسان دلَّك على الطريق الموصِلِ إليه، وإنسان أعانك على أن تدخلهُ، وأن تسكنه, وأن تستقرّ به، وفرقٌ كبير بين أن تمْتلك خارطة قصْر وبين أن تملك قصر، وبين أن تمتلِكَ صورة سيارة وبين أن تملك السيارة .

فمراتب العلم ثلاثة: 

1- رِوايَةٌ : حدَّثنا فلان عن فلان، وهي مجرّد النقل وحمْلُ المرويّ .

2- ودِرايةٌ : هي فهمه وتعقُّل معناه .

3- ورعايةٌ هي العمل بِمُوجبه .

روايةٌ ودِراية ورعاية، ترْوي النصّ، وتفهم النصّ، وتعمل بالنصّ, لذلك قال الله عز وجل في معْرض مديح المؤمنين، قال: 

﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)  ﴾

[ سورة البقرة ]

علماء التفسير فسَّروا حقّ تِلاوته: أن تنطق به صحيحًا، وأن تفْهمهُ, وأن تعمل به.

قال: 

1- النَّقَلة : همُّهم الرّواية.

2- والعلماء : همّهم الدراية .

3- والعارفون بالله همّهم الرِّعايَة .

واحد روى، والثاني درى، والثالث رعى، وقد ذمّ الله عز وجل من لم يرعَ ما اختاره وابتدعهُ من الرهبانيّة حقّ رعايتها، ما معنى قال الله تعالى: 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) ﴾

[ سورة آل عمران ]

أيْ ارْعَوا التقوى.

قال: حقّ التقوى أن تُطيعهُ فلا تعصيه، أن تذكرهُ فلا تنساه، أن تشكرهُ فلا تكفرهُ.

قال تعالى:     

﴿ ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (27) ﴾

[ [سورة الحديد الآية: 27] ]

هناك تعليق رائع : 

لأنّ الله ما كتبها عليهم، لم يستطيعوا رعايتها, من هو الخبير؟ الله جلّ جلاله، إذا سمَحَ الله لك بالزواج، وحرمْت أنت نفسكَ من الزواج زهدًا وورعًا، أنت تحرَّكْتَ حركة بِخِلاف فِطْرتك التي فُطِرْت عليها، لن تستطيع رِعايَة هذا المسْلكَ الذي ابْتَدَعْتهُ.

أجْمَل ما قيل في هذا المقام: 

أشدُّكم خشيَةً لله عز وجل أنا، أنام وأقوم، أصوم وأفطر, أتزوج النساء، آكل اللّحم، هذه سنّتي، فمن رغب عنها فليس من أمَّتي, قال تعالى: ( وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا) لأنَّهم ابْتَدَعوها ولم تَرِد في منهجهم, إذًا لن يستطيعوا رعايتها حقّ الرعاية، ما كتبناها عليهم, هم حينما كتَبُوها على أنفسهم, اِدَّعَوا أنَّه ابْتِغاء رِضْوان الله، ولأنَّها لم تُكْتَب عليهم, لمْ يستطيعوا رعايتها، فما رعَوْها حقّ رعايتها.

في هذا المعنى الدقيق, الله جلّ جلاله ذمّ من لمْ يرْعَ قُرْبةً ابْتَدَعها لله تعالى، لم يرْعها حقّ رعايتها، فكيف بِمَن لم يرْعَ قُرْبةً شرعها الله؟ القُربة التي لم يُشَرِّعها الله, عاتب الذين ابْتَدَعوها أنَّهم لم يرْعَوْها حق رعايتها، فكيف بالذي لا يرعى عبادة شرعها الله عز وجل، وهي متوافقةٌ مع طبْعِهِ، ومع طاقته, وقدرته, وإمكاناته؟.

 

الآن من أركان الرِّعاية:


رعايَة الأعمال وفْق النَّمَط الأوْسط مع اسْتصغارها والقيام بها من غير نظرٍ إليها .

ثلاث صفات: 

رِعايَة الأعمال : أن تأخذ الوضع المعتدل منها، فالإفراط تطرّف، والتفريط تطرّف، وأن تُلقي بِنَفسِكَ إلى التهلكة تهوّر، وأن تجمد عن ملاقاة العدوّ جبْنٌ، والوضْع الوسَطِيّ أن تكون شجاعًا بِتَعَقُّل .

أن تمْسِكَ المال بُخلاً، وأن تُلْقِيَهُ جزافًا إسرافًا ، أما الوضْع الوسطي كما قال تعالى: 

﴿ وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67) ﴾

[ سورة الفرقان ]

أوّل شيء: رعاية الأعمال وفْق النَّمَط الأوْسَط . 

وقالوا: الفضيلة وسَطٌ بين طرفين.

مع اسْتصغارها والقيام بها من غير نظرٍ إليها.

الإنسان إذا رأى عملهُ كبيرًا حجَبَهُ عن الله عز وجل، لو كان لك عملٌ كالجبال, يجب أن ترى أنّ الله تفضَّل به عليك، ولولا أنّ الله عز وجل تفضَّل به عليك, لأخذْت ولم تُعْطِ .

مرَّةً أخ طلبَ مِني أن يشتغل, اتَّصَلْتُ بإنسان عندهُ معمل، أخٌ كريم وأنا أُحسِنُ الظنّ به، فاعْتذَر اعتذارًا لم أقْبلْهُ، وهو ذكيّ جدّا، قلتُ له: مع أنَّك ذكيّ جدًّا, الله عز وجل قادِرٌ أن يجعلكَ تقف في صفّ طويل عند جمعِيَّة خيريَّة, لتأخذ خمس مائة ليرة وتُوَقِّع, فأنت إذا أعطيت هذا من فضْل الله عليك، الذي يعطي يجب أن لا يرى أنّه يعطي، يجب أن يرى أنّ الله تفضَّلَ عليه ومكَّنَهُ من أن يُعطي، والذي يتكلّم ويُلقي درساً يجب أن يشعر أنّ الله تفضَّل عليه أن جَعَلَ قُلوب المؤمنين تهْفو إليه، ولو انْصرفوا عنه من يستمع إليه.

أنا أرى أنّ الذي يأخذ منك المال له فضْلٌ عليك، ولو رفضَ حرمَكَ هذا العمل, والذي يأخذ منك العلم له فضلٌ عليك, لأنَّه لو انصرفَ عنك تُلقي الدرس على مَنْ؟ العِبْرة أن لا ترى لك عملاً، أن لا تزهوَ به، أن لا يكون العمل حجابًا بينك وبين الله, أن لا ترى هذا العمل، وأن تستصْغِرَه.

إذا إنسان أسْدَى إليك معروفًا يجب أن تسْتكبره، وأن لا تنْساهُ مدى الحياة, وأنت إن قدَّمْت لإنسانٍ معروفًا, يجب أن تستصْغِرَهُ, وأن تنْساه، وهناك أناسٌ بالعكس، إذا عُمِلَ معه أعمال كالجبال ينْساها، وإذا قدَّم لإنسان شيئاً بسيطاً, لا يزال يمنّ به عليه حتى يخرج من جِلْدِهِ، يقول له: لحم كتفك من خيري, كلامٌ فيه حُمْقٌ وتَطاوُل، وسوءُ أدبٍ مع الله, ويقول لك: أنا معيل, أنت مُعال ولسْتَ مُعيل، المُعيل هو الله.

يقول الإمام الشافعي: لو أنّ السماء من رصاص، والأرض من نُحاسّ، والخلقُ كلّهم عِيالي ما حملْتُ همًّا، لأنّ الله هو الرزاق ذو القوّة المتين.

وقد قيل علامة رضاء الله عنك: إعراضك عن نفسك .

وعلامة قبول عملك: احتِقاره واسْتِقلاله وصِغَره في قلبك .

ما قولكم بِعَمل النبي عليه الصلاة والسلام؟. 

الإسلام الآن: مليار ومائتا مليون إنسان, في مشارق الأرض ومغاربها، أينما ذهبْت؛ في أمريكا هناك ثلاثة آلاف مسجد, وبفرنسا هناك ألف مسجد، بأمريكا هناك عشرة ملايين مسلم، بفرنسا الإسلام هو الدِّين الثاني، أينما ذهبْت تجدُ منارات إسلامِيَّة، مَن نشَرَ هذا الحق؟ في صحيفة من نحن؟ سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم, ومع ذلك اسْتَمِع إلى قوله: جهْدُ المُقِلّ!. 

فالتواضع أمر أساسي بالإيمان، ومن علامة إعراضك عن نفسك، وعلامة قبول عملك: احتِقاره واسْتِقلاله وصِغَره في قلبك.

 

لماذا تستغفر الله عقِبَ الصلاة؟ :


أوّل ما تنتهي الصلاة تقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، لماذا؟ أنت كنتَ في عبادة، وكنت قائمًا تصلّي.

علَّمَنا النبي -عليه الصلاة والسلام-: وأنت في عبادة راقِيَة, يجب أن تستغفر, وأن تشكر الله عز وجل, أنْ قوَّاك على هذه العبادة، وإن كان هناك تقصير فيها, لا بدّ أن تستغفر.

هناك شيء طريف سأقوله لكم، سمعتُه مرَّةً من طبيب فتأثَّرْتُ : 

قال: هناك حبّ نفسي، وحبّ عقلي، وهناك بغض نفسي، وبغض عقلي .

الإنسان أحياناً بالشتاء يجد فاكهة حامضة لا يحبّها، أما إن قالوا له: أنّ هذه الفاكهة تُذيب الكوليسترول، وتذيب الشُّحوم، ولها أثر كبير جدًّا، وفيها فيتامينات ومعادن، هو لا يحِبّها، ولكن بِقَدر ما سمِعَ عن فوائدِها, فصار يشربها ويأكلها، هذا نُسَمِّيه حُبّ عقلي.

أحياناً تكون أمامك أكلة من أطْيَب الأكلات لكن لا تُناسبك، تبغضها لأنك لا تحبّها بل لأنّها تؤذيك .

فالإنسان كلّما ارتقى مُستواه, لا يتعامل مع الحبّ النفسي، والبغض النفسي، يتعامل مع الحبّ العقلي، والبغض العقلي .

إذًا في النهاية: 

ينبغي أن نتعامل مع أنفسنا بالحبّ والبغض العقلي, لا بالحبّ والبغض النفسي, الحبّ العقلي أن تطبّق منهج الله عز وجل :

(( لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئتُ به ))

كلَّما ارْتَقَيْت تصبحُ مُيولك وفق منهج الله عز وجل.

اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا وزدْنا علمًا.

و الحمد لله رب العالمين

الاستماع للدرس

00:00/00:00

تحميل النص

إخفاء الصور